عمل عبد اللة محمد عبد الله المهنا، عمدة مدينة العيون سابقا، في عدد من الوظائف في ارامكو والبريد ووزارة الصحة والأعمال الحرة من مواليد 1357ه ، تزوج وعمره (13) سنة، لديه 8 أبناء هم : صالح، مهند ، محمد ، راشد، ناصر، عبدالرحمن، سلطان، وجلوي، و5 بنات (اليوم) نبشت ذاكرته في هذا الحوار: من (الفريج) الشمالي .. @ في البداية حدثا عن الولادة والمنشأ ؟ ولدت في مدينة العيون بحي العيون القديم (الديرة) الفريج الشمالي، الذي كان يضم أهل العيون . @ كيف كانت بدايتك مع العلم والدراسة؟ كان والدي حريصا على دراستي فدرست عند المطوع ولدى العديد من المشايخ، ومنهم الشيخ عامر العساف، والشيخ خالد المطاوعه ودرست على أيديهم قراءة القرآن الكريم. @ من كان معك خلال تعليمك عند المطوع ؟ كنا حريصين على هذه الدراسة، خصوصا أن أهالينا كانوا يطلبون منا ذلك، وكنا جميعا في الفريج ندرس عند المطوع ونحرص كثيراً على الحضور، وعدم الغياب، خصوصا أننا وجدنا تشجيعا من الآباء . بيت السليم المدرسة الأولى @ ماذا بعد المطوع ؟ بعد الدراسة عند المطوع انتقلت للدراسة في المدرسة وقد درسنا الكثير من العلوم، وكانت هذه المدرسة في بيت السليم التي تم إعداده للدراسة . @ ومن كان مدير المدرسة في ذلك الوقت؟ مدير المدرسة كان حمد العمر، وكان يحرص على توفير وتهيئة أجواء الدراسة المناسبة لنا . @ من كان معك في الدراسة ؟ كثيرون أتذكر منهم مبارك الكليب، محمد المسلم، عبد الله صالح العطيش، مبارك الغريب، صالح سعد السليم وغيرهم . @ وهل أكملت الدراسة ؟ حتى السنة السادسة ثم توقفت في نصف السنة السادسة وتحديدا بعد الاختبار . التنقل بين الوظائف @ هل واصلت تعليمك بعد ذلك ؟ لا .. فقد قطعت الدراسة، وعملت في عدة وظائف كانت بمثابة التجارب الأولى في الحياة . @ وما تلك الوظائف والأعمال ؟ في البداية التحقت بشركة ارامكو السعودية، وكان العمل اليومي فيها 8 ساعات والراتب 240 ريالا، واليومية لنا 8 ريالات، وعملت فيها سنة، ثم قدمت استقالتي وعدت مرة أخرى إلى بقيق وعملت ايضا سنة كاملة، ثم استقلت وعملت في بريد الدمام، بمرتب 300 ريال فقط، وكنت وقتها مقيما في الدمام، وعملت فيه سنة كاملة، ثم انتقلت للعمل في وزارة الصحة (الملاريا) كمشرف عاما على العمال وعملت فيها سنتين. عمدة العيون؟ @ ماذا عملت بعد ذلك؟ عملت عمدة للعيون بدءا من عام 1386 ه , عن طريق الوراثة من والدي , وكذلك الانتخاب , لا سيما والدي كان عمدة للعيون لأكثر من 60 عاما , وكنا نسكن في الفريج الشمالي (الديرة) بجوار المسجد الجامع الحالي . مسجد العيون القديم, وقد تعلمت من والدي الكثير من شؤون العمودية. @ ما المهام التي كانت منوطة بك كعمدة؟ ربط المواطن بالمسؤولين في الدولة , وحل كثير من المشكلات التي تحدث وتسهيل أمور الناس. @ وكم كان راتبك كعمدة؟ كنت اتسلم 250 ريالا , وعملت فيها ما يقارب 10 سنوات. تكليف من الملك @ هل تذكر لنا بعض المواقف التي صادفتك مع المسؤولين أو ولاة الأمر؟ لا أنسى الموقف النبيل لجلالة المغفور له باذن الله الملك فيصل بن عبد العزيز , عندما كلفني بعمادة العيون , وكان ذلك في قصر الحكم بالرياض , حيث ذهبنا أنا ووالدي وبعض كبار العيون , بمن فيهم عمر الفارس , علي الكليب , علي القرناس , حمد دخيل العمر , سعد على الفارس , سعد قناص القناص , والذين طالبوا بتعييني عمدة للعيون حيث تسلمت بعدها مهام العمودية. @ حدثنا عن زيارة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد للعيون؟ كانت تلك الزيارة في عام 1374 ه , حيث كانت هناك زيارة للملك سعود للاحساء والدمام , واثناء مروره على مدينة العيون خرج أهالي العيون جميعا يرحبون بمقدمه على الطريق وتحديدا عند عين الربيع, وحاليا عين وسمي, حيث أقام أهالي العيون الولائم واقاموا احتفالا كبيرا بهذه المناسبة وأقيمت العرضة السعودية. وكذلك كانت لي اجتماعات عديدة مع الأمير سعود بن جلوي في الأحساء ثم في الدمام. وكذلك مع الأمير عبد المحسن بن جلوي. ومع الأمير محمد بن فهد بن جلوي واللقاءات مع مجموعة من المسئولين والمشايخ حول ما يخص العيون ونهضة المنطقة. استقالة العمدة @ وماذا عن استقالتك؟ بعد 10 سنوات من تسلمي مهام العمودية فضلت الاستقالة رغبة مني، لظروفي الخاصة، وتسلم ابني صالح عمدة مدينة العيون ولا يزال يكمل المسيرة وتأدية واجبه.. @ وماذا بعد الاستقالة؟ تفرغت للأعمال الحرة ولي أكثر من 14 سنة وأعتقد أن الأعمال الحرة مناسبة لي جداً ولله الحمد. @ هل حققت أمنيتك؟ أمنيتي أن أكون سعيداً في حياتي، وأن أوفر المعيشة الطيبة لأولادي، وإكمال تعليم أبنائي، والحمد لله حققت ما أريده، رغم صعوبة هذه الحياة. الاحترام مفقود @ بم تنصح الشباب؟ بصراحة أنصح جميع الشباب أن يحرصوا على تقوى الله عز وجل، وأنصح نفسي قبلهم، وأنصح كل شاب أن يكون متعلماً، وعدم التكاسل عن التعليم، لكي يحقق أمنية في هذه الحياة. @ ما الفرق بين الجيل الحالي والسابق؟ لا أخفي أن عليكم الجيل السابق كان الاحترام فيه متبادلاً، حيث إن الصغير يحترم الكبير والعكس، أما الآن فالاحترام بين فئة بسيطة والذي أتمنى أن يعيد كل إنسان حساباته ويقدر الكبير.