يعتقد الانسان انه بمنأي عن عقاب الله وأنه بعيد عن العدالة الالهة فيزداد طغيانه واستبداده وقد غاب عن عقله ان الله يمهل ولا يهمل (اليوم) تطرح حكاية جديدة من المجتمع اشترك في صنعها الرجل والمرأة على حد سواء .. تتلمس فيها الطريق الى النجاه والحياة الصحيحة .. من خلف الابواب المغلقة , من براثن الادمان وظلم الازواج وضياع الابناء وعقوق الاباء وسطوة النساء ولندرك الهدف الاسمى من طرح القصص الحقيقية على لسان اصحابها. بالقرب من احدى العيادات الخارجية بالعلاج الطبيعي اقترب شاب في العشرين من عمره . يدفع والده المقعد .. قبل رأسه واستأذنه في الذهاب لاحضار علاجه وترتيب مواعيده اخذني الفضول نحو الشيخ المقعد وكانت المفاجأة.. عندما قال اني لا أمل من ذكر قصتي لكل من يقابلني لعلي بذلك اخفف من فداحة فعلتي. فقد تزوجت من ابنه عمي التي احبها بجنون وانتظرتها سنوات طوالا مرت حياتي سعيدة خلالها لا يكدرها شىء واكتملت فرحتي بخبر حملها وعندما حان الوضع احضرت الداية الى منزلنا الشعبي الصغير ومرت الساعات وزوجتي تعاني .. واخبرتني الداية بصعوبة الامر ولكن بعد ساعات جاء الوليد وتوفيت أحب النساء الى قلبي بعد أن وضعت مولودا جميلا .. فاسودت الدنيا في وجهي وكرهت ذلك المولود الذي قتل أمه زوجتي الحبيبة اخذته أمي لديها .. واعتنت به اما انا فرحلت لمدينة أخرى , احاول النسيان ولكي لا اشاهده , وبعد عشر سنوات تزوجت مرة ثانية ورزقت بولدين وابنة واحدة وانعم الله علي بالمال والجاه .. وبعدها توفيت أمي وكان لابد من أن احضره معي وبشق الانفس احضرته معي واسكنته مع السائق كي لا اراه امام عيني ومرت السنون وعندما وصل لمرحلة الثانوية وقع بينه وبين اخوته خلاف فأمرته أن يخرج من منزلي وطردته ..كنت أمر في الشارع واعلم أنه ينام في السيارة .. حتى يحين موعد ذهابه الى المدرسة كان متفوقا وكل مرة يرسل لي المدير خطابات شكر وثناء وكنت أمزقها.. عاش يتيم الاب يتصدق عليه المدرسون والاقارب وانا حي حتى انهى دراسته الجامعية وعمل مهندسا وكان كل مرة يحضر يسلم علي لا اقابله وفي يوم اصبت بنوبة قلبية شديدة دخلت على اثرها المشفى وبقيت في العناية لأكثر من شهرين خرجت بعدها مقعدا .. سألت عن زوجتي وابنائي فعلمت أنهم قد تقاسموا املاكي وسافروا الى بلدها فهي من احدى البلاد العربية. ضاقت بي الدنيا وعندما علمت أنه كان يزورني ويسأل عني أدركت فداحة فعلي وقسوة .. وبعد أن خرجت معه الى منزله ومرضتني زوجته الطيبة كان كما عهدته دائما بارا لا يمل من فعل كل ما يرضيني حريصا على طاعتي .. انا الذي حرمته من ابوتي وعطفي طوال عمره .. انني ادعو الى الله ان يسامحني وان يعوضه خيرا وادعو الآباء البر بأبنائهم مهما كانت الظروف.