أكدت ريم بدران رئيس جهاز الاستثمار الاردني انه رغم الواقع العربي المضطرب فما زال في الامكان تغيير هذا الواقع شريطة ان نحدد الامكانيات العربية المتاحة ونقدم الحد الادنى من التسهيلات للتدفق الاستثماري العربي بين الدول العربية بعضها البعض. ورأت كذلك ان الجسر العربي المقترح من سيناء الى العقبة بالاردن حيث يربط مشرق العالم العربي بغربه وكذلك مشروع الغاز العربي والذي تتخطى تكلفته مليار دولار وغيرهما من المشاريع بمثابة مثال واضح على اتفاقية التكامل الاقتصادي العربي ومن خلال الندوة التي عقدها معهد الاهرام الاقليمي للصحافة وحضرها جمال الناظر رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين واسامة سرايا رئيس تحرير مجلة الاهرام العربي وكثير من الاقتصاديين العرب والاجانب اوضحت ريم بدران بأن الاقتصاد العربي قد تأثر بما حدث في العراق وقد فقد الاردن جراء ذلك عقوداً بقيمة 500 مليون دولار، علاوة على ان العراق كان يستورد 20% من اجمالي الصادرات الاردنية. وكذلك فقد انخفض معدل النمو السياحي في الاردن خلال السنوات الاخيرة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة كل هذه العوامل وغيرها كما تقول رئيس جهاز الاستثمار الاردني دفعت المملكة الاردنية الى تغيير الكثير من السياسات الاقتصادية لذا فقد اصبح هناك ضرورة ملحة لفتح كافة ابواب الاستثمار ليس في الاردن فحسب وانما في العالم العربي كله، وقد قام الاردن في السنوات الاخيرة بجهود حثيثة من اجل جذب الاستثمارات من اوروبا وامريكا ودول الخليج العربي ومصر وقد وقع الاردن اخيراً على اتفاقيات تجارة حرة مع دول عدة على رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية ويعتبر الاردن الدولة الرابعة في العالم التي توقع على هذه الاتفاقية مع الولاياتالمتحدة واصبح في امكان العديد من المنتجات الاردنية الدخول للسوق الامريكية حيث التعريفة الجمركية صفر. وهناك 11 مدينة اردنية تصدر للولايات المتحدة بناء على تلك التسهيلات الممنوحة للاردن وكان من نتيجة ذلك ان تضاعف معدل التصدير الاردني للولايات المتحدة الى 60 ضعف تقريباً ففي العام 1999 كنا نصدر للولايات المتحد بما قيمته 10 ملايين دولار امريكي والآن نصدر 600 مليون دولار امريكي. واوضحت ريم بدران كذلك ان اغلب الاستثمارات التي جاءت الى الاردن كانت من الشرق الاقصى وكذلك فان رجال الاعمال الخليجيين يزداد حجم تعاملاتهم مع نظرائهم الاردنيين بمعدلات كبيرة وهناك توسيع يومي لكافة المشاريع في مختلف الاتجاهات. البحر الميت وحول الهجوم الذي تعرض له الاردن بسبب مشروع ربط البحر الميت بالبحر الاحمر اوضحت السيدة ريم بدران ان البحر الميت اكثر الاماكن انخفاضاً على سطح الارض حيث ينخفض عن مستوى سطح البحر ب 400 متر، ومشروع ربط البحر الاحمر بالبحر الميت سوف يحقق نتائج اقتصادية جيدة للاردنيين حيث يمكن انتاج الكهرباء وتوفير المياه لمشاريع زراعية عدة ومشاريع بحرية مختلفة واوضحت كذلك ان هذا الربط بين البحرين لن يكون من خلال قناة مائية وانما هو عن طريق انبوب مائي ينخفض تدريجياً ناحية البحر الميت وقطعاً لن يستخدم هذا الانبوب كوسيلة نقل بحري ومن خلال هذا الانبوب يستطيع الاردن ايقاف انخفاض البحر الميت. علاوة على ان هذه المنطقة كما اكدت ريم بدران فيها الكثير من الفرص الاستثمارية حيث يتوافر البوتاس والمنجنيز والحديد والصوديوم. ورغم