ألقى فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن فهد العودة محاضرة بجامعة الملك فيصل بالاحساء تحت عنوان (الحوار الوطني: الأبعاد والتطلعات) حيث قسم المحاضرة إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول أشار فيه إلى أن كلمة الحوار وردت ثلاث مرات في القرآن الكريم اثنتان منهما في سورة الكهف والثالثة في سورة المجادلة في قوله تعالى (والله يسمع تحاوركما) وهذا اللفظ له ميزة كبيرة حيث ان حروفه حروف سهلة ولينة بخلاف حروف كثيرة من الألفاظ والمصطلحات حتى ان العرب كثيرا ما يتغزلون بالحور في العينين، فالحور هو نوع من البيضاء وشدة السواد في العينين، ووصف الله نساء الجنة بأنهن حور وهو لفظ من ألفاظ التحسين و التجميل. وكلمة (الجدل) تدل المعنى وهي تدل على نوع من الشدة وكذلك كلمة (المحاجة) فجميع تلك المصطلحات لها المعنى إلا أن هذه الكلمة وردت في القرآن الكريم وردت مع الذم وكذلك (المجادلة) وهذا المصطلح مقيد بالأحسن كما ورد في نصوص القرآن الكريم. أما لفظ (الحوار) فجاء في القرآن الكريم بغير تقيد وهو لفظ جميل بحد ذاته. والهدف من الحوار هو اظهار الحق ولذلك من الأقوال المأثورة للإمام الشافعي: ما جادلت أحدا إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه. وقوله (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب). وأكد ان الحوار مبدأ نبوي متفق عليه الجميع من الأنبياء. واستعرض المحاضر في محاضرته معنى الحوار داعيا الى ضرورة ان يكون الحوار مؤسسا في المنازل والمكاتب والاعمال والمدارس ونهى عن التجادل في القرآن الكريم او النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم او اركان الاسلام او الايمان ويكون الجدل في القضايا الفكرية والنظرية او في الامور التاريخية ودلل على ان الرسول حاور خصومه وبني اسرائيل. ورفض الشيخ العودة النزعة الفردية في الحديث مؤكدا ضرورة الأخذ بأدب الحوار حتى يأتي الحوار نتائجه المرجوة مؤكدا ان الحوار قوة وليس ضعفا ودعا الى الحوار مع أهل الكتاب بحجج الكتاب والسنة والعقل مشددا على أن فقه التعامل مع المخالف أمر في غاية الأهمية والاصل في الحوار التعارف وليس التعارك والحوار يوقف أنواعا عدة من التصادم. وحضر المحاضرة مدير جامعة الملك فيصل الدكتور يوسف محمد الجندان ووكيل محافظة الاحساء خالد عبدالعزيز البراك وعمداء الكليات والعمادات المساندة وعدد من الطلاب وأصحاب الفضيلة والمشايخ والأدباء والمفكرين والمواطنين بالاحساء. جانب من المحاضرة