توغلت الدبابات الامريكية في منطقة مقابر قديمة خلال معركة شرسة مع مقاتلين موالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس الجمعة.وقصفت ثلاث دبابات على الاقل مواقع لمقاتلين شيعة بين المقابر بالقذائف والمدافع الرشاشة. ورد مقاتلو جيش المهدي الذين يستخدمون الجبانة لشن هجمات كر وفر على القوات الأمريكية على القصف بقذائف صاروخية ومورتر على ما يبدو. ويستخدم مقاتلو جيش المهدي قذائف الار.بي.جي والهاون والاسلحة الرشاشة والبنادق الخفيفة في مواجهة القوات الأمريكية المدججة بأحدث الاسلحة. وتضم هذه الجبانة الواسعة وهي من بين اكبر الجبانات في العالم العديد من اضرحة شيعة دفنوا على مدى قرون وجيء بهم من مختلف بلدان العالم. وتفجرت اشتباكات بعد فجر أمس بعد ليلة هادئة نسبيا. وصدرت اصوات اطلاق نار وانفجارات في بادئ الأمر من منطقة بها مركز رئيسي للشرطة تبعد ما بين اثنين وثلاثة كيلومترات عن مسجد الامام علي.وبعد ساعة أو نحو ذلك كان يمكن مشاهدة دبابات تلاحق مقاتلين داخل الجبانة التي تمتد لمسافة عدة كيلومترات مربعة. وانسحبت دبابة فيما بعد ولكن الدبابتين الأخريين استمرتا في اطلاق النار. وأعلن مصدر طبي ان سبعة أشخاص بينهم أفغاني جرحوا في تبادل إطلاق النار بين الجانبين. وقال قادة أمريكيون انهم سيحاولون عدم المساس بالاضرحة بما في ذلك ضريح الأمام علي في النجف حيث يتحصن الصدر وبعض من مقاتليه. ولكنهم قالوا هذا الأسبوع ان صبرهم بدأ ينفد بعد اكثر من شهر من القتال في جنوبالعراق. وكان يمكن أيضا سماع أصوات إطلاق نار بشكل متقطع عبر المدينة التي تقع على بعد 160 كيلومترا جنوبيبغداد. وفي مدينة كربلاء الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمالي النجف ابلغ صالح حسناوي مدير المستشفى الرئيسي رويترز ان ما لايقل عن اربعة عراقيين قتلوا واصيب 13 اخرون خلال اشتباكات وقعت خلال الليل. وقالت مصادر أن الاشتباكات اسفرت عن مقتل تسعة عراقيين بينهم مدنيون وجرح 26 آخرين بنيران القوات الأمريكية في كل من كربلاء والنجف. ولم تعرف أي معلومات بعد عن وقوع خسائر في صفوف القوات الامريكية. وأدت الاشتباكات إلى تدمير مكتب الصدر في منطقة المخيم بوسط مدينة كربلاء والذي يعتبر المعقل الرئيسي لجيش المهدي هناك. والقت مروحيات أمريكية منشورات تحث الصدر على انهاء تمرد جيش المهدي التابع له وتسليم نفسه للسلطات. وتطلب من المواطنين النأي بانفسهم عن دعم جيش المهدي. وحثت القوات الأمريكية التي تمركزت على مسافة تبعد كيلومترا واحدا عن بعض المزارات الشيعية في كربلاء عبر مكبرات الصوت الناس على الابتعاد عن وسط المدينة. وخلت الى حد كبير شوارع كربلاء التي كانت تعج بالحركة عادة يوم الجمعة. وأقامت القوات الأمريكية مزيداً من حواجز التفتيش على الطرق المؤدية إلى كربلاء وقامت بعمليات تفتيش في المناطق القريبة من مركز قيادتها. وقال بيان للفرقة المتعددة الجنسيات في كربلاء إن قوات التحالف سيطرت على عدد من البنايات والمشاريع التي كانت ميليشيا الصدر تقيم فيها. وتحت ضغوط من المؤسسة الدينية والسياسية الشيعية عرض الصدر التفاوض واوضح مساعدوه الخطوط العريضة لتسوية في النجف يوم الثلاثاء مع التنظيمات الشيعية الرئيسية. ولكن الاشتباكات المتقطعة استمرت. ويوم الجمعة الماضي تحدى الصدر حملة امريكية حول النجف لإلقاء خطبة في مسجده المعتاد في الكوفة خارج المدينة مباشرة. ولم يتضح ما اذا كان سيفعل نفس الشيء هذا الاسبوع.