الرقص قديم قدم الإنسانية ومن أقدم أنواع الرقص التي نعرفها ذلك الذي يعرف بالرقص الفلكي الذي كان يؤديه قدماء المصريين وهم يدورون بخطوات وقورة على توقيعات منتظمة يرسمون دورة البروج. وتصور الرسوم القديمة والنقوش الجدارية في معابد الفراعنة راقصين وراقصات فى أوضاع راقصة متعددة لا تزال بعض آثارها باقية حتى اليوم. ورقصة العصا أو التحطيب كما يطلق عليها فى صعيد مصر واحدة من الرقصات المصرية التراثية المتوارثة من جيل إلى جيل و لا تزال منتشرة فى قرى صعيد مصر حتى يومنا الحاضر. و لرقصة العصا أو التحطيب ارتباط وثيق برياضة الفروسية على وجه التحديد إذ تقوم على التقاء فارس بفارس مما يجعلها تقترب ايضا فى مظهرها العام من عالم المنافسات الرياضية. إذ تمثل الرياضة مصدرا أولا لعناصر هذه الرقصة وعاملا فاعلا في طريق نشأتها. ويحتاج الراقص أو لاعب العصا إلى قوة الرد وسرعة المبادرة عند النزول إلى حلقة التحطيب التى تتكون من فرقة للمزمار ولاعبين يمسك كل منهما بعصا بجانب المتفرجين و(العوال) الذي يدير الحلقة. وداخل حلقة التحطيب تجد المكر والمغامرة والعزة والخداع والبطولة في آن واحد. و بالرغم من أن التحطيب رقصة تروح عن النفس وتبهج الروح إلا أنها تؤدى إلى الموت ايضا فإذا ما غاب الراقص عن مراقبة منافسة لجزء من الثانية أثناء الرقص داخل الحلقة فاجأه الآخر بضربة عصا فى أى جزء من جسده. والمهارة هنا لمن يسدد ضربات منافسة ويبادر بضربات راقصة متوالية. وأطرف ما في ضربات رقصة العصا (التحطيب) أنها ضربات ذات وقع راقص.