نظرا لقلة الاعشاب والشجيرات البرية الصالحة لرعي المواشي وجفاف الآبار بالمراعي فقد هاجر الكثير من الرعاة في الاحساء والبعض منهم اضطر لشراء الاعلاف والشعير وهذا بالطبع يزيد من التكلفة على الراعي ويجعله مضطرا لبيع مواشيه باسرع وقت ممكن بسعر اقل وهذا الامر يقلل من الربح نتيجة لذلك فقد عزف الكثير عن رعي الغنم ولجأوا لاستيراد المواشي من الخارج وطرحها بالسوق سريعا حتى لايتكبدوا خسائر تربيتها او نفوقها (اليوم) تسلط الضوء على طبيعة منطقة الاحساء من كافة النواحي ومدى تأثرها بالجفاف الحاصل والاثار المترتبة نتيجة شح المياه.. وما مستقبلها خلال السنوات المقبلة وذلك استنادا الى تقرير حكومي خطير قامت به مصلحة البيئة والارصاد حذرت فيه من المشكلة. اشتهرت المنطقة بجودة منتجاتها الزراعية المختلفة سواء بالحجم او بالطعم وبشكل خاص فأهم منتج زراعي هو التمور، فالناتج السنوي منه يعادل ما تنتجه جميع مناطق المملكة ويوجد حوالي 20 صنفا من التمور اشهرها الخلاص والرزيز والشيشي. فالمنطقة عبارة عن سهل منخفض تحيط به بعض الجبال غير الشاهقة مما ادى الى انخفاض اراضي المنطقة وعبر الاف السنين لتجمع مياه الامطار المتساقطة بالمنطقة المحيطة اذا استقرت تلك المياه بجوف الارض مكونة خزانا جوفيا هائلا يحوي كميات ضخمة من المياه العذبة ونظرا لوفرة المياه وخصوبة التربة فقد ساعد هذان العاملان على نشوء واحة زراعية مترامية الاطراف تعد اليوم من اكبر واحات العالم يتراوح عدد نخيلها بين 3 الى 4 ملايين نخلة. مياه جوفية تعتمد المنطقة اعتمادا كليا على ما يتوافر من مياه جوفية ونتيجة لقلة هذه المياه فبالتأكيد الزراعة هي المتأثر الاكبر جراء ذلك فالمحاصيل الزراعية بشتى انواعها قلت كمياتها وانخفضت جودتها اذ ان ما يتوافر من مياه اقل مما يحتاج اليه الزرع للانتاج اضافة الى ان ملوحة المياه تزايدت بشكل كبير وهذا ايضا يؤثر على خصوبة التربة وبالتالي المحصول هذا الامر ادى الى استغناء الكثير من المزارعين عن زراعة العديد من انواع الخضراوات الحساوية والاشجار المثمرة التي تحتاج لوفرة المياه وكذلك نجد اختفاء التفاح والبرتقال والمشمش التي كانت متوافرة بالمنطقة وايضا التوت تناقصت وبشكل حاد اعدادها خلال الفترة الاخيرة علما بان الجفاف وارتفاع درجة الحرارة وقلة السقي لهذه المزروعات نشر العديد من الامراض بالاشجار. المناخ والجفاف نلاحظ ارتفاعا ملموسا بدرجات الحرارة وازديادا بهبات الرياح المحملة بالغبار والاتربة جفاف الجو وقلة الرطوبة كل هذه العناصر ساعدت في انخفاض المعدل السنوي لبعض المنتجات. ظاهرة طبيعية يجري تعريف التصحر بأنه الظاهرة الطبيعية التي تنتج عن تدهور المناطق الزراعية وقد شاعت عبارة التصحر منذ اوائل السبعينات وعرفها اهالي الاحساء واقعيا بنهاية الثمانينات فمع قلة المياه الجوفية وشح الامطار اخذت الرقعة الزراعية في التقلص تدريجيا فقلة المياه تعني تدهور الغطاء النباتي وفقدانا كبيرا للنباتات الدائمة الخضرة وبالتالي تدهور التربة ومن ثم التصحر. قلة مياه الامطار والكثافة السكانية الكبيرة تستهلك