قال موردخاي فانونو الجاسوس النووى الاسرائيلي الذي أطلق سراحه امس بعد أن أكمل عقوبة سجن لمدة 18 عاما لادانته بإفشاء معلومات حول برنامج الاسلحة النووي الاسرائيلي إنه يوجه رسالة إلى العالم لفتح مفاعل ديمونة النووي الاسرائيلي . وقال فانونو "أدعو محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى فتح مفاعل ديمونة للتفتيش ..إسرائيل ليست بحاجة للسلاح النووي"، وأضاف " رسالتي للعالم.. افتحوا مفاعل ديمونة للتفتيش". وتابع قائلا "لابد من إنهاء جدار الصمت والتعاون السري بين الغرب والولايات المتحدة التي تتعاون مع إسرائيل في هذا المجال"، واستطرد قائلا كان وضعي في الحبس الانفرادي يهدف لاصابتي بالجنون لكنهم لم ينجحوا في ذلك . وأكد فانونو رغبته في مغادرة إسرائيل "أتمنى اليوم أن أغادر إسرائيل لتكتمل حريتي وأنا غير سعيد لانني لست حرا فهم لم يسمحوا لي بمغادرة إسرائيل". وقال فانونو "واجهت ما واجهته ليس بسبب هذه المعلومات لكن لكوني مسيحيا". واتهم فانونو سجانيه بممارسة التعذيب النفسي ضده خلال فترة اعتقاله. وحمل العشرات من مؤيدي فانونو لوحات تطالب بإخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وتخلي إسرائيل عن القيود الصارمة التي فرضتها على تحركات فانونو عقب الافراج عنه. وستفرض السلطات الاسرائيلية قيودا مشددة على فانونو الذي كان ضمن الفنيين العاملين في مفاعل ديمونة النووي من بينها حظر السفر إلى الخارج والاتصال بالاجانب والاقتراب من المناطق الحدودية أو التحدث لوسائل الاعلام الاجنبية وجها لوجه أو عن طريق التليفون أو الفاكس أو البريد الالكتروني. وسيسمح له باختيار محل السكن ولكنه لن يسمح له بمغادرة حدود المدينة التي سيقيم بها دون إبلاغ الشرطة المحلية عن وجهته. كما لن يسمح له بامتلاك جواز سفر ولن يستطيع مغادرة البلاد. وقال عصام مخول العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي امس ان الافراج عن فانونو الذي كشف عن الاسلحة النووية الاسرائيلية هو بداية معركة فضح السلاح النووي السري الاسرائيلي. وقال مخول الذي يعيش في حيفا "اطلاق سراح فانونو هو ليس انتهاء المعركة وانما بداية جديدة. فانونو انتصر بكسر جدار الصمت والحق الذي حاولت المؤسسة الامنية الاسرائيلية من خلاله التعتيم على سلاحها النووي". وعصام مخول هو احد ابرز نواب عرب اسرائيل الذين انتقدوا سياسات اسرائيل التكتمية والغامضة ازاء موضوع التسلح النووي علانية امام الكنيست. واضاف مخول منتقدا القيود التي حددتها اسرائيل بحقه "اسرائيل تحاول مواصلة الانتقام من فانونو وهي حاولت اخراجه معتوها من السجن لكنها لم تستطع وهي بهذه التصرفات لا تحاول الدفاع عن سياسة امنها وانما عن أمن سياستها". وانتقد مخول الدعم الامريكي لسياسة اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط والصمت الدولي حيال تملكها اسلحة دمار شامل. وقال "موقف امريكا حيال التسلح النووي الاسرائيلي وقح فبينما تشن حربا عدائية ضد العراق بحجج ثبت لاحقا انها واهية وكاذبة تتعاطى مع الترسانة النووية الكبيرة في المنطقة وتدعمها". ووصل الى اسرائيل عشرات المتضامنين الاجانب ومن بينهم برلمانيون اوروبيون مناهضون للاسلوب الذي تعاملت به اسرائيل مع فانونو. ويعتقد بعض المتضامنين انه يستحق نيل جائزة نوبل للسلام لفضحه اسرارا تتعلق باسلحة مدمرة للبشرية. ويقول مخول ان برنامج اسرائيل النووي لم يعد سرا لكن حجم ما تمتلكه من أسلحة نووية لا يزال غير معلوم. واضاف "المعلومات متوافرة على مواقع الانترنت وبين ايدي علماء امريكيين." وعلى المستوى الشعبي افاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس قبل ساعات قليلة من الافراج عن موردخاي فانونو من السجن الذي امضى فيه 18 عاما، ان الاسرائيليين منقسمون حول مسألة اطلاق سراحه. وعن رأيهم في الافراج عن فانونو، رأى 47 % من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع انه يجب عدم اطلاق سراحه في حين ايد 44 % هذا الاجراء بينما لم يعبر الاخرون عن اي رأي. وقد ادين موردخاي فانونو التقني السابق في محطة ديمونا النووية، في العام 1986 بتهمة "التجسس" لكشفه معلومات الى صحيفة صاندي تايمز مدعومة بصور التقطت سرا للمحطة. وقام جهاز الموساد (الاستخبارات الاسرائيلية) بخطفه في روما ونقل سرا الى اسرائيل حيث تمت محاكمته وادانته.