قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أمس الأحد ان العراقيين وليس القوات الأمريكية هم الذين سيهزمون في النهاية التمرد الذي قد يزيد عنفا في الشهور المقبلة ويستغرق الامر سنوات لسحقه. وقال رامسفيلد للصحفيين بعد لقاء تلفزيوني «سيخمد الشعب العراقي التمرد مع الوقت. لن تكسب (المعركة) قوات التحالف. الاجانب لا يهزمون حركات التمرد.» ووضعت الشكوك المتزايدة بين الأمريكيين بشأن حرب العراق ادارة الرئيس جورج بوش في موقف دفاعي فيما عبر بعض الجمهوريين في الكونغرس عن قلقهم او انضموا لدعوات الديمقراطيين لتحديد موعد لبدء سحب القوات الأمريكية. ورفض بوش تحديد موعد للانسحاب وقال ان من غير الحكمة اتخاذ هذه الخطوة. وفي حديث لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) دافع رامسفيلد عن تصريحات نائب الرئيس ديك تشيني التي تعرضت لانتقادات واسعة بان التمرد المسلح «في النزع الاخير». وقال رامسفيلد ان عدد الهجمات ما زال «عند نفس المعدل» ولكن المسلحين اصبحوا أشد فتكا. وتجاوز عدد القتلى الأمريكيين في العراق 1700 وقتل ستة جنود أمريكيين الاسبوع الماضي في هجوم بقنبلة في الفلوجة. واضاف رامسفيلد «القدرة على القتل زادت. النزع الاخير قد يكون عنيفا كما قد يكون هادئا أو ساكنا. انظروا المعنى في القاموس.» واردف ان العنف قد يتصاعد في الشهور المقبلة قبل الاستفتاء المتوقع في اكتوبر/تشرين الاول على الدستور العراقي الجديد والانتخابات التي ستجري في ديسمبر/كانون الاول. وقال ان العراقيين يحققون تقدما سياسيا كما ان هناك تقدما في تدريب قوات الامن العراقية لكن الامر قد يستغرق سنوات لالحاق الهزيمة بالمسلحين. واضاف «قد يستمر التمرد المسلح لأي عدد من السنوات. عادة ما تستمر حركات التمرد 5 أو 6 أو 8 أو 10 أو 12 عاما. القوات الاجنبية لن تقمع هذا التمرد. سنوفر بيئة يمكن ان ينتصر فيها الشعب العراقي وقوات الامن العراقية على التمرد». واردف رامسفيلد «اذا ما فكرنا في التمرد سنجد انه ليس لديهم اي رؤية. ليس هناك هوتشي منه أو ماو.. انهم اجانب يحاولون فرض ارادتهم على حكومة منتخبة وسيخسرون». من ناحية أخرى، اعتبر رامسفيلد ان اي اعمال عنف ضد المعتقلين في قاعدة غوانتاناموالأمريكية في كوبا «ينبغي ان لا تحصل»، مجددا التاكيد ان هؤلاء المعتقلين يعاملون «بانسانية». وأضاف رامسفيلد «ايا يكن الشخص المضروب، سموه تعنيفا اذا شئتم، هذا ينبغي ان لا يحصل، وقد طلبنا من الحراس ان يعاملوا السجناء بانسانية». وأكد وزير الدفاع الأمريكي انه بعد سلسلة الاتهامات بتعرض سجناء للضرب والعنف، عمد البنتاغون الى 309 تحقيقات مختلفة في اتهامات تدور في هذا الاطار. وقال «لقد تم اتهام 50 شخصا لم يلتزموا بالتعليمات». لكن رامسفيلد اضاف ردا على اتهامات ساقتها منظمات غير حكومية وجمعيات تدافع عن الحريات الفردية «لا اعتقد ان المسالة تتعلق بتعذيب حين نتحدث عن ابقاء اناس في السجن من دون ان نقول لهم متى سيخرجون». ولم يتطرق الى زيارة قامت بها مجموعة من البرلمانيين الأمريكيين الى مركز الاعتقال في غوانتانامو الذي انشئ في كانون الثاني/يناير 2002 وتحتجز فيه الولاياتالمتحدة نحو 520 سجينا من 40 جنسية مختلفة يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة الارهابي. وإلى ذلك، توقع وزير الدفاع الأمريكي ثورة شبابية ونسائية في إيران ضد الرئيس المنتخب المحافظ محمود احمدي نجاد والزعماء الدينيين في البلد. وقال رامسفيلد في حديثه لمحطة فوكس الأمريكية مرحبا بخطاب المعارضة الإيرانية «اعتقد ان الشباب والنساء لن يقبلوا في النهاية به وباسياده (الزعماء الدينيين)». وأضاف «لا اعرف الكثير عن هذا الرجل، وهو ليس صديقا للديموقراطية (...) والحرية، انه يدعم بقوة رجال الدين الذين يملون على الناس في هذا البلد كيف يعيشون». وكرر تعليقات البيت الابيض ووزارة الخارجية التي وصفت الانتخابات الإيرانية بانها «مهزلة». ولم يتطرق رامسفيلد الى قضية البرنامج النووي الإيراني.