الشيخ الداعية المجاهد عبدالسلام بن برجس العبدالكريم، التقيت بذكره العطر قبل أن تعانق عيناي شخصه الكريم، فاشتقت الى لقياه وقد سبقني منه حبه للدعوة وتضحيته من أجلها، وتواضعه، وحسن خلقه، وسمة خاصة به تميز بها كما تميز باسمه في ذاكرتي تعامله بالحق والخلق مع جميع الخلق، ثم التقيت به وتكرر اللقاء، في لقاءات علم، ودعوة، وقرآن، وتناصح، التقيته وحدثته، وهاتفني وأفاض بأخلاق نبيلة، جميل أنت يا عبدالسلام بما تميزت به من تفهمك لمواقف الآخرين وتعاملك معها وان شق على غيرك ذلك، رحمك الله يا عبدالسلام وأجزل لك الأجر والمثوبة على ما صححت من منهج الناصحين، وجددت في طرق الدعوة على صغر سنك بما وفقت من رب العالمين، رحمك الله ومازالت بسماتك ترتسم في مخيلتي وأنت ترسم أفق التفاؤل رغم سواد المتشائمين، رحمك الله عبدالسلام وأحسن الله عزاءنا فيك وعظم الله أجر محبيك بفقدك وعوض الأمة بك خيرا. اللهم ارحم عبدك عبدالسلام وقد رأيناه ونحسبه ممن عرف حقيقة الدار فحرثها وزرعها وإن شاء الله في الآخرة نعم الحصاد ما يحصده (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وقد كان ديدنه: الدنيا مزرعة للآخرة، رحم الله مجاهد الحق عبدالسلام وقد أصابتنا به مصيبة الموت وقولنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) ويقيننا قول الحق تعالى: (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) الأعراف 34. وعلمنا أن الصالحين يموتون كما يموت سواهم والمجاهدين يموتون وكذا يموت القاعدون، يموت من جعل العقيدة نبراسه وبنى عليها أساسه، ويموت غيره، وصدق الله الحي الذي لا يموت: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) الرحمن: 26، 27. لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حاقنتي وذاقنتي وكان بين يديه ركوة (علبة) بها ماء فكان يمد يده في داخل الماء ويمسح وجهه بأبي هو وأمي ويقول: (لا إله إلا الله إن للموت لسكرات) وكم تهون مصائبنا عندما نتذكر مصابنا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وكم يهون مصابنا إذا احتسبنا في موتانا موعود ربنا (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) إبراهيم: 27. بشارة نسأل الله أن يكون قد حازها فقيد الأمة عبدالسلام (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، نزلا من غفور رحيم) فصلت 30 32. * مدير فرع وزارة الشؤون الاسلامية بالمنطقة الشرقية.