تعانى المرأة المسلمة في العصر الحاضر من ازدواجية مفتعلة بين كونها "مسلمة" و"معاصرة" فكأن الالتزام بالشريعة الإسلامية له خصائص غير معاصرة ينفرد بها وكأن المعاصرة لها خصائص غير إسلامية منفردة بها ولا توافق بين هذه وتلك ونحن نقول ان هذه الازدواجية أو المنافرة أو عدم التوافق كل هذا افتعال حرص أعداء الأمة الإسلامية على بثه وترويجه وتنميته.. والدين الإسلامي جاء محتوياً اياه مكاناً وزماناً والموحى نصاً وروحاً وسلوكاً وتطبيقاً من رب الخلق.. لا يمكن أن يجعل لمثل ما زعموه من تضاد وتنافر وجود.. أما ان أرادوا للمرأة سفورها وتبرجها في ميادين عمل الرجال والتقليد الأعمى، أو أن يجعلوا منها أداة للتسلية والفتنة باسم المدينة والحضارة والمعاصرة.. فهو هدر لكرامتها وتقليل من شأنها وضياع لحقوقها.. ومن هنا يسهل غزوها والتأثير عليها وتضليلها وكما قيل: "المغلوب مفطور على تقليد الغالب ومن لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل" أما الإسلام فقد احترم رأيها، وحملها المسؤولية "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". ورفع الإسلام عنها بعض التكاليف ورخص لها بعض الأحكام.. أباح لها التعليم بل أوجبه وأباح لها أن تعمل في إطار العفة والكرامة والمروءة، وانتشلها الإسلام من الوأد والظلم إلى العزة والكرامة.. أباح لها أن تملك وتبيع وتشتري وجعل لها أهلية التصرف في مالها كما كفل لها حقوقها الاجتماعية.. هذا في السلم. أما في الحرب فإنها تسقى القوم وتخدمهم وتداوي الجرحى وتضمدهم. والمرأة في حجابها وحشمتها تغدو في مأمن من النظرات المريبة ومن أعين الخائنين.. هذا شأن المرأة في الإسلام وبعض حقوقها. والمعاصرة كما يراها أهل الحق والبصيرة ليست هي الابتذال وإنما هي قطف لثمار الحضارة من منظور إسلامي ولا تضاد ولا تنافر بينها وبين الإسلام.