العمل الارهابي الذي وقع بأحد مباني الأمن العام ظهر امس بالرياض وقتل فيه من قتل وجرح من جرح يؤكد من جديد ان الفئة الارهابية الضالة تأبى الا الاستمرار في غيها، فهي ما زالت تراهن على تفتيت الوحدة الوطنية، وتحاول تمرير افكارها المنحرفة بين صفوف المجتمع السعودي المسلم، وهي خاسرة لهذا الرهان لا محالة، فالوحدة الوطنية متماسكة ولن تؤثر فيها هذه الافاعيل الاجرامية الخارجة عن الاديان والاعراف والقوانين، ولن يتمكن اولئك المجرمون من ادخال الوهن والعجز في نفوس ابناء هذا الوطن فيكفوا عن التصدي لاعمالهم الخبيثة، فهذه البلاد قيادة وحكومة وشعبا مصممة على السير قدما للقضاء على ظاهرة الارهاب وملاحقة الارهابيين اينما وجدوا، وبالتالي فان حادث الرياض يوم امس يؤكد بشكل قاطع ان الارهاب يحتضر ويلفظ انفاسه الاخيرة، فرموزه ومن سار في ركبهم واأتمر بأمرهم هم فئة ضالة غارقة في اوهامها ان ظنت ان بمقدورها تحقيق شيء من اهدافها المنحرفة في هذا الوطن، فالقتل والتخريب والتدمير وترويع الآمنين وهدم المنجزات الحضارية هي مسالك لا يقرها الإسلام ولا يقرها عقل سليم، ومحاولة ربط تلك الاعمال الاجرامية بالإسلام والمسلمين هي محاولة خاطئة من اساسها، فالعقيدة الاسلامية بريئة من تلك الاعمال الاجرامية المنافية لما جاء في الكتاب والسنة، وتصرفات اولئك الضالين انما هي انعكاس لفكرهم المنحرف الذي لا يمت الى الإسلام بصلة كما ان هذه الفئة الارهابية لا يهمها الا الفساد والإفساد في الارض، فموقف الإسلام من الارهاب واضح لا يخفى على كل مبصر وبصير، ولا يعقل ان العقيدة الإسلامية وهي دين التسامح والعفو والتوازن وتحكيم العقل في كل امر وشأن تدعو الى هذا التطرف والتشدد والعنف التي تؤدي جميعها الى ارتكاب الإرهاب بأشكاله ومسمياته واهدافه الاجرامية المشجوبة من كل مجتمعات الارض دون استثناء، والمطلوب في ضوء ماحدث ان تقوى الوحدة الوطنية وان تتماسك بأشكال مضاعفة، وان يتحول كل مواطن الى رجل امن. فالافاعيل الإرهابية التي حدثت موجهة للجميع، وتستهدف رجالات الأمن وغيرهم من المواطنين، وتستهدف في الوقت نفسه التأثير على البنية الوحدوية المتماسكة في هذه البلاد التي عرفت منذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى العهد الحاضر بأنها واحة للأمن والاستقرار والطمأنينة، وستبقى كذلك بإذن الله رغم انوف الحاقدين والمفسدين ومن في قلوبهم مرض.