فنجان.. لا أكثر ... كأصحاب ياتون ولا يأتون حدق في الفنجان طويلا ثمة ما يشغل باله..!! توقظه الضحكات فيدعك أذنيه ليسمع يوقظه النادل فيصر على فنجان آخر في نظرته.. شيء يحمله على تقليب الليل... شيء لا يشبه شيئا، شيء أدركه، الساعة، في مقهاه: لم يكسر بعد! سيعودون.. حتما!! أتخيلهم ساعة القيظ... يمدون أرجلهم في الظلال ويخلون للعابرين الطريق... وقد كوموا ما تطاير من ورق... وما خلف السير من أتربة لا أكاد أراهم بلا تعب... عندما يحملون مكانسهم صوب أحلامهم ويغوصون في عرق لا يجف... ونحن الذين نشاهدهم يصعدون إلى الباص عند الغروب... سوف نكنسهم بمصابيحنا ونكومهم خارج الذاكرة.