المملكة توقع اتفاقيات الغاز مع أربع شركات عالمية

وقعت المملكة امس ممثلة في وزارة البترول والثروة المعدنية اتفاقيات الشراكة مع شركة لوك اويل الروسية ، وساينبوك الصينية ، وايني وريبسول الايطالية ، وارامكو السعودية ، للتنقيب عن الغاز غير المصاحب وانتاجه في المناطق (أ ، ب ، ج) شمال الربع الخالي .
" اتفاقية المنطقة أ "
ووقع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي اتفاقية منطقة العقد ( أ) من مشاريع الغاز غير المصاحب وانتاجه في شمال الربع الخالي مع ممثل شركة لوك اويل الروسية فاجيت الكبيروف وممثل شركة ارامكو السعودية عبدالله جمعة .
واشارالنعيمي الى ان الاتفاقية تمثل نقطة البداية لانطلاق علاقة شراكة ستعود بالنفع الكبير على جميع اطراف الاتفاقية ، مبديا تفاؤله بما سيحمله المستقبل من منافع نتيجة توقيع هذه الاتفاقية ، وذلك كون المنطقة التي تبلغ مساحتها (29900) كيلو متر تحتوي على دلائل جيدة ومبشرة يتوقع ان تعود على المملكة وشركة لوك اويل بعوائد مجزية .
وتوقع النعيمي ان تسهم اعمال شركة لوك اويل في نمو صناعة الغاز في المملكة ، وزيادة اعمال الاستكشاف والتنقيب بشكل هام . واكد على ان الشراكة الواعدة مع لوك اويل دعامة اضافية للعلاقات المتميزة بين روسيا والمملكة ، حيث كانت زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز الى روسيا العام الماضي خطوة مهمة وبارزة نحو تعزيز الروابط بين البلدين . لافتا الى اهمية اسهام التوقيع على الاتفاقية في توثيق تلك الروابط وتقويتها .
من جانبه تحدث فاجيت الكبيروف رئيس شركة لوك اويل عن الاتفاقية بقوله ان الحدث على درجة كبيرة من الاهمية ، فلأول مرة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين تفتح المملكة ابوابها لصناعة البترول الروسية ، مبديا سعادته البالغة بتحقيق لوك اويل قصب السبق في ذلك .
وقال " اتيحت لنا الفرصة لنرى بأعيننا مدى ارتفاع معايير التشغيل في المملكة واستخدام احدث التقنيات العالمية في صناعتها البترولية وفقا لاحدث الابحاث وانشطة التطوير " . واكد على قدرة امكانية الشركة على مواكبة وتكملة تلك الدرجة من التطور التي بلغتها صناعة الطاقة في المملكة .
واشار الى الأهمية الاستراتيجية للمشروع الذي تم توقيع الاتفاقية بشأنه ، لافتا الى مشاركة لوك اويل في 15 مشروعا حاليا وذلك للتنقيب عن المواد الهيدروكربونية وانتاجها في دول مختلفة في العالم ، والتي تتبنى سياسة طموحة لتوسعة نطاق اعمالها الدولية . مبينا في الوقت نفسه ان الشركة تخطط لأن تنتج بعد عشر سنوات من الآن خمس انتاجها وتكرر نصف الكمية الاجمالية التي تنتجها من المواد الهيدروكربونية خارج روسيا .
وافاد الكبيروف بان مشروع منطقة العقد يكتسب اهمية خاصة بالنسبة للشركة من منظور تطوير مجموعة مشاريع الغاز التي تمتلكها الشركة، لافتا الى ان الاستراتيجية تقضي بزيادة حصة انتاج الغاز الى 25% من اجمالي انتاج لوك اويل بحلول عام 2013.
واعرب في ختام تعليقه عقب توقيع الاتفاقية عن عميق امتنانه لحكومة المملكة والمسئولين في وزارة البترول والثروة المعدنية وادارة ارامكو السعودية لايجادهم البيئة المثالية للتعاون المثمر .
