يستهل المغرب رحلة كسب النقاط في أفق استضافته لكأس العالم عام 2026 من خلال احتضانه نهائيات النسخة العاشرة من كأس العالم للأندية من 11 الى 21 ديسمبر الجاري في مدينتي أغادير ومراكش. ويعقد المغرب امالا كبيرة على مونديال الاندية الذي يستضيف أيضا نسخته الحادية عشرة العام المقبل، ايضا لتأكيد أحقيته باستضافة العرس العالمي الذي فشل في استضافته 4 مرات اعوام 1994 و1998 و2006 و2010. واذا كان المغرب خسر رهان تنظيم المونديال في المرات الاربع السابقة كون ملف ترشيحه كان يعاب عليه أنه على الورق فقط بالاضافة الى ان الدول التي حظيت بالشرف على حسابه كانت أفضل منه ناحية البنى التحتية والخبرة في استضافة التظاهرات الرياضية الكبرى (الولاياتالمتحدة 1994 وفرنسا 1998 والمانيا 2006 وجنوب افريقيا 2010)، فإنه في الوقت الحالي يملك نسبة مئوية كبيرة من البنى التحتية اللازمة لاستضافة المنتخبات العالمية، في مقدمتها اربعة ملاعب جديدة من الطراز الرفيع في مدن طنجة وفاس ومراكش واغادير فضلا عن الملعب الكبير المقرر بناؤه قريبا في العاصمة الاقتصادية مدينة الدار البيضاء دون نسيان ملاعب اخرى تحتاج الى التجديد فقط في كل من الرباط ووجدة والعيون وسطات والجديدة ومكناس. واقتصرت خبرة المغرب في السابق في تنظيم البطولات الكبرى على المسابقات القارية من قبيل كأس الامم الافريقية عام 1988 وكأس افريقيا للشباب عام 1997 وكأس امم افريقيا للمنتخبات الاولمبية العام الماضي وكأس امم افريقيا للناشئين هذا العام، لكنه حولها الى العالمية من خلال تقدمه بطلب استضافة مونديال الاندية حيث حظي بشرف استضافة النسختين العاشرة والحادية عشرة ليصبح ثاني بلد عربي يستضيف هذا الحدث بعد الإمارات التي نظمته في العاصمة أبو ظبي عامي 2009 و2010 وتوج بلقبه برشلونة الإسباني وإنتر ميلان الايطالي على التوالي. رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر أعلنها بشكل واضح عندما صرح الشهر الماضي بان هذه البطولة "تشكل اختبارا حقيقيا للمغرب لكي يلمس قدراته على تنظيم بطولة كأس العالم". وقال بلاتر "افريقيا تنتظر دورها عام 2026 بعد كأس العالم في البرازيل 2014، وروسيا 2018 وقطر عام 2022، وآمل أن يكون المغرب أيضا مرشحا لهذا العرس الكروي". واوضح بلاتر انه يحيي في المغرب شجاعته بتقديم طلب تنظيم كأس العالم للأندية عامي 2013 و2014 "لأنه يستحق استضافة تظاهرة عالمية من حجم كبير" بعدما لم يوفق في احتضان كأس العالم للمنتخبات التي قدم ترشيحه لتنظيمها أربع مرات.وتابع "نحن مسرورون جدا بأنه كانت للمغرب الشجاعة لطلب تنظيم كأس العالم للأندية. لقد كانت هناك بلدان أخرى ترغب في تنظيمها لكننا أردنا بأن نعطي شيئا ما لهذا البلد لأنه يستحق تنظيم تظاهرة من الحجم الكبير. وكأس العالم للأندية هي حقا كأس عالمية لأنها تجمع أفضل وأشهر اللاعبين في العالم على مستوى الأندية". كما حيا رئيس الاتحاد الدولي في المغرب "إلحاحه واستماتته لكونه تقدم أربع مرات بطلب ترشيحه لتنظيم كأس العالم لكن مع الأسف لم يفلح في ذلك. بيد أنه نال شرف احتضان كأس العالم للأندية. فهي مسابقة عالمية بكل ما في الكلمة من معنى. وهذا إنجاز مهم". وأثنى بلاتر على الجهود الجبارة التي بذلها المغرب من أجل تطوير كرة القدم وخاصة على مستوى البنيات التحتية سواء القائمة منها أو تلك التي ستنجز قريبا في أفق احتضانه لعدد من المسابقات القارية والدولية، مؤكدا أن المملكة باتت اليوم قادرة على احتضان كبريات التظاهرات الكروية الدولية".واكد وزير الشباب والرياضة المغربي محمد أوزين أن المغرب سيشهد قفزة نوعية وانتعاشة مهمة خاصة في المجال الرياضي بتنظيمه لمونديال الأندية في العامين الحالي والمقبل. وقال "أكيد أن كأس العالم للأندية التي حظي المغرب بشرف تنظيمها لسنتين متتاليتين سيساهم بشكل كبير في إنعاش الممارسة الرياضية بالمغرب، بل سيكون داعما قويا للمنافسة على تنظيم الأحداث الرياضية العالمية الكبيرة" في اشارة إلى مونديال الأندية 2014، وكأس القارات لألعاب القوى 2014، ونهائيات كأس امم إفريقيا 2015. واضاف "ستصبح للمغرب مكانة محترمة بل خاصة لدى الاتحاد الدولي، وسنبرهن على قدرتنا في التنظيم، لأننا نتطلع إلى كسب دعم قوي عندما يقدم المغرب ترشيحه لاحتضان كأس العالم للمنتخبات مستقبلا". وطالب اوزين بضرورة تظافر الجهود والتزام الجميع لإنجاح هذه البطولة التي ستبرز المؤهلات التنظيمية للأطر المغربية، منوها بالأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما المملكة المغربية، مبرزا أن هذا العامل سيكون له دور كبير في توافد العديد من السياح الأجانب لمتابعة البطولة، حيث توقع حضور أكثر من 100 ألف مشجع أجنبي من محبي الفرق المشاركة، خصوصا مشجعي بايرن ميونيخ الألماني وأتليتيكو مينيرو البرازيلي. وأوضح أن رهان تنظيم كأس العالم للأندية يتطلب العديد من التضحيات، من قبيل الإرادة الجماعية والتنسيق المكثف والفعال، وتحلي الجميع بروح المواطنة، وتأطير شبكة للمتطوعين التي ستساهم بدورها في تنظيم وإنجاح هذا الحدث العالمي الذي ينظم لأول مرة ببلد إفريقي، حيث أن نجاح رهان التنظيم سيمنح المغرب فرصة كبيرة لنيل شرف احتضان كأس العالم للمنتخبات. من جهته، اكد رئيس الاتحاد المغربي علي الفاسي الفهري أنه لتنظيم كأس العالم للمنتخبات كان من الواجب المرور من هذه المواعيد، من أجل تكوين جيل جديد يحترف التنظيم، سيما وأن دفتر الشروط الذي يفرضه الإتحاد الدولي قاس نوعا ما في هذه النقطة. وعبر الفاسي عن اعتزاز اتحاده بمنح "الفيفا" المغرب شرف احتضان كأس العالم للأندية التي أكد أن المغاربة سيتجندون ليجعلوا منها عرسا رياضيا استثنائيا لاسيما وأنها تقام على أرض المغرب الذي يتميز بموقعه الجغرافي كصلة وصل بين إفريقيا وأوروبا.