ان مساحة الاردن لا تتعدى 98 كم2 الا ان الحكومة الاردنية كما اوضحت رئيس هيئة الاستثمار قد قامت بتقسيم الاردن الى ثلاثة مناطق أ، ب، ج ومنحت كل منطقة تسهيلات على شكل خصم ضريبي فالمنطقة أ هي للعاصمة عمان والمستثمر فيها يحصل على خصم 25% والمنطقة ب ابعد قليلاً عن عمان يحصل فيها المستثمر على خصم 50% والمنطقة ج تعطي خصماً 75%. علاوة على ان الاردن ما زالت لديه محاولات عدة لجعل منطقة البحر الاحمر منطقة جاذبة للسياح وفي هذا الصدد فان هناك مشروعاً في شمال العقبة سوف يتكلف 500 مليون دولار وسيقوم بانشائه القطاع الخاص الاردني بهدف تطوير منتجعات كبيرة وفنادق عالمية.. علاوة على ان الاردن لديه 17 شركة للادوية تصدر الى الاتحاد الاوروبي والدول العربية والولاياتالمتحدة وقد مهدنا كل السبل امام تلك الشركات وغيرها حتى نستطيع ان نقدم المنتج الاردني للعالم في صورة جيدة لذا فقد قطعنا خطوات في السبيل الى انشاء الحكومة الالكترونية وتطور الجهاز المصرفي وكذلك قطاع التأمين الصحي والمستشفيات وقطاع التعدين والسياحة. مشروع الغاز العربي واكدت كذلك رئيس جهاز الاستثمار الاردني أن هذا المشروع العملاق الذي بلغت تكلفة المرحلة الاولى منه 250 مليون دولار وتولت تنفيذها شركة غاز الشرق المصرية بطول 268 كيلو متراً بدءاً من شرق العريش في سيناء حتى مدينة العقبة الاردنية عبوراً لخليج العقبة بخط الغاز حيث تولت شركة دولية تنفيذ هذا القطاع بالفعل بطول 18 كم تحت مياه الخليج، واشادت كذلك بالمرحلة الثانية من هذا المشروع العملاق والتي وقع على الاتفاقية الخاصة بها رؤساء وزراء مصر والاردنوسوريا ولبنان في يناير الماضي بالعاصمة الاردنيةعمان. حيث تنتهي هذه المرحلة عند بلدة رحاب على الحدود الاردنية السورية بطول 380 كم وبتكلفة تصل الى 350 مليون دولار، اما المرحلة الثالث كما اوضحت ريم بدران فمن المتوقع ان يتم نقل الغاز المصري من خلالها من الاردن الى سوريا ولبنان ثم الى تركيا وقبرص في مرحلة لاحقة وقد اوضحت ريم بدران ان المستثمر العربي في حاجة التي تسهيلات عدة على الاقل حرية الانتقال داخل الدول العربية لذا فالاردن بصدد اصدار ما يسمى بطاقة المستثمر العربي والتي بمقتضاها يستطيع المستثمر العربي الانتقال من أي دولة عربية الى اخرى دونما أي اجراءات فقط من خلال جواز السفر كما هو الحال بين مصر وليبيا مثلاً علاوة على ان الاردن لديه قانون خاص يقضي بمنح الجنسية الاردنية لكل مستثمر تبلغ حجم استثماراته مليون دينار اردني ويكون ذلك على مراحل من خلال خمس سنوات بعدها يحصل على الجنسية الكاملة. واشاد السيد جيمس بيرنجل ممثل مجموعة الخرافي للاستثمار بمصر بامكانيات الاستثمار في العالم العربي وقد قامت مجموعة الخرافي مؤخراً بشراء شركة المحمول الاردني باستثمارات 400 مليون دولار وهذا يؤكد مدى جدوى الاستثمار في العالم العربي في حالة ايجاد تسهيلات تحث المستثمر على ان يغامر بأمواله كما هو الحال في اغلب دول العالم واوضح بيرنجل ان استثمارات الخرافي في مصر تصل الى 1.9 مليار دولار ومنذ خمسين عاماً والمجموعة تتواجد في مصر واستطاعت في ظل اجواء من الحرية الاستثمارية ان تبني مطار مرسى علم على البحر الاحمر بنظام BOT وهو من افضل الانظمة المتبعة حالياً في دول العالم المختلفة وينبغي اتباعه في العالم العربي اذا ما ارادت الدول العربية انتهاج سياسة استثمارية سليمة.