قبل أن نتحدث عن واقع الامة الاسلامية اليوم يجدر بنا أن نلقي نظرة عابرة على ماضي المسلمين وما كانوا عليه من عزة ومنعة فاستطاعوا في وقت وجيز ان يخرجوا الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد, ومن تلك النماذج المشرقة والدالة على عزة المسلمين أن المعتصم سير جيشا لنصرة الاسلام وكانت الدولة الاسلامية دولة متماسكة مترامية الاطراف حتى ان هارون الرشيد نجده يخاطب السحاب متحدثا بنعمة الله قائلا: امطري حيث شئت فان خراجك سيأتي , وكانت الدولة الاسلامية دولة عدل حتى ان اهل الكتاب يتمنون العيش في كنفها والفضل ما شهد به الاعداء وانطلاقا من الحكمة القائلة: العاقل من يستعرض ماضيه ويتطلع الى غده تعالوا بنا نقارن بين واقع الامة اليوم وماضيها المجيد هل نحن ننتمي الى تلك الامة العظيمة ؟ هل نحن من احفاد أولئك الابطال الفاتحين امثال اسامة بن زيد وصلاح الدين الايوبي وغيرهما من قادة المسلمين. ان الامة الاسلامية اليوم تواجه خطرا عظيما وغزوا فكريا وثقافيا وهجمة شرسة من بلاد الكفر وقوى البغي., مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : (توشك الامم ان تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها قال قائل: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله . قال: بل انتم يومئذ كثير لكنكم غثاء كغثاء السيل, ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن, قال قائل: وما الوهن . قال: حب الدنيا وكراهية الموت). ان من وسائل العدو لاضعاف الامة الإسلامية: 1 بث السموم الفكرية عبر القنوات الفضائية من تشكيك في عقيدة الامة والدعوة الى الميوعة والانحلال الخلقي عن طريق الاغاني الهابطة والموسيقى والمسلسلات, وهو نفس السلاح الذي كان يستخدمه بعض المشركين لصد الناس عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل النضر بن الحارث. 2 فتح جامعاتهم ومراكزهم العلمية والثقافية للمثقفين من أبناء الامة الاسلامية بغرض الاستفادة في تنفيذ مخططاتهم الماكرة داخل بلد الاسلام. @@ فهد علي السمحان