دعا المشاركون في المؤتمر الاقليمي للطاقة المتجددة الدول الصناعية الى الايفاء بالتزاماتها المادية والتقنية تجاه الدول النامية وتزويدها بالتقنيات الآمنة والسليمة بيئيا والمتيسرة اقتصاديا لتسهيل نقلها وتعميمها. وأوصى المؤتمر الذي أنهى أعماله في صنعاء يوم الجمعة الماضي في بيانه الختامي بتشجيع القطاع الخاص ومراكز البحث العلمي في المنطقة لتطوير متطلبات التنمية المستدامة من تقنيات الطاقة المتجددة وترشيد استهلاكها ورفع كفاءة استخدامها. وحث المؤتمر الذى شاركت فيه 22 دولة من الدول الصناعية والمتقدمة والمنظمات الدولية على انشاء مركز اقليمي للطاقة المتجددة في اليمن يتخصص باجراء ابحاث تقنيات الطاقة المتجددة من اجل التنمية المستدامة. وثمن المؤتمرمساهمة الحكومة الالمانية بمبلغ 500 مليون يورو لتنمية وتطوير الطاقة المتجددة في الدول النامية. وطالب بان يحظى اقليم الشرق الاوسط وشمال افريقيا بنسبة كبيرة من هذه المساهمة كما دعا بقية الدول الصناعية لان تحذوا حذو المانيا. ومن جانبه اكد وزير المياه والبيئة اليمنى الدكتور محمد لطف الارياني عقب الجلسة الختامية نجاح المؤتمر مشيرا الى ان المؤتمرين توصلوا الى بيان واقعي يعكس احتياجات المنطقة في مجال الطاقة المتجددة كما يعكس عمق خبرة الدول المشاركة في مجال الطاقة. وكان رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال في كلمتة التي افتتح بها أعمال المؤتمر قد دعا الدول المشاركة الى مزيد من التعاون فيما بينها لتعزيز الاستفادة من تقنيات الطاقة المتجددة. واكد باجمال الاهمية التي تحتلها الكهرباء في عملية التنمية "ما يحتم حشد كافة الموارد لتنمية وتحديث هذا القطاع". وشدد باجمال على اهمية اتباع دول المنطقة للنهج العلمي ورسم السياسات الملائمة للطاقة المتجددة من اجل تحقيق النجاح المنشود داعيا القطاع الخاص الى الاسهام في تنمية كافة اشكال توليد الطاقة الكهربائية خاصة الطاقة المتجددة او تلك المولدة من الغاز. من جانبه اشار وزير الكهرباء اليمني عبدالرحمن طرموم الى اهمية دور القطاع الخاص اليمني في نشر هذه التقنية مشيدا بالمبادرات المختلفة المقدمة منه لنشر الوعي باستخدامات تكنولوجيا الطاقة. واكد طرموم فوائد استخدام الطاقة المتجددة اقتصاديا وبيئيا وتنمويا مشيرا الى الخصائص والمقومات التي تمتلكها بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا لنشر وتطبيق تقنيات الطاقة المتجددة اهمها وقوعها في نطاق الحزام الشمسي للارض. وقال وزير المياه والبيئة اليمني محمد الارياني ان "الطاقة المتجددة تمثل خيارا هاما بالنسبة لليمن نظرا لطبيعة المخاطر البيئية التي تحكم الريف اليمني بسبب التشتت السكاني وضعف الطاقة التي دفعت الفقراء الى اعتماد التحطيب في التدفئة مما يؤثر على الارض والتربة". واستعرض المؤتمر الذي جاء في اطار التحضير لانعقاد مؤتمر بون الدولي في المانيا مطلع شهر يونيو المقبل تجارب بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجال الطاقة المتجددة كما يتيح فرصة لتبادل الرأي للوصول الى صيغة مشتركة تعزز مصادر وتقنيات الطاقة المتجددة. واستضافت صنعاء أعمال المؤتمر الذي تنظمه الحكومة اليمنية بالتعاون مع وزارة البيئة والسلامة الذرية الألمانية.