في الوقت الذي لا يزال فيه الجدل مستمرا حول فاعلية المشاركة العربية في معرض (فرانكفورت) كانت المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي التزمت بما عليها من واجبات والتزامات تجاه تفعيل هذا العمل الكبير, ومنذ وقت مبكر شكلت المملكة (لجنة عليا) لتنظيم مشاركتها ضمن المنظومة العربية, برئاسة وكيل وزارة التعليم العالي للعلاقات الثقافية الدكتور عبدالله المعجل, ومن منطلق الدور الثقافي المهم الذي تقوم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب, تم اختيار مدير عام الاندية الادبية ابراهيم الوزان ليكون عضوا في اللجنة العليا ممثلا لرعاية الشباب من جهة ومشاركا في عمل وطني متكامل من جهة اخرى. وحول مشاركة المملكة واستعداداتها اكد الوزان ل (اليوم الثقافي) ان المملكة تعطي هذا الموضوع اهتماما كبيرا, وتحشد كافة الامكانات والطاقات لتكون المشاركة السعودية ضمن المنظومة العربية لائقة بمكانتها ودورها العربي والاسلامي, وقال الوزان: كانت المملكة هي السباقة في الالتزام بما عليها من واجبات تجاه هذا الموضوع, في حين ان ما نسبته حوالي 40% من الدول العربية لم تف بهذه الواجبات حتى الآن ورغم مرور فترة زمنية كافية. ولان المملكة تؤمن بأهمية ان تكون المشاركة العربية على مستوى رفيع فقد تشكلت لجنة عليا برئاسة وزارة التعليم العالي, وعضوية الجهات الفاعلة ذات العلاقة, مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب, وزارة التربية والتعليم, وزارة الثقافة والاعلام, قطاع الجامعات, بالاضافة الى القطاع الخاص, واختيار الناشرين السعوديين الاكثر فاعلية حتى تتناغم جهات القطاع العام, مع جهات القطاع الخاص في عمل وطني متكامل, يصل لان يكون مشاركة سعودية فعالة في سياق عمل عربي كبير. وقال الوزان: معرض الكتاب العربي في هذه المشاركة سيضم عشرة الاف عنوان, وسوف ترسل مشاركات الدول العربية الى القاهرة اولا, وبدورها ستقوم جامعة الدول العربية بفهرسة وتصنيف مجمل المشاركات العربية, لتصل بها في النهاية الى معرض واحد يتصف بالشمولية ويحمل اسم العرب بدون الاشارة الى دولة دون اخرى, ومن ابرز الناشرين السعوديين المشاركين العبيكان, الرشد, المريخ. واضاف: ان المملكة ستشارك في معظم الجوانب المقترحة لبرنامج المشاركة العربية, وسوف يكون للرئاسة العامة لرعاية الشباب نصيب كبير في حجم العمل السعودي, وبشكل عام ستشارك المملكة في كل الفعاليات المنبرية التي ستعمل لمدة اسبوع على مدار الساعة في (فرانكفورت) وسيكون للمملكة دورها المميز في الامسيات الشعرية والسردية, والندوات الفكرية والعلمية, ومعارض الفنون التشكيلية, والاسهام في معرض تشكيلي خاص بالفنانات العربيات, ومعرض التصوير الفوتوغرافي, وفرق الفنون الشعبية, ومن المتوقع ان تشارك المملكة بعرض مسرحي, وبفرقة موسيقية, وفي سؤال ل (اليوم الثقافي) حول الاسماء السعودية المطروحة للمشاركة, والندوات او المحاور المقترحة للنقاش, اوضح الوزان ان هناك قائمة تضم نخبة من ذوي الخبرات الثقافية من المبدعين والمثقفين والمفكرين والعلماء الذين تتفق تخصصاتهم مع الجوانب المطروحة في سياق البرنامج العام للمشاركة العربية. واشار الوزان الى امكانية اقامة نشاط ثقافي معين يبرز دور المملكة بوصفها بلد الحرمين الشريفين ويعكس المكانة التي تحظى بها المملكة في نفوس المسلمين في كل انحاء العالم. وحول الجانب التراثي والسياحي والبيئي في المعرض قال الوزان: يضم البرنامج معرضا لاهم الاماكن التراثية في الوطن العربي, وكذلك المراكز الثقافية, ومعرض متكامل خاص بالتراث الذي يعتمد على الحرف التقليدية, والصناعات اليدوية, وهذا المعرض بالذات سيكون تحت اسم كل دولة, على شكل اجنحة تحمل اسماء الدول للتعرف على هذا الجانب شديدة الخصوصية منها. وكذلك هناك معرض للسياحة الثقافية, ومعرض للخط العربي, ومعرض للابداع في التصوير الفوتوغرافي ومعرض لاعلام الحضارة الاسلامية قديما وحديثا وعروض للفنون الشعبية والفلكلور والموسيقى, ايضا هناك عمل بانورامي كبير ستشارك فيه الدول العربية التي لديها القدرة على الاسهام فيما يطرح من خلاله. وحول مسألة الالتزام وهل وضعت جامعة الدول العربية موعدا نهائيا للدول التي عليها واجبات ولم تقم بالوفاء بها حتى الآن, قال الوزان: بالتأكيد هناك موعد لكننا نتمنى ان تتسم الامور بالمرونة, كما نتمنى ان تفي الدول التي لم تلتزم بما عليها حتى الآن, ليكون العمل عربيا مشرفا للجميع, فقد وضعت الجامعة العربية ميزانية لهذه المشاركة تقدر بحوالي ثلاثة ملايين دولار, توزع بين كافة الدول العربية, لكن هناك حوالي 40% من مجمل الدول لم تؤد ما عليها من واجب مادي, وطبعا بالرجوع الى اللجنة المسؤولة في جامعة الدول العربية, يمكن معرفة النسبة الدقيقة, والتعرف على حجم المشاركات والاستعدادات.