"لمْ أجدْ حلاً يحلُّ محلَّ الحلِ الحاليِّ لِحَالتي الحَالِية"، بمثل هذه العبارة العجيبة يفتتح أحدهم غلاف حسابه على تويتر، ويدفع بقلمي للكتابة عن هذه الظاهرة اللافتة الطريفة في تويتر تحديدا، ووددت قارئي العزيز أن آخذكَ في جولة أظنها ستكون مبهرة ممتعة، ربما لأنك ستكتشف من خلالها رؤية أسماء تعرفهم أو لا تعرفهم للحياة، وفلسفة الحياة، ومواقفهم من الحياة، نعم هي أسماء كبيرة وشهيرة ومسؤولة، سوف تقف بنفسك على مقولاتهم بقوة دلالتها أو طرافتها. سيتمثل دوري هنا في تسليط الضوء على تلك الرسائل الافتتاحية في الحسابات أنا أتحدث هنا عن العبارات التي نشاهدها على أغلفة حسابات المشتركين، في موقع (تويتر)، حيث أتاح هذا التطبيق لنا كمشتركين أن نضع صورة غلاف للصفحة، كما أتاح لنا كتابة عبارة افتتاحية ثابتة تظهر تحت رقم حسابك. سيتمثل دوري هنا في تسليط الضوء على تلك الرسائل الافتتاحية في الحسابات، بعد أن وجدت فيها ما يلفت النظر ويثير التساؤل!!، منها الساخر ومنها المتزمت ومنها الوسطي، ومنها المستفز والصدامي، وهي دون أدنى شك تعبر عن صاحبها، وعما يؤمن به من مواقف في حياته، وما يرفعه من شعارات سياسية أو دينية أو اجتماعية. إلا أن تنوعها وغرابتها وعمق دلالتها، كانت بمثابة المحفز لجعلها موضوعا لبحث علمي، بدأت بالفعل الاشتغال عليه، فخطابها الثقافي فيه الكثير من الالتقاطات والمقاربات البحثية. ولأنها كثيرة جدا، فضلت تقسيمها إلى حلقات، كل واحدة منها تختص بافتتاحيات فئة ما، فهناك فئة الدعاة والعلماء والمشايخ، وهناك فئة الإعلاميين، وفئة الرياضيين، وفئة الأدباء والكتاب وفئة المسؤولين، وسوف أخصص هذا الجزء للدعاة والعلماء، وأترك لك عزيزي القارىء حرية التفسير والتأويل لتلك العبارات. الشيخ عادل الكلباني كتب على غلاف حسابه العبارة التالية: "كثيرون يستخدمون الإسلام وقليلون يخدمونه"، أما الشيخ الدكتور عادل الحسيني من مملكة البحرين، فقد حرص في تقديمه لنفسه على ذكر تفاصيل التفاصيل، فجاءت عبارته صريحة بحق: "داعية بحريني، مستشار تاريخي لمشاريع درامية، عضو رابطة علماء الشريعة في الخليج، سني المعتقد، شافعي المذهب"، ثم اختتم سيرته الموجزة تلك بعبارة: "أحب الخير للموافق والمخالف، وأستمع للنقد المؤدب"، في الوقت نفسه نجد الشيخ الدكتور عوض القرني يستثمر مفتتح حسابه لشأن الوطن والدين، فكتب الآتي: "مهتم بوطنه، ويحب مجتمعه، ويشغله مناصرة أحوال المسلمين في كل مكان". حضرت أيضا وبقوة عبارات الدعاء في بعض الحسابات، كحسابَي الشيخ الدكتور محمد العريفي، والشيخ محسن العواجي، فدون العريفي في مستهل صفحته دعاء: "رب اجعلني مباركا أينما كنت"، ودون العواجي دعاء: "أرجو الله برحمته وأخشاه لذنوبي". في جانب ثالث، نلحظ أن الكثير من الدعاة استثمروا الافتتاحية تلك للتعريف بمهامهم وأنشطتهم الدعوية والعلمية، وجعلها وسيلة للتواصل بعرض عناوين صفحاتهم على الفيس بوك، وروابط قنواتهم على اليوتيوب، وإيميلاتهم الشخصية، والدعاية للمؤلفات الخاصة، كظهور الشيخ عايض القرني في صورة وهو يمسك بكتابه الشهير (لا تحزن). تويتر @Samialjuman