كميات هائلة يوميا من المياه الجوفية ولايوجد مايعوضها والحاجة متزايدة وللأسف الشديد لاتوجد منطقة بالاحساء لم تتأثُر بسبب شح المياه فمصلحة المياه والصرف الصحي التي تزود الاحياء السكنية بالماء والتي تعتمد على مئات الابار ما لبثت ان جفت الواحدة تلو الاخرى والتي صمدت لم يعد ماؤها صالحا للشرب.. قبل ثلاثة اعوام كانت المياه تصل لبعض الاحياء مقدار ساعتين او ثلاث يوميا وبهذه السنة بعض الاحياء لم يصلها الماء لاكثر من اسبوعين بهذه الصيفية مما يلجأ الكثير منهم لشراء المياه من المحلات التجارية بأضعاف سعرها نتيجة للحاجة المتزايدة علما بأنه ذلك منذ سنوات فالماء الذي يصل للمنازل غير صالح للشرب بالمرة فجميع سكان المنطقة يعتمد على المياه التي تباع بمحلات تحلية المياه المنتشرة بالمنطقة والماء الذي يصل عن طريق مصلحة المياه يكون فقط للاستعمالات المنزلية المختلفة من استحمام وتنظيف. تنتشر الاودية ومجاري مياه السيول والسهول الصحراوية خاصة بالاجزاء الغربية والجنوبية الغربية من واحة الاحساء وفي هذه الاجزاء بالذات يكثر الرعي خصوصا رعي الابل اذ تنمو مجموعة من الانواع النباتية العشبية الطبيعية مثل القطين وللييد والعراد. الاثر الاقتصادي كل هذه العوامل لها اثر اقتصادي ملموس على جميع النواحي فالماء هو الركيزة الاساسية للحياة فشح المياه قد تسبب في خسائر مادية فادحة ونوضح بعضها بالآتي: من ضمن المصروفات الحكومية نورد مثالين على ذلك وبالطبع فما يصرف لايمكن اجماله بالنسبة لمنطقة الاحساء فجفاف الابار ادى للجوء مصلحة المياه والصرف الصحي لتعميق الابار بغية الزيادة او العثور على المياه كما تم حفر ابار اخرى للتعويض عن النقص الحاصل بالاضافة لذلك وبغية التخفيف من صرف المياه فقد تم انشاء محطات معالجة مياه الصرف الصحي بغرض تنقية مياه الصرف الصحي من الشوائب بمختلف انواعها لاستعمالها بشؤون الزراعة وتلك المشاريع تكلف مئات الملايين وقد جرى مؤخرا تنفيذ مشروع امداد منطقة الاحساء بالمياه المحلاة التي يتم ضخها عبر الانابيب من محطة التحلية بالخبر وهذا المشروع كلف الملايين الطائلة كذلك الامر بالنسبة لوزارة الزراعة ممثلة بمشروع الري والصرف فما يصرف سنويا من اموال طائلة لاجل المياه لا يحصى. قلة المياه وازدياد ملوحتها اثر تأثيرا كبيرا على خصوبة التربة مما ينعكس على الناتج من الثمار اذ ان المحصول قد تأثر جراء ذلك وبشكل كبير فقلت كمياته وانخفضت جودته مما يخفض من قيمته ايضا كما ان لجوء المزارعين لتعميق آبارهم او حفر آبار جديدة بغرض الوصول الى المياه زاد من التكلفة عليهم ونتيجة لذلك فان الكثير منهم قد تركوا مزارعهم لانخفاض المردود المالي. بالنسبة للافراد فان قلة المياه لها تأثير مادي كبير على حياتهم فعدم وصول المياه للمنازل ادى للجوء الكثير لشراء المياه بأضعاف سعرها من المحلات التجارية وارتفاع درجات الحرارة بسبب الجفاف قد زاد من استهلاك الكهرباء بسبب تشغيل المكيفات واجهزة التبريد وهذا يزيد من المصروف المادي للافراد. المساحة الخضراء تنقرض في الاحساء انخفاض في المحاصيل الزراعية