تعيش معظم الأسر داخل البيت الواحد حالات من التوتر الشديد والصراخ والقلق, بسبب مزاجية الابناء والبنات المراهقون, فالصوت يعلو كثيرا, وقد يصل الى حالة من الغضب الشديد بين الابناء انفسهم, او مع اولياء امورهم, تصل بولي الامر الى السخط والغضب والتهزئة, وقد يصل به الامر الى الضرب والطرد, بسبب الحالات الفسيولوجية التي غيرت من سلوك البنات والابناء في مراحل ما بعد الطفولة المتأخرة حتى مرحلة الرشد, وباعتبار هذه الظاهرة مقلقة للكثير من ابناء المجتمع فقد حرصنا على استطلاع العديد من الآراء حول هذا الموضوع فماذا قالوا؟ تشكيل العجينة يقول محمد فلاح الخالدي: من السهل السيطرة على تربية الاطفال, ما داموا في هذا السن, لانهم لايزالون كالعجينة الطرية, يمكن تشكيلها على حسب المطلوب, خاصة وان هؤلاء الاطفال محدودو الادراك, وسريعو الاستجابة للنصائح والتوجيهات, ولديهم قدر كاف من الخوف والحذر. لكن المشكلة التي تواجهنا هي كيفية التعامل مع المراهق او المراهقة داخل المنزل, فهم بحاجة الى طرق تربوية حديثة, وصبر وتحمل من الوالدين, فالشاب او الفتاة في هذه المرحلة لديهم الكثير من الامور التي يودون تحقيقها, حتى وان كانت منافية ومعارضة للعادات والتقاليد سواء في الملبس, او في عادات النوم, وحتى في الاكل, فهي مسألة صعبة ومحرجة لنا كاولياء امور, لانعرف كيف نتصرف امامها. نقطة التحول اما صالح البكري فلديه رأى آخر حول الموضوع, حيث يقول: المسألة لاتكمن فقط في التربية داخل المنزل, بل حتى التربويين المختصين في المدارس والكليات والمعاهد والجامعات يعانون من هذه المشكلة مع الطلاب المراهقين, وكذلك الطالبات المراهقات, فهذه السن نقطة تحول في حياة الفرد, سواء كان ذكرا او انثى ولايمكن التأهل فيه, فله متطلبات خاصة, يجب على ارباب المنازل تداركها, والبحث عن حلول ناجعة لها, فالتعامل مع الابناء المراهقين يحتاج الى هدوء اعصاب والتعرف على ما يريدونه في حدود المسموح به افراط ولاتفريط, فخصائص مرحلة المراهقة هي الفيصل بين مرحلة الطفولة ومرحلة الرشد, وهي بداية مرحلة النضج. منافسة الآباء والامهات أما عدنان فلاح الرويلي فرأيه حول التربية للمراهقين مختلف يقول: شتان بين تربية الاطفال وتربية المراهقين لان الاطفال تستطيع ان تعدل سلوكهم الخاطئ باساليب سهلة وميسورة, قد لاتتعدى قطعا من الحلوى او تعريفه بخطئه في الحال, وطلب تصحيح هذا السلوك الخاطئ, لكننا امام ابناء وبنات ينافسوننا في الاوامر والنواهي والتسلط داخل المنزل, فالمراهق يريد من جميع افراد أسرته اسلوب معين, يعتقد انه هو الصحيح, كذلك المراهقة ترى ان ما تقوله وما تتطلبه من افراد أسرتها هو الشيء المثالي والصحيح حتى أنهم يرفعون اصواتهم على ذويهم دون احترام وتقدير للكبار لذلك فأمر تربية المراهقين صعب جدا, ويحتاج الى تكثيف من قبل المربين في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة. الاسلوب الانفعالي ويرى عبدالعزيز يوسف العطا الله ان مشكلة البعض منا انه لايستطيع التعامل جيدا مع متطلبات وخصائص مرحلة المراهقة, فحين يرفع الابن صوته على والده فانه ذلك يعتبر اجحافا في حق الوالد, فيقوم بالرد عليه بقسوة, سواء بالاسلوب الانفعالي, كرفع الصوت والطرد من المنزل, او بالاعتداء الجسماني عليه, اقصد بالضرب المبرح, فبعض الآباء لايدركون ان الشاب في هذه المرحلة يرى في نفسه صفة الرجولة, وان التغيرات الفسيولوجية تحتم عليه تلك التصرفات, ليس بهدف العناد او التحدي لوالديه, بل انه يعتقد في قرارة نفسه انه قد انتقل من مرحلة الطفولة, لذلك يرى المراهق ان على والديه ان يتعاملا معه تعامل الرجولة لا الطفولة, ومن هذا المنطلق تبدأ المهاترات ورفع الاصوات على جميع افراد الاسرة من قبل المراهق, الذي قد يصل به الحال الى الاعتداء على شقيقاته واشقائه, لاسباب تافهة, لانه يريد ان يشعر الجميع بانه صاحب كلمة داخل هذا المنزل. استغلال المنصب اما عبدالله حسن المطيري فانه يقول في بعض البيوت اصبح الدور القيادي للابن المراهق, بدلا من ابيه, بسبب انشغال الاب الطويل خارج المنزل, لكن هذا المراهق يستغل هذا المنصب الذي منح له تلقائيا, فيصدر الاوامر ويحذر كل من لايستمع له من افراد اسرته, يسخط يتذمر يستهزيء, ولابد من تحقيق كل اوامره, والمشكلة ان العديد من المراهقين لايحبذون الاكل داخل المنزل, رغم انه يجبر بقية افراد اسرته على المكوث اياما عديدة داخل المنزل, دون خروج او ترفيه, فهو المتسلط, والآمر الناهي لأشقائه وشقيقاته. حتى إنني اعرف مراهقا حينما يكون في المنزل لايرغب ان تجلس شقيقته الكبيرة في المكان الذي يجلس هو فيه, واذا ما جلست فانه يقوم بالاستهزاء بها وبملبسها وبحديثها, فيزعجها ويزعج والدتها التي لاترضى بذلك, لكن لاحول لها ولاقوة. أمزجة المراهقات اما سلمان صالح الدوسري فلديه آراء اخرى حول الموضوع يقول: انا لدي اكثر من بنت مراهقة لا اعرف كيف اتعامل معهن فكل مراهقة لها رأي مخالف عن آرائنا هذه لايعجبها الاكل والاخرى لايعجبها ترتيب المنزل وهذه تنام في اوقات تختلف عن الاوقات التي تنام فيها اخواتها واخرى تريد الخروج للبحر وأخرى لاتريد البحر وهذه عصبية المزاج وهذه هادئة جدا وتلك انطوائية فمعظم حالات التوتر والقلق داخل المنزل تحصل بسبب امزجة الفتيات المراهقات والمشكلة الاكثر صعوبة هي حينما يريد اشقاؤهم اشياء معينة في المنزل وهن يعارضن تلك الافكار فنعيش في دوامة ونتساءل ونرضي من وعلى حساب من؟! ما احلى ايام زمان حينما كنا نعيش مع اطفال صغار السن نلعب ونمرح معهم حتى وان اتعبونا قليلا في البكاء او في حالات المرض لكنهم اسهل بكثير من المراهقين الذين جلبوا الينا امراض الضغط والسكري والقولون العصبي واصبحنا نفرح حين يسكن الليل وينام الجميع. الوقوف بجانبهم ويؤكد خالد سالم السالم على ضرورة متابعة بناتنا وشقيقاتنا المراهقات فهذه المرحلة صعبة وصعبة جدا تحتاج منا كآباء الوقوف بجانبهن في كل مكان في المنتزهات واماكن التسوق وفي كل المناسبات لان هؤلاء الفتيات ليس لديهن تلك التجارب الحياتية التي تجعلهن يحسبن الف حساب لكل موقف امامهن وهو نفس الحرص الذي يجب ان يكون عليه الآباء تجاه ابنائهم المراهقين فلابد من التعرف على الاصدقاء واماكن تواجدهم. فهؤلاء الشباب او هؤلاء الفتيات المراهقات هم امانة ربانية بأيدي الوالدين واولياء الامور لايمكن ان نتركهم يخرجون في اي وقت ولا الى اي مكان يريدون دون متابعة حتى المجتمع ووسائل الاعلام والجهات ذات العلاقة لها دور بجانب دور البيت والمدرسة في تربية وتوجيه واسداء النصح لهؤلاء المراهقين والمراهقات كي لايقعوا في المحظور. المشاجرة بين الاخوة وتقول الانسة ام تركي اعرف عائلة كان بها اكثر من شاب في سن المراهقة وكان اثنان منهما كثيري العراك فيما بينهما وعندما كان الوالد يحاول تأديبهما كانت الام تتدخل دائما كي لايضربهما وكان لهذا التدخل اثره السيء فيما بعد حين توفي الوالد فلم تستطع الام السيطرة على الابن الثاني بالذات الذي ازدادت مشاكله مع اخيه الاكبر فكلاهما يحاول ان يفرض سيطرته على المنزل ويأتي للمنزل بمن يريد ويخرج مع من يريد حتى انه في احد الايام اتى الابن الثاني ببعض الشباب للمنزل ولم يوافق اخوه الكبير على ذلك مما ادى الى نشوب خلاف بينهما واستدعى ذلك الخلاف الابن لحمل سكين على أخيه حتى ان الابن الاكبر قام بحبس اخيه وذلك بمساعدة أمه لتتخلص من مشاكله ولتأديبه وردعه وعندما تدخل ابن عمهما في حل المشاكل التي بينهما ودفع الكفالة لابن عمه غضب من الآخر وبعد خروجه رفض جميع اخوته البقاء في البيت ولان البيت ملك للاب المتوفى منعوه من دخول البيت وخصصوا له المجلس ورفض الاخ الاكبر ان يقدم له الطعام لانه خسر وظيفته بسبب سجنه لفترة ولم يجد وظيفة اخرى ومع استمرار المشاكل طرده اهله من المنزل ولم يجد احدا بجانبه سوى رفقة السوء يلتفون من كل جانب فأصبح منبوذا من قبل الجميع. خداع وكذب وتؤكد هنادي على صعوبة التعامل مع المراهقين والمراهقات قائلة اعرف احد الشباب المراهقين كان يكره اخته التي تكبره وكذلك اخاه الوحيد لان أباه يحب اخته اكثر لانها الوحيدة بين ولدين فكان يدللها ولا يرضى ان يغضبها احد مما سبب الغيرة الشديدة في قلب الابن رفض ان يدخل الاخ الصغير لغرفته او ان ينام معه فتجده يضربه لاتفه الاسباب ويعترف صراحة بعدم حبه له وكذلك اخته حتى اني في احد الايام افتعل كذبة فقط لكرهه الشديد لها فادعي ان لديها بطاقة جوال (شريحة) وبانها تتكلم بالجوال في الليل واهلها نيام مع ان الجوال الذي معها لامها وامها تتركه معها برضا منها شخصيا ولكن الام صدقت ابنها فاخذت تضربها معه مما دعا البنت لان تقول لامها بانها لاتحبها وانها سوف تنتحر لكي تتخلص من هذا العذاب وبعد ان قالت ذلك قاموا بضربها اكثر حتى ان البنت تركت البيت وذهبت لتعيش مع جدها. الاعتماد على المراهقين وترى ام بندر ان مسألة التربية صعبة في المنزل لوجود اكثر من مراهق ومراهقة فانا ام لعدة ابناء وعندما كان اكبر اولادي في سن المراهقة وكان زوجي صاحب اعمال حرة وكثير السفر فكان ابني الاكبر هو المسئول عن المنزل وعن اخوته جميعا وفي صباح كل يوم يقوم هو بتوصيل اخوته بالسيارة لمدارسهم وفي احد الايام اختلف مع اخيه الذي يصغره فما كان منه الا ان انزله من السيارة ورفض توصيله بها وكأنها سيارته بالرغم من انها لابيه مما دفع الاخ الاصغر للذهاب للمدرسة مشيا على قدميه مع انها بعيدة واصبح كل يوم يذهب للمدرسة مشيا وحرم على نفسه ركوب السيارة بعد ذلك اليوم كما انه كان يضرب اصغر اخوته فيما لو تأخر خارج المنزل قليلا ضربا مبرحا اثناء سفر والده وقد يضربه بوجوده حتى انه في احدى المرات قام بضربه بعصا المجلاة حتى كسرها على ظهره بالاضافة لمنع اخوته من الخروج بتاتا من المنزل سواء للمنتزهات او للصديقات او حتى للذهاب للجيران او السوبرماركت لقضاء حوائج المنزل وليته مع ذلك يقوم هو بتوفيرها لهم كل هذا بسبب مايشعر به من تحمل للمسئولية.