تجاوز سباق «جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2012» لسيارات «فورمولا واحد» كل المنعطفات التنظيمية بنجاح ولم يتأثر بالضغوط الناتجة عن التوترات السياسية القائمة. وانقسم مشهد السباق إلى جزءين، داخل الحلبة الأنظار مشدودة إلى السائقين والسيارات، وخارج الحلبة أجواء احتفالية لا تقل إثارة واجتذاباً للجماهير. ظن القادمون إلى البحرين أنهم سيصادفون مشهداً أمنياً متوتراً، لكن الحقيقة تختلف تماماً. في مطار البحرين الإجراءات سهلة وبسيطة والحاضرون بالآلاف من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة الحدث لا يشعرون بتعقيدات، وكان لافتاً أن السلطات البحرينية أصدرت تأشيرات دخول خاصة بالسباق، فكان ذلك عاملاً مساعداً. ولا يصادف المتجول في الشوارع دوريات لسيارات الشرطة ولا نقاط تفتيش، باستثناء اثنتين قبل مدخل الحلبة، في الصخير، تتوليان التدقيق في بطاقات الدخول إلى السباق. أربعة مجمّعات تجارية في العاصمة البحرينية كانت مواقع لنشاطات ترفيهية مرتبطة بالسباق وحظيت بإقبال جماهيري. كما أقيمت في هذه المجمّعات استديوات نقل مباشر وتحليلات فنية. إلى ذلك، ازدحمت المتاجر التي تبيع المنتجات الخاصة بالفرق من قمصان وهدايا منوّعة بالزبائن وكان متجر «فيراري» في «السيف مول» من بين الأنشط. وعلى هامش السباق عرضت شركة «ماكلارين» سياراتها التي شاركت في السباقات خلال السنوات الماضية. أحمد الجابري رأى أن المشهد جميل جداً وقال «العائلات كلها تشعر بالفرح والجميع مرتاح والأمور ناجحة جداً ونشكر المنظمين، هذا هو الوجه الحقيقي للبحرين الذي نريد أن يراه العالم». ويضيف محمد العبيدلي «أمور كثيرة اختلفت في سباق هذا العام عن السباقات الماضية، والحضور كثيف جداً لم نتوقع أن يكون هذا العدد من الجمهور متواجداً لكن البحرينيين أرادوا أن يوجهوا رسالة واضحة وتكاتفوا لإنجاح هذا الحدث». مشجع تونسي طلب عدم ذكر اسمه قال «لا يوجد ما هو اجمل من هذا، السباق والتجارب التأهيلية والفعاليات المصاحبة كلها رائعة، العالم كله مجتمع في البحرين ولا يمكننا إلا أن نشكرهم (المنظمين)». أما داخل الحلبة فأصوات السيارات التي تتجاوز قوة محرك كل منها ال650 حصاناً تخرق كل العوازل لتبث الحماس في المشجعين الذين يتبارون في محاولة التقاط صور السيارات بسرعتها التي تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة في بعض أجزاء الحلبة. أعلام الفرق وصور السائقين انتشرت في كل مكان قبل الانطلاق، وعدد كبير من الأشخاص تجوّلوا في المرآب في الأوقات المحددة لهم، حيث اطّلعوا على السيارات عن قرب. وكان للسائقين حضور أيضاً لتوقيع التذكارات، وبقي مايكل شوماخر الأكثر شعبية فآثر التخلي عن الحماية الخاصة وانخرط مع جمهوره في أحاديث مباشرة على أرض الحلبة. وسجل قبيل انطلاق السباق تحليق طائرة ل «طيران الخليج»، الراعي الرسمي للسباق، من طراز «ارباص أيه 330» على علو منخفض جداً فوق المبنى الرئيسي في الحلبة. ومن ضمن الفعاليات حضور فرق غناء ورقص عالمية أحيت حفلات ترفيهية.