في كلمته التي ألقاها أمام الجلسة الأولى للمؤتمر السعودي الأول للغاز، والتي عقدت صباح أمس، استعرض النائب الأعلى لرئيس أرامكو السعودية لشؤون الاستكشاف والتنقيب والانتاج الاستاذ عبدالله سيف السيف مسيرة أرامكو السعودية في قطاع الغاز ودورها في الاتفاقيات الجديدة للتنقيب عن الغاز وانتاجه في الربع الخالي الموقعة بين حكومة المملكة وست من شركات البترول العالمية بشراكة من أرامكو السعودية. وقد استهل السيف كلمته بالحديث عن تاريخ أرامكو السعودية الطويل في دعم جهود التنمية الصناعية والتنوع الاقتصادي في المملكة، مشيرا إلى قيام أرامكو السعودية، انطلاقا من رؤية سديدة وتوجيهات رشيدة لحكومة المملكة بإنشاء شبكة الغاز الرئيسة بدءا من منتصف السبعينيات، وهي الشبكة التي قصد بها في البداية الى معالجة الغاز المصاحب لإنتاج الزيت، والتي شكلت الأساس للتنمية الصناعية عن طريق توفير الوقود واللقيم للصناعات البتروكيميائية والمرافق الأخرى. وأضاف السيف: انه في ظل انخفاض الطلب على الزيت في الثمانينيات انخفضت كمية الغاز المصاحب، ومن ثم فقد بدأت أرامكو السعودية برنامجها لإنتاج الغاز غير المصاحب بما يضمن الوفاء بالطلب المتزايد على الغاز في المملكة. وقد حقق هذا البرنامج نجاحا كبيرا وأدى ذلك الى توسعة شبكة الغاز الرئيسة لتبلغ طاقتها الحالية ما يزيد على 9 بلايين قدم مكعبة قياسية في اليوم. فيما تبلغ احتياطيات المملكة من الغاز حاليا ما اجماليه 235 تريليون قدم مكعبة قياسية. وتشير التوقعات الاستراتيجية لصناعة الغاز في المملكة الى زيادة الطلب على غاز البيع الى أكثر من 12 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول 2025م. وانطلاقا من ذلك تواصل أرامكو السعودية برنامجها الطموح للتنقيب عن الغاز غير المصاحب وانتاجه لتلبية هذا الطلب. وبين عبدالله السيف ان من بين السبل التي اتبعتها المملكة في تلبية احتياجات المملكة الى الوقود واللقيم الصناعي، هي دعوة الشركات العالمية للمشاركة في قطاع الغاز، حيث وقعت المملكة منذ شهر نوفمبر 2003م اتفاقيات مع ست من شركات البترول العالمية هي شل وتوتال ولوك أويل وساينوبك وايني وريبسول، للتنقيب عن الغاز غير المصاحب في منطقة الربع الخالي، وتشارك أرامكو السعودية هذه الشركات في حصصها في كل من هذه الاتفاقيات، حيث تسهم بخبراتها ضمن شركات المشاريع المشتركة. وأضاف السيف انه من أجل تسهيل ايصال ما تنتجه هذه الشركات من غاز الى روافده الصناعية، فقد عهدت الدولة الى أرامكو السعودية بإدارة وتجميع انتاج الغاز من خلال شبكة الغاز الرئيسة، مشيرا إلى أنه سيكون بوسع شركات الانتاج استخدام شبكة الغاز الرئيسة في حال رأت تلك الشركات أن إنشاء شبكات النقل والتوزيع الخاصة بها لن يكون مجديا من الناحية الاقتصادية. ويعني ذلك أنه سيكون على أرامكو السعودية متى لزم الأمر القيام بتوسيع شبكة الغاز الرئيسة لاستيعاب انتاج الشركات من الغاز مع استرداد تكلفتها في ذلك عن طريق فرض تعرفة على استخدام الشبكة بموافقة الدولة. وتشمل توسعة شبكة الغاز الرئيسة مرافق نقل وتوزيع غاز البيع وسوائل الغاز الطبيعي وطاقة التجزئة لتحويل سوائل الغاز الطبيعي الى منتجات قابلة للبيع مثل: الإيثان والبروبان والبيوتان والبنزين الطبيعي. وتلتزم أرامكو السعودية ببذل كل ما هو متاح لإنجاح هذا المشروع عن طريق تبادل الخبرت الفنية والتشغيلية والادارية بينها الشركات من خلال حلقات الربط التي يكونها وجود ممثلين لأرامكو السعودية ضمن ادارة ومجالس ادارة شركات المشاريع المشتركة. وأشار السيف في هذا السياق الى أن ارامكو السعودية ستعير شركات المشاريع المشتركة عددا من كبار الفنيين لديها لنقل خبرات الشركة في تطبيق أفضل الممارسات في أعمال التنقيب والحفر، كما ستزود أرامكو السعودية هذه الشركات بجميع المعلومات الجيوفيزيائية والمعلومات الخاصة بالآبار في كل منطقة من مناطق العقد لتسهيل مهمتهم في معالجة وتحليل هذه المعلومات. واختتم السيف كلمته معربا عن التزام أرامكو السعودية ببذل كل ما في وسعها لزيادة احتياطيات وإنتاج المملكة من الغاز لتلبية الاحتياجات المحلية والعالمية.