بعد ذلك تحدث ممثل شركة ارامكو السعودية عبدالله بن صالح بن جمعة عن اتفاقية الشراكة مع لوك اويل قائلا " ان من السمات الاساسية التي تميزت بها ارامكو السعودية على مدى سنواتها السبعين ، حرصها على بناء رصيد من الشراكات الناجحة ، وحرصها من خلال ذلك على بناء ما يحقق مصلحة الجميع " .
ونوه الى اسهام ارامكو ضمن الشراكة بقدر وافر من خبرتها الطويلة بجيولوجيا المملكة ، والتي اثمرت في اكتشاف اكثر من 80 حقلا بينها العديد من حقول الغاز. وذكر ان ارامكو ستبذل كل الجهد في السنوات المقبلة بما تحمله من عمل جماعي مع الزملاء الروس لتحقيق الاهداف المشتركة في خدمة التنمية بالمملكة وتحقيق الاكتشافات في مجالات الغاز غير المصاحب .
اتفاقية منطقة العقد ب
كما وقع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي اتفاقية منطقة العقد (ب) من مشاريع الغاز غير المصاحب وانتاجه في شمال الربع الخالي مع شركة (ساينبوك) الصينية بالشراكة مع شركة ارامكو السعودية ..
واعرب النعيمي عن سروره بتوقيع الاتفاقية مع الشركة المشتركة من ساينوبك التي تعد احدى اكبر الشركات الآسيوية اضافة الى ارامكو السعودية. وقال : انني على يقين من ان التوقيع على اتفاقية منطقة العقد (ب) من مشاريع الغاز غير المصاحب وانتاجه في شمال الربع الخالي والتي تبلغ مساحتها (38.800) كيلو متر مربع يمثل فرصة ثمينة لتحقيق عوائد مجزية ومنافع مشتركة للمملكة وساينوبك وارامكو السعودية .
وافاد ان هذه الاتفاقية تعمق علاقة المملكة وشركة ارامكو السعودية مع شريكها شركة ساينوبك الصينية التي تعتبر من كبار زبائن المملكة الذين يشترون الزيت السعودي ومنتجاته . واشار الى انه يجري حاليا بين شركة ارامكو السعودية وساينوبك في الصين تأسيس شراكة لتوفير المنتجات البترولية التي تحتاجها السوق الصينية من خلال الاستثمار في مصاف مشتركة .
واوضح ان هذا التعاون بين الشركات الصينية والسعودية يعزز العلاقة الاستراتيجية المميزة والمتنامية ، التي تربط بين المملكة والصين وتنبىء بمزيد من الازدهار لها .
من جانبه علق ممثل شركة ساينوبك وانق جيمينق على التوقيع للاتفاقية بقوله : ان عقد مشروع الغاز في المنطقة ( ب ) ثمرة جديدة وهامة من ثمار التعاون الناجح بين الشركتين في الصناعات البتروكيميائية على مر السنين .
واشار الى ان الصين هي اكبر دولة نامية في العالم ، واقتصادها الذي ينمو بسرعه يستتبع زيادة مطردة في الطلب على الطاقة والزيت والغاز على وجه الخصوص ، والمملكة تمتلك اكبر احتياطات زيت وغاز في العالم . واضاف : ان الدولتين تكملان بعضهما بعضا في مجال التطوير الاقتصادي ، ويأتي تنفيذ مشروع الغاز في المنطقة ( ب ) بمثابة بداية لفصل جديد من فصول التعاون الشامل بين ساينبوك وارامكو السعودية . ونوه وانق الى ان هذا المشروع سيلعب دورا هاما في تعزيز اواصر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين وتدعيم الفهم المتبادل وعلاقة الصداقة التي تربط بين الشعبين .
وذكر وانق ان ساينوبك تتمتع بخبرات واسعة وامكانيات فنية في مجال التنقيب عن الزيت والغاز وتطويرهما، وفي ظل روح المساواة والمنفعة المتبادلة وتحقيق اقصى استفادة ممكنة من المزايا النسبية التي يتمتع بها الطرفان سيتم التعاون مع ارامكو السعودية لتنفيذ وادارة مشروع الغاز في المنطقة ( ب ) بدرجة عالية من الجودة والكفاءة.
