أثارت الصور التي تم نشرها عن حفلات التعذيب اللا إنسانية للمساجين والأسرى العراقيين سخط الرأي العام العالمي وهو عمل يندى له جبين أي كائن بشري ويمكننا إعتبار ما حدث خطأ جسيما لا يمكن للولايات المتحدةالأمريكية إصلاحه لأنه عمل جاء معاكسا لصورة أمريكا التي تحاول تحسينها لكسب الرأي العام العالمي ولأن ما قام به جنود الاحتلال من إهدار للقيم التي تمتاز بها الثقافتان العربية والإسلامية، بل أن النشر أعطى بعض المصداقية لدعاوى الساخطين على أمريكا في عالمنا، ولأن السخط لم يشمل فقط الجمهور العربي المسيس في علاقته الملتبسة مع أمريكا بل تعداه إلى الإنسان العربي البسيط الذي رأى في العمل دناءة وخسة لا مثيل لهما وجعل من الإنسان الذي لا تهمه السياسة كهم يومي جعل منه رقما اضافيا في العداء لأمريكا. المسألة كما يريد إن يصورها المسئولون الأمريكان هي أعمال فردية لا تمثل الخط العام للجيش الأمريكي غير اننا نود أن ننبه أن المسألة أيضا تدخل في صلب ثقافة وعقيدة الجيش الأمريكي في تعامله مع شعوب العالم فحالة الاستعلاء والعظمة المجنونة التي تفتقر للإخلاقية عند جنود رامسفيلد وعملاء رئيس الاستخبارات جورج تينت لا تضاهيها سوى ما قام به ديكتاتور العراق المأسور وكأن ما يحدث للشعب العراقي ما هو سوى وجه العملة الآخر فالتعذيب والاغتصاب والقتل التي قام بها صدام قام ايضا بها المحتل الأمريكي. كلنا ندرك إن أمريكا أصبحت الآن في موقف الضعف وكان الاجدر بالرئيس الامريكي ان يقدم اعتذارا صريحا للشعب العراقي عما بدر من جنوده وهو قائد القوات الامريكية قانونيا واخلاقيا حتى صاحب الكبرياء والغرور المزيف رامسفيلد لم يقدم اعتذارا للشعب العراقي وكأن الشعب العراقي لا يستحق سوى السحل، انه الغرور الأمريكي الأهوج الذي لا يرى في شعوب العالم سوى الدونية وكأن العرق الأمريكي هو الأجدر بالحياة الكريمة أما البقية فأدنى مرتبة.. ألم نقل ان المسألة هي في بنية الثقافة الأمريكية واحتقارها للآخرين؟