☺عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها). فقال قائل: أو من قلة نحن يؤمئذ؟ قال: بل انتم يؤمئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن) قالوا: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت) . فهذا الحديث يبين حالا سيصيب الأمة الإسلامية، وهو تداعي أمم الكفر على الأمة الإسلامية كما يتداعى الآكلون إلى الوعاء الضخم، وإن إجلال الأمة ومهابتها ستنزع من صدور اعدائها . من حديث ثوبان رضي الله عنه أعجبني ما كتبه الشيخ سليم الهلالي في كتابه (لماذا اخترت المنهج السلفي) واذكره على سبيل الإيجاز والتصرف . 1 بين الحديث حالة الوهن التي ستصيب المسلمين، وقد جاءت صريحة دون لبس، مدوية دون غموض. 2 أن أمم الكفر تدعو بعضها بعضا، وتجتمع للتآمر على الإسلام ودولته وأهله ودعاته. 3 ان ديار المسلمين منبع خيرات وبركات تحاول أمم الكفر الاستيلاء عليها، لذلك شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصعة المملوءة. 4 أن ديار المسلمين بلا مانع ولا منازع. 5 أن أمم الكفر صيروا بلاد المسلمين جنوداً مجندة ودويلات متقاطعة . 6 ان أمم الكفر لم تعد تهاب المسلمين . 7 أن عناصر قوة الأمة الإسلامية ليست في عددها وعُددها وخيلها ورجلها، بل في عقيدتها ومنهجها حيث قال: (بل انتم يومئذ كثير) وتأمل درس حنين (ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا) . 8 أن الأمة الإسلامية لم يعد لها وزن بين أمم الأرض كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولكنكم غثاء كغثاء السيل). وهذه الجملة على قصرها تضمنت معاني عظيمة : أ أن الغثاء الذي يحمله السيل العرم يسير محمولاً مع تياره . ب أنه لا ينفع الناس . ت أن الزبد سيذهب جفاء، ولذلك سيبدل الله من تولى ويمكن للطائفة التي تنفع الناس . ان الغثاء الذي يحمله السيل لا يدري مصيره الذي يجري إليه باختياره فهو كمن حفر قبره بظفره. 9 أن أمة الإسلام جعلت الدنيا أكبر همها ومبلغ عملها فلذلك كرهوا الموت وأحبوا الحياة لأنهم عمروا الدنيا ولم يتزودوا للآخرة. عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم) ؟ قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله). قال (أو غير ذلك، تتنافسون ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون ثم تتباغضون أو نحو ذلك ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض). 10 أن أمم الكفر لن تستطيع استئصال أمة الإسلام ولو اجتمعوا عليها . ورد ذلك في حديث ثوبان رضي الله عنه الذي أوله (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإني سألت ربي ألا يهلك أمتي بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم وإن ربي قال لي : يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني لن اهلك أمتك بسنه عامة ولن أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمعوا عليها من (أقطارها) . عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً : (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينتزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم داء الأمة في هذا الحديث ووصف دواءها حيث قال: إذا تبايعتم بالعينة: والعينة نوع من أنواع البيوع الربوية وصفتها كما قال العلماء: أن يبيع شيئا بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري، ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل من ذلك القدر يدفعة نقداً . والقصد هو استحلال المحرمات وليس فقط هذا النوع من البيوع . ثم ذكر أخذ أذناب البقر والرضا بالزرع وتسليط الذل ليس هو لمجرد الزرع والحرث بل لما اقترن به من الاخلاد وإلا فالحث على الزراعة واستصلاح الأراضي ورد كثيراً في السنة المحمدية منها (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل) وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره . كانت هذه الأمور سببا حتميا لتسليط الذل على الأمة الإسلامية، ولن ينزع هذا الذل حتى يرجع المسلمون إلى دينهم فلابد من العودة إلى الدين المصفى الدين الذي ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه جيل القدوة فلابد أن نربي عليه جيل الصحوة كما قال صلى الله عليه وسلم (ما أنا عليه وأصحابي) وقال: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم سكت ثم يجىء أقوام تسبق شهادة احدهم يمينه ويمينه شهادته ) . كتبته أم عمر