بعد ذلك تحدث ممثل شركة ارامكو عبدالله بن جمعة عن شراكة ارامكو مع ساينوبك بقوله : ساينوبك هي واحدة من اهم عملاء ارامكو السعودية في اسواق الزيت الخام في الشرق الأقصى ، حيث تستخدم صادرات البترول السعودي لتصنيع وبيع منتجات مكررة تسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي الهائل الذي تشهده الصين في الوقت الحالي بوصفها قوة اقتصادية عالمية.
واضاف : تلتقي جهود ارامكو السعودية مع ساينوبك ايضا في المشروع المقترح لتطوير مصفاة فيوجان ومشروع البتروكيميائيات المشترك ، الذي من المقرر ان تمتلك ارامكو السعودية فيه حصة تبلغ 25% . واشار جمعة الى ان خبرة ارامكو السعودية التي تمتد لسبعين عاما في صناعة البترول تتلاقى وتتكامل مع ما تتمتع به شركة ساينوبك من قدرات كبيرة في مجال التنقيب والانتاج والتكرير والتسويق .
واكد جمعه على ان اهمية الاتفاقية التي وقعت لا تنبع من كونها فرصة استثمار ممتازة تعود بالنفع على المملكة وساينبوك وارامكو السعودية فحسب ، وانما تنبع ايضا من مدها جسرا جديدا يوطد العلاقات الحيوية بين البلدين .
اتفاقية منطقة العقد ج
كما وقع معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي على اكبر اتفاقيات مناطق العقود الثلاثة لانتاج الغاز غير المصاحب في شمال الربع الخالي وهي المنطقة (ج) التي تشكل مساحة (51400) كيلو متر مربع .وذلك مع شركتي (إيني وريبسول) الايطالية والاسبانية بالمشاركة مع ارامكو السعودية .
واشار النعيمي الى ان شركتي ايني وريبسول تشكلان الائتلاف المناسب للاضطلاع بانجاز هذا المشروع ، لافتا الى ايني سبق أن نفذت اعمالا للتنقيب والانتاج في منطقة الربع الخالي ، كما ان اعمالها المنتشرة في 70 دولة عبر خمس قارات تشهد لها بالقدرة على العمل في أي مكان . مشيدا كذلك بما تمتلك ريبسول من خبرة طويلة في انجاز المشاريع في بلدان شمال افريقيا ومالها من مكانة رائدة في دول امريكا اللاتينية ، وباعتبارها اكبر شركة خاصة للطاقة هناك من حيث الأصول والموجودات .
وبين ان الشركتين ستتمكنان من الاستفادة من الفرصة التي اتاحتها لهم هذه الاتفاقية بالاستثمار والتنقيب في هذه المنطقة الواعدة ، متوقعا في الوقت نفسه ان تحقق الشركتان عوائد مجزية تعود بالنفع على جميع الاطراف واستغلالا نافعا بالتعاون مع ارامكو السعودية للثروات القابعة تحت رمال الصحراء السعودية .
ونوه الى ان المملكة تتطلع الى تحقيق المزيد من الخير لهذا البلد وشعبه ، علاوة على الفوائد المرجوة للشركتين ، مبينا ان اهم سمات هذا المستقبل الواعد تتركز في اكتشاف احتياطيات الغاز غير المصاحب التي ستوفر الوقود واللقيم اللازمين لتوسعة القاعدة الصناعية في المملكة وتنويع انشطتها ، بما في ذلك محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه ، والصناعات البتروكيميائية ، وغيرها من الصناعات .
من جانبه اكد كبير الاداريين التنفيذيين لشركة "إي.إن.آي" فيتوريو مينكاتو ان وجود الشركة في المملكة يعود الى عام 1967 عندما شاركت في اعمال التنقيب والانتاج التي شملت ايضا التنقيب في حوض الربع الخالي ، حيث لم ينقطع نشاط الشركة منذ ذلك الوقت من خلال شركات الخدمات العائدة لها ، لتحتفظ بذلك لنفسها بموقع هام في المملكة وتسعى لاقامة علاقات تعاون مثمرة معها .وبين مينكاتو ان فرصة العمل في المملكة تمثل بالنسبة ل "إي.إن.آي" فرصة عظيمة تشكر المملكة على منحنا اياها . واشاد بالطابع الابتكاري الذي تتمتع به الاتفاقية والذي يتيح للأطراف تدعيم اواصر الشراكة فيما بينهم والاستفادة من جميع الاسهامات والانشطة المشتركة بينهم في اطار تعاون وثيق يهدف الى تحقيق الاهداف المشتركة .
واضاف ان هذا الاسلوب التعاقدي الجديد للمملكة يتيح فرض سيطرتها الكاملة على مواردها من المواد الهيدروكربونية ، وفي الوقت نفسه الاستفادة مما يمتلكه الأطراف الآخرون في الاتفاقية من خبرة فنية ومهارات وتقنيات مبتكرة.
واكد عزم الشركة على بذل قصارى جهدها لتبادل خبراتها ومعلوماتها عن الأعمال الأساسية في مجال التنقيب والانتاج في اطار شركة التنقيب والانتاج الجديدة ، وتطوير الموارد واستغلالها بأفضل الطرق من الناحية الاقتصادية عن طريق استخدام احدث التقنيات بتكلفة تنافسية وفي الوقت نفسه الالتزام بأكثر المعايير تشددا في مجالي البيئة والسلامة.
واوضح ان الشركة ستقدم للمملكة خبراتها في قطاع الغاز على وجه الخصوص ، وهي الخبرات التي كانت تمثل الطابع المميز لنمو الشركة داخل ايطاليا اولا ثم في مختلف انحاء العالم بعد ذلك . واكد ثقته بأن شركته وتعاونها مع شركتين رائدتين مثل ارامكو السعودية وربسول ستحقق اكتشافات هامة وكبيرة ، وبفضل خبراتها السابقة والدور الحالي الذي تلعبه كمشغل في حقول عملاقة في دول مثل كزخستان وليبيا وايران ستتمكن من تطوير تلك الاكتشافات بصورة اقتصادية تعود بالنفع على المملكة وعلى الشركاء في شركة التنقيب والانتاج .
فيما اعتبر ممثل شركة ريبسول الاتفاقية فرصة كحجر اساس ثابت للبدء في عهد جديد من العلاقات والمشاركات مع المملكة العربية السعودية ، تعد حافزا لمشاركات وتطوير لمشاريع اخرى تساهم في تضخيم صناعة الطاقة في المملكة .
واعرب عن ثقته في أن انضمام الممثلين الفنيين والتجاريين عن الشركات الثلاث سوف يسهم في تحقيق التعاون الايجابي المثمر ، والذي سيحقق المكاسب الكبيرة نتيجة لاستخدام الخبرات المشتركة والمعارف المتراكمة من قبل الجميع.
من جهته اشار عبدالله جمعة رئيس شركة ارامكو الى ان دخول ارامكو في هذه الاتفاقية مع ائتلاف شركتي ايني الايطالية وريبسول الاسبانية تكون اتفاقيات استكشاف وتطوير موارد الغاز الطبيعي في شمال الربع الخالي قد اكتملت ، وبذلك ستحتضن المملكة قدرات وموارد عالمية مميزة ، ممثلة في مجموعة رائدة من شركات الطاقة العالمية.
واكد على ان الخبرات المميزة للشركات الثلاث في المنطقة (ج) التي تبلغ مساحتها 52 الف كيلو متر مربع سيكون لها اثر كبير في انجاح الاستثمار وتحقيق اعلى العوائد منه .
لافتا الى ان المهارات المتميزة التي تتمتع بها الشركات الثلاث ستتمخض عن مستقبل اكثر اشراقا للجميع.
ممثلو الشركات العالمية يوم أمس
مصافحة بعد التوقيع بين النعيمي وفيغت كابيروف الروسي