تعيش البحرين لحظات كانت في فترة سابقة تشكل حلما بالنسبة لها اذ يفصلها اقل من 24 ساعة على استضافة سباق الجائزة الكبرى، الجولة الثالثة من بطولة العالم للفورمولا واحد، على حلبة الصخير على بعد نحو 30 كلم جنوب العاصمة المنامة. والبطولة تقام للمرة الأولى بالشرق الأوسط ومع اقتراب موعد السباق، خصوصا منذ انطلاق التجارب أمس الأول الجمعة، باتت البحرين تتنفس فورمولا واحد بانتظار الحدث الكبير الذي ينطلق اليوم، وكأن البحرينين اخذوا "اجازة" من كل شيء واعدوا العدة لانجاح السباق حيث يعتبرونه واجهة مهمة لبلادهم على العالم ومنفعة ليس فقط رياضية بل سياحية واعلامية واقتصادية وغيرها. ولا يتعلق الامر بأهل البحرين فقط، بل قصدها الالاف من الدول العربية المجاورة وحتى البعيدة، ومن دول اجنبية ايضا لمتابعة السباق، ويبدو واضحا امام كل من يضع قدميه في مطار البحرين ان هناك حدثا مهما في هذا البلد، ولا يخفى الامر كثيرا لان شعارات الفورمولا واحد ترافقهم من المطار الى ارض الحلبة مباشرة. وبعد بداية "حذرة" بالنسبة الى الجميع خصوصا للفرق والسائقين الذين كانوا متشوقين لتجربة الحلبة الجديدة معتبرين انها ستضفي اثارة جديدة على بطولة العالم، فان الاجواء أمس السبت اكدت بما لا يربو الى الشك ان العناء الذي تكبده كل من قرر السفر الى البحرين لمشاهدة التجارب والسباق يستحق اكثر من ذلك لان الفرصة لم تتح في السابق لتحقيق هذا الحلم. ولم يشأ عشاق الفورمولا واحد من البحرينيين والقادمين من الخارج الانتظار حتى يوم السباق، بل دفعهم شغفهم بهذه الرياضة الى الحضور بكثافة الى ارض الحلبة لمتابعة التجارب وسماع هدير المحركات ورؤية ابطالهم عن قرب وهم يمرون امامهم بسرعة تصل احيانا الى 300 كلم في الساعة، فحضر التجارب أمس بضعة الاف من جنسيات مختلفة. واللافت ان الاجراءات الامنية المشددة التي اعتمدتها البحرين داخل البلاد والتي تواكب جميع الحاضرين الى الحلبة على معظم اشارات المرور والدوارات، لا تشبه مثيلاتها داخل الحلبة التي اسند فيها تنظيم الأمور الأمنية الى 500 مارشال يتولون الاشراف على دخول المشجعين والمعنيين والعاملين في الفرق والصحافيين الى ما شابه. ولاحظ موفد وكالة "فرانس برس" عدم وجود اي رجل امن او شرطي في ارض الحلبة لا عند مداخلها ولا في داخلها، وان من يحافظ على الامن هم ال500 مارشال انفسهم، ولم تسجل حتى الان اي حادثة او اي اخلال في الامن، بل تسير الامور بكل انضباط وتنظيم. وقال رئيس العلاقات العامة في المؤسسة العامة للشباب والرياضة والمشرف على استقبال الوفود الرسمية عباس العالي في هذا الصدد: شهدت البحرين اضطرابات سياسية قبل فترة، لكن الميزة ان الوضع هادىء تماما منذ ان بدأنا قبل ايام، فالكل متعاون لانجاح هذا الحدث. وتابع : كما ترون لا يوجد رجال امن في الحلبة، فلدينا ثقة مطلقة من الناحية الامنية اذ يوجد 500 مارشال وهم من طلبة جامعة البحرين حصلوا على دورات في التنظيم في استراليا وكندا يتولون الاشراف على كل شيء بدءا من مواقف السيارات: وصولا الى المقاعد ومنشآت الحلبة الداخلية. واكد العالي في الوقت نفسه وجود اجراءات امنية مشددة في داخل البلاد تحسبا لأي عمل قد يفسد التنظيم. ولدى الدخول من الباب الرئيسي للحلبة، تظهر امام الجميع خيمة كبيرة نصبها المنظمون تحولت الى مظاهرة لجميع الوافدين من حاملي البطاقات الخاصة او بطاقات الحضور الى المدرجات المختلفة في الحلبة، فتعددت الجنسيات تحت سقف هذه الخيمة المبردة وسط الصحراء حيث درجة الحرارة ناهزت الثلاثين درجة. وتضم الخيمة فعاليات تراثية كثيرة حية تظهر اهم الصناعات البحرينية التقليدية التي لاقت استحسان معظم زائريها، حيث اكد العالي "انها خيمة المؤسسة العامة للشباب والرياضة وتضم مجموعة من الحرف اليدوية التراثية، فهناك صناعة السلل والادوات الموسيقية الشعبية، والسفن الصغيرة والفخار، فضلا عن تذكارات تقليدية كثيرة. وتابع : اطلق فكرة الخيمة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة ورئيس شركة حلبة البحرين للفورمولا واحد، والعبرة منها ابراز عادات وتقاليد شعب البحرين، حيث يتم تقديم الهدايا التذكارية منها العملة التي صنعت خصيصا بمناسبة السباق الى جميع الزائرين. ونقل العالي الانطباع الجيد عن كل الذين استقبلهم في مطار البحرين، واشار الى انهم لم يصدقوا اننا سننجز جميع المتطلبات وان نستقبلهم بالورود والهدايا ونقلهم في سياراتهم وباصاتهم في اقل من عشرين دقيقة، مضيفا : لم نلاحظ اي تذمر من احد وحرصنا على تلبية جميع المتطلبات. وابدى المنظمون اهمية خاصة بالمشجعين ايضا فنصبوا لهم خيما في مطار البحرين واستقبلوهم جيدا ثم نقلوهم في باصات خاصة الى الحلبة مباشرة. ولتسهيل عملية المرور على الطريق المؤدي الى حلبة البحرين، حصل طلاب الجامعة والمدارس على اجازة للتخفيف من الازدحام على الطرقات.