يقف الانسان امام هذه الاحداث الدامية مدهوشا غير مصدق .. غير مصدق أن الذي حدث .. حدث في بلاد الحرمين الشريفين .. وأن القائمين على هذه الأحداث الشنيعة هم من ابنائنا !!! كيف خرج هؤلاء الشباب من السرب الايماني وتعاطوا هذه الافكار المنحرفة؟!! انها الغفلة .. غفلة الاسرة عن ثقافة الابناء .. غفلة الاب عن ابنه وعن اصحاب ابنه وعن الافكار التي يحقن بها هذا لابن!! ان هذه الفئة المغرر بها قد تنقرض وينتهي امرها اما بالقتل أو بالاسر ولكن هل هذا علاج ناجع؟ ام مسكن ومهدىء الى حين ؟؟ بمعنى ..ان آلة تفريخ هذه الافكار وانتاج مثل هذه الفئة من الشباب هل وصلنا الى جذرها ومنشئها؟ والا فإن قتل مجموعة لا يحل المشكلة!! ان المتتبع لما نشر عن هؤلاء القتلة خاصة ما صرح به ذووهم يجد ضبابية قاتمة يقف امامها الحليم حيرانا!! فأسر هؤلاء يقولون: إن اخبار اولادهم انقطعت منذ فترة حتى وجدوا مقتولين ضمن الفئة الضالة. شيء يدعو للاضطراب والحيرة بالفعل !! بلادنا قدوة في الامن والامان منذ أن وحدها المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز فماذا جرى لنا ليحمل ابناؤنا السلاح علينا؟! قد تزعم بعض وكالات الانباء... وبعض الفضائيات ان هؤلاء متدينون متشددون.. فأين الدين من هذا القتل العشوائي ؟ ان الدين ينهي عن قتل النفس التي حرم الله الا بالحق .. لقد جعلوا للمشركين والكفار علينا سبيلا .. فغمزوا في ديننا ولمزوا في معتقداتنا وشككوا في اسلامنا . اواه ثم أواه ... ان الدين يشكوهم الى الله. لقد حققوا ما لم يستطع الكفار تحقيقه فينا إن كل شعب المملكة يردد ما قاله د. هاشم عبده هاشم في (عكاظ) عدد 13755 في تساؤلاته: هؤلاء القتلة المجرمون .. من هم؟ ومن الذين يقفون وراءهم؟! وما دوافعهم الحقيقية ؟! وما الذي يريدون الوصول اليه وتحقيقه ؟! وكيف يمكن القضاء عليهم واستئصال شأفتهم! تساؤلات عدة طرحها الكثير من الدعاة والمفكرين والكتاب في هذه البلاد الكريمة حول هذه الفتنة وطرحوا لها حلولا واهمها حلان: احدهما على المستوى البعيد .. وهو التوعية الرشيدة في البيت والمدرسة والمسجد والمجتمع. وثانيهما ما أورده الدكتور سعيد احمد العويس في هذه الجريدة عدد 11271 حيث قال في تحليله عن المستفيد من هذه الفتنة ما نصه: (حينما نبحث عن المستفيد لا نجد الا اعداء الاسلام الذين يخططون ليل نهار للنيل من المملكة حقدا وحسدا , لذا فان المجرم قد جعل نفسه اداة بيد اعداء الله سواء علم أم لم يعلم. اننا اليوم اذ نصاب بهذا المصاب الجلل والخطب الفادح فإننا مطلوب منا أن نلتف حول ولاة الامر لأن قضية الامن هي قضية استراتيجية لا يجب التساهل فيها ابدا) وانهى حديثه بقوله: ( ان مجتمعنا المسلم يرفض هذه الجريمة ويلتف حول قيادته معلنا أننا جميعنا رجال أمن وأن الوطن مسؤولية الجميع ونرفض المساومة على ثوابته وأولوياته) وأخيرا تحية مفعمة بالحب والاكبار لرجال الامن الساهرين على أمن الوطن مع الدعاء لهم بالسلامة والنصر والتوفيق.