يبدو المغرب جاهزا اكثر من اي وقت مضى للحصول على شرف استضافة مونديال 2010 الاول الذي يقام في افريقيا بعد ثلاث محاولات سابقة لم يكتب لها النجاح فيها. ويترشح المغرب للمرة الرابعة في تاريخه وسبق له ان حصل على 7 اصوات مقابل 9 اصوات للولايات المتحدة عام 1994، و7 اصوات ايضا مقابل 11 لفرنسا عام 1998، في حين خرج من السباق من الدور الاول للحصول على شرف استضافة مونديال 2006 بحصوله على صوتين فقط. وتعلم المغرب كثيرا من الملفات السابقة التي لم تتضمن نقاطا قوية يستطيع الاعتماد عليها لمواجهة الدول العريقة امثال الولاياتالمتحدة وفرنسا او المانيا وانجلترا خصوصا من ناحية الملاعب التي لم تكن سوى مجسمات لا حياة فيها. ويتزامن تنظيم كأس العالم 2010 في افريقيا للمرة الاولى مع رهانين استراتيجيين وتاريخيين لمستقبل المغرب أولهما يتمثل في ان 2010 ستكون سنة انتهاء مرحلة الاندماج في منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي وبالتالي التفكيك الكلي للحواجز الجمركية، كما ان المغرب دخل في برنامج تحديثي واسع على مستوى كافة بنياته التحتية الاساسية من طرق وموانىء ونقل مع مواصلة برنامج الخصخصة وتأهيل الاقتصاد والمقاولات والنظام المالي والمصرفي. وعبر رئيس ملف ترشيخ المغرب رجل الاعمال سعد الكتاني عن اقتناعه بان تنظيم المغرب لكأس العالم سيساهم كثيرا في تحسين الظروف الاجتماعية وتغيير حياة القارة الافريقية باسرها. ويقدم المغرب في صلب ملف الترشيح لاستضافة مونديال 2010 برنامجا طموحا تحت عنوان (كرة القدم بلا حدود) يلقي الضوء على مشاكل لا تتعلق بدولة واحدة بل القارة الافريقية باسرها. وتواجه افريقيا مشاكل العنف بسبب نزاعات اتنية كالحروب الاهلية والانقلابات واخيرا هاجس الارهاب بالاضافة الى معاناتها من الامراض وخصوصا الايدز وهو ما يقف عائقا امام تطوير هذه الدول على اصعدة مختلفة. واعتبر الكتاني ان البرنامج الذي وضعه المغرب يستطيع ان يكون عاملا قويا لمكافحة العنف والحروب والارهاب بالاضافة الى كونه رادعا للامراض وعاملا مساهما لتحسين ومحو الامية في افريقيا. واقترح المغرب ان يكون برنامج (كرة قدم بلا حدود) باشراف هيئة مستقلة ليست تابعة للفيفا او اللجنة المنظمة لكأس العالم في المغرب مؤلفة من ابرز الوجوه الرياضية والسياسية ورجال الاعمال على ان تكون المساهمة المالية من قبل المنظمات الانسانية كالاممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية التي تختار بنفسها المشروع الذي تريد دعمه سواء اكان في ما يتعلق بالصحة او التعليم او تطوير الحياة الاجتماعية في القارة الافريقية. واكد الكتاني ان المساعدة التي يمنحها الفيفا عادة للدولة المنظمة لكأس العالم والتي تقدر بعشرات الملايين سيمنحها المغرب بالكامل لهذا الصندوق. ويعتمد المغرب على التاريخ ايضا لان ثلاث مدن من اصل ثماني مرشحة لاستضافة المنافسات اعتبرتها منظمة اليونسيكو (ارثا عالميا) وهو اعتراف يساهم في تعزيز مكانة المغرب التاريخية. ويولي المغرب اهمية خاصة لمسألة الامن والعناية الصحية ويعتبرهما من النقاط الاساسية في ملفه. واعتمد المغرب خصوصا في الشق الامني على خبراء يملكون تجربة كبيرة في هذا المجال، ويقول يوسف بنشقرون مدير قطاع البنى التحتية والامن والخدمات في الملف المغربي: يعتبر المغرب من اكثر الدول تمتعا بالامن فنسبة الجريمة هي الاقل في العالم لسبب بسيط ان حمل السلاح ليس مسموحا. واضاف : هذه النقطة بالذات هي التي سمحت للمغرب باستضافة العديد من التظاهرات ليس فقط الرياضية بل السياسية ايضا واهمها القمة الاسلامية والمنتدى الاقتصادي العالمي بالاضافة طبعا الى العاب المتوسط والدورة العربية وكأس الامم الافريقية. من هؤلاء الخبراء الاميركي بوب ستايلز احد المسؤولين عن الامن في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي انيطت به جميع الامور التنظيمية في كأس العالم عام 1994 في الولاياتالمتحدة، كذلك اشرف على عملية التنظيم والامن في المونديال الاخير في كوريا الجنوبية واليابان. ويقول ستايلز : لم اكن اتصور ان معدل الجريمة في المغرب متدن لهذه الدرجة واقولها بصراحة، اشعر بالامن هنا اكثر من اتلانتا حيث اعيش. وتحدث بنشقرون ايضا عن العناية الصحية واهميتها في التظاهرات الرياضية وقال: ستكون هناك مراكز طبية في كل من الملاعب التسعة التي ستحتضن المونديال ويضم كل مركز اربع وحدات صحية لديها مهام مختلفة وهناك عيادات للطوارىء داخل كل ملعب. واضاف: تعتبر البنية التحتية الطبية جاهزة حاليا لكي تلبي متطلبات الاتحاد الدولي حيث يوجد في المغرب 33 الف سرير في 385 مستشفى معظمها على مقربة من الملاعب الرئيسية المرشحة لاستضافة مباريات في كأس العالم. الجماهير المغربية متعطشة لتنظيم كأس العالم منتخب المغرب دائما حاضر في المونديال