لا يمكن أن يكون أبومصعب الزرقاوي يقدم وجها حسنا للعرب والمسلمين، إلا إذا كان ارييل شارون يقدم انطباعا ايجابيا عن اسرائيل. طريقة قتل المقاول الأمريكي نيكولاس بيرغ ونحره كما تنحر الشاة في لقطات مصورة، هي عملية بشعة واجرامية بكل المقاييس، ولا يمكن تبريرها حتى من قبل السفاحين وشاربي الدماء ومحترفي الإجرام. لم تأت الأديان كلها ، بذبح الأوادم ونحر البشر، بل جاءت لنشر الطمأنينة في النفوس، واسعاد البشرية وتحقيق اسباب الأمن للناس، وما فعله أبو مصعب الزرقاوي ان كان هو من قام بجز رأس الأمريكي، هو فعل من أدار ظهره لسمو الديانة وأقبل بوجهه كله الى وحل الدماء ووحشية التشفي ومستنقع الشر. لقد مسحت لقطات الأمريكي وهو يرفس كالذبيحة، قبيل نحره، كل انطباع ايجابي يمكن أن يحمله العالم تجاه قضية العراقيين وبخاصة بعد انتشار صور تعذيب سجناء أبو غريب. وللدلالة على ذلك فإن النائب الجمهوري الأمريكي جون ماكين كان قد أبدى في الأيام الماضية انتقادات حادة للادارة الأمريكية بشأن قضية المعتقلين العراقيين، لكنه علق على طريقة ذبح مواطنه نيكولاس بيرغ بالقول: انهم لا يحترمون الحياة البشرية، ولذلك يجب علينا أن ننتصر في العراق! كيف يمكن لآحاد الناس في الشرق والغرب وقد سمعوا الخطاب الذي قرأه الملثمون قبيل نحر الأمريكي وقد امتلأ بنصوص الدين، ودعوى الدفاع عن الملة، بأن يتصوروا أن هذا الدين الذي اعتقد الملثمون انهم يدافعون عنه، هو دين رحمة وانسانية وتسامح!! مطالبة الآخرين بتصور ايجابي عن العرب والمسلمين بعد هذه الأفعال مهمة شاقة ان لم تكن مستحيلة، خاصة والغرب يذكر طريقة مقتل الصحافي الأمريكي في وول ستريت جورنال دانيال بيرل الذي نحره أنصار للقاعدة في باكستان بنفس مواصفات مقتل مواطنه في العراق! اذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول في حق الحيوانات: (اذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، واذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته). ومر عليه الصلاة والسلام على رجل اضجع شاة وهو يحد شفرته أمامها، فقال له: (أتريد أن تميتها ميتتين، هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها). هذه رأفته بالحيوان، فكيف بالانسان؟! اللهم اكف أمتنا شر من يسيء لها وهو يريد أن يحسن، فشر هؤلاء مستطير، وضررهم لا حد له..