خمسة شعراء.. كلهم طلاب في الكليات.. شباب في أعمار الزهور.. عطروا أسماعنا في أمسية شعرية أقامها مشكوراً في الأحساء النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية. وهؤلاء الشعراء هم: محمد الزهراني من كلية المعلمين بالأحساء- محمد البيشي من جامعة الإمام بالإحساء- محمد الرويشد من جامعة الملك فيصل بالأحساء- أحمد المنعى من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن- بدر السالم من كلية المعلمين بالأحساء- أحمد المنسف من جامعة الملك فهد بالدمام. لاشك أن مثل هذه الأمسية جزء من رسالة النادي التي منها: اكتشاف المواهب الأدبية الشابة بشكل عام ومن ثم احتضانها وتشجيعها وإرشادها بحنان ولطف. وكما أن النادي الموقر عليه هذه المهمة السهلة الصعبة.. فعلى الأدباء الشباب الجزء الثاني من المهمة إلا وهو التواصل.. فيجب على هؤلاء الشعراء الشباب أن يتواصلوا مع النادي في أمسياته ومحاضراته ومسامراته الثلاثائية المعروفة التي يتواجد فيها أدباء كبار لهم باعهم في الأدب وخبرتهم العميقة. حتى يحصل هؤلاء الأدباء الشباب على الكثير مما يفيدهم ويدعمهم في مسيرتهم الأدبية الطويلة. فالعلم بعضه من كتاب وبعضه الأكثر من مجالس العلم شفاهية ومناقشة وتلاقح عقول. فالنقاش يثري العقل ويثبت المعلومة والمدارسة مع أصحاب الاختصاص لها تأثيرها الإيجابي في المعرفة. ففي تلك الأمسية الشعرية الممتعة تعرض الشعراء الشباب للمدح والإطراء والنقد وبعض التوجيه. وهذا ومثله من المدح والنقد يدفع بالشاب نحو صعود سلم الأدب.. أو قل سلم الشعر الذي قال عنه الشاعر: الشعر صعب وطويل سلمه. والإنسان إذا ارتقى سلماً طويلاً عالياً دون أن يجد من يشجعه ويشحذ همته فإنه يتلكأ ويتوانى.. وقد يحبط من تعبه ويعود القهقرى.. وهذا مجرب. ومثل هذه الأمسيات الشعرية هي مقياس النبض الذي يستدل به الشاعر على أن قلب شاعريته سليم.. ويزاول حياته بصفة طبيعية. والشاعر الذي لا يقيم أمسيات شعرية ينكفئ على ذاته.. ويتوقف داخله جدول الشعر ويأسن أو يتحجر وهذا جرم لا ينبغي للمجتمع ولا للشاعر أن يقترفه. فعلى النادي الأدبي الموقر أن يحرص جداً على اكتشاف مثل هذه المواهب والسعي الحثيث في احتضانها وتشجيعها بالأمسيات والمسامرات ودعوة الشعراء والأدباء الشباب إليها.. وأن يحاول أن يعطي الأحساء نصيباً أوفر من هذه الأمسيات فإن الأحساء التي لا يوجد بها ناد أدبي تستحق التفاتة أكبر وأكثر من نادينا الأدبي المحترم. لأن شعراءها كثر وأدباءها أكثر.. وشيخنا الفاضل رئيس النادي الأستاذ عبد الرحمن العبيد لا تغيب عنه هذه الملاحظة وأمثالها. ولنا في سعادته وطيد الأمل.. وفق الله الجميع. @ وقفة: على الشعراء الشباب إلا يبطرهم الإطراء ولا يحبطهم النقد والذكي هو من يستفيد من هذه وتلك في دعم مسيرته الشعرية.. وأن يتقبل ما يقال بروح رياضية عالية.. تواضع عند النصر وابتسامة عند الهزيمة.. والكمال لله تعالى وحده.