تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    سجن سعد الصغير 3 سنوات    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    حرفية سعودية    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    فصل التوائم.. أطفال سفراء    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    ألوان الطيف    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رشحني الأهالي لتعليم البنات فبدأت بتعليم بناتي
نشر في اليوم يوم 27 - 06 - 2003

عبد اللطيف بن ابراهيم بن عبد الله العرفج ولد في الأحساء بعد مرور عام واعد على توحيد مملكتنا وبذلك عاش التحولات بين الماضي والحاضر وخير من شهد على ذلك التطور المذهل ودرس في المدرسة الوحيدة وكانت له محطات في حياته بين الأحساء وبومباي وكراتشي وبيروت وامستردام وأنقرة وبون والقاهرة كل واحدة منها جذبته الى ما يميزها في الطب والتجارة والصناعة والزراعة والعمارة والمقاولات وهذا ما ذهب اليه بمحض ارادته الا ان ادارته تعليم البنات بالاحساء لم تكن الا تنفيذا لرغبة وجهاء الأحساء وقاضيها الشيخ صالح بن غصون وبقي بها لمدة ثمانية أعوام دون إجازة وعندما تمتع بإجازته كان معها قرار الاستقالة الذي أوقفه الأهالي لكن دون جدوى وأصر على العودة الى عالم التجارة والمال والمقاولات والصناعة وكانت له الريادة في عدد من المجالات ورغم أنه في التجارة الا انه يكره ان يحتفظ بالