"ابني في الصف السادس الابتدائي ويغلب عليه الطبع المشاكس، عدائي مع إخوته، ومتأخر في دراسته.. كيف يمكن لي أن أعاقبه بدون أن أسبب له أمراضا نفسية؟" نفيسة.. أختي العزيزة نفيسة: في البداية دعيني أحكي لك هذه القصة عن ولد بعمر ابنك تقريبا. ولنسمي هذا الطفل خالد.. كان خالد أكبر إخوانه الثلاثة، وفي أحد الأيام ضرب ابن الجيران أخاه، وعندما علم أبو خالد بذلك بدأ يؤنب ابنه خالد ويضربه ويقول له: "إنك مجرد شخص جبان ترى ولد الجيران يضرب أخاك ولا تقوم بالدفاع عنه". بعد ذلك اتفق الأشقاء الثلاثة على وضع خطة للانتقام من ابن الجيران، وفعلا نفذوا الخطة ونجحت. فرح الابن الأكبر وهو خالد في أن أباه سيفرح كثيرا متى علم عما فعله في ابن الجيران، وأن والده سيكافئه ويمطره بالمديح والثناء. ولكن للأسف، سمع صوتا مرتفعا غاضبا ينادي: "خالد.. خالد" وعندما لبى خالد نداء أبيه، فإذا الأب يضرب خالد ضربا مبرحا، ونقول له لقد سودت وجهي أمام الجيران. خالد الآن لا يعرف ما هو الصح، وما هو الخطأ، ما الذي يجب عليه أن يفعله، والذي يجب عليه ألا يفعله، باختصار فقد تشوهت المفاهيم في عقله الصغير. إذا الابن إذا أخطأ لابد من توجيهه وعقابه حتى يتعدل سلوكه، ولكن بالطرق التربوية المناسبة وهي كثيرة. وأذكر لك منها: 1- قراءة الكتب التي تتناول وتعرض عن كيفية تربية الأبناء، وحل مشاكلهم، والمصاعب التي يتعرضون لها 2- يجب أن يعي الأب وأن تعي الأم عقلانية ومصداقية الكلام الموجه للابن حتى لا يكون كلاما مناسبيا مبنيا فقط على ردود الأفعال والغضب السريع، مما يوقع في التناقض في التوجيه، فيختلط على الابن ويتوه تفكيره وتتوه معها أفعاله. 3- لابد من معرفة أسباب المشكلة أولا لكي نتمكن من علاجها، ومعرفة العقوبة المناسبة لهذا الخطأ.. بحيث لا تتعدى العقوبة حجم الخطأ، وبحيث تكون عقوبة تؤدى بالوعي التام من قبل الوالدين الخارج عن إسار الغضب، وأن لا يكون ضارا جسديا أو نفسيا ويصل للغاية المطلوبة. 4- وبناء عليه فإن الحزم إذن مطلوب في العملية العقابية التربوية، حتى يكون له وقع إيجابي على نفسية الطفل، ويعرف بالضبط خطأه، وما الذي يجب أن يفعله لكي يصحح هذا الخطأ. 5- حتى في عملية الحزم أثناء تأدية العقاب التربوي إلا أنه يجب أن يكون مليئا بدافع الحب والحدب والعطف لتأكيد ذات الطفل واحترام كرامته. 6- وأصل معك الآن إلى النقطة المهمة جدا، وهي القدوة الحسنة. وذلك بأن يتصرف الوالدان أمام أطفالهم التصرفات التي يرغبون أن تكون متبناة من أطفالهم وبذلك ينيرون لهم سلوكيات صحيحة لحياة المستقبل. وأرجو أن يكون هذا نافعا لك يا أختي الكريمة، ولك أن تعاودي الكتابة إلي لمناقشة النتائج.. وفقك الله ! حكيمة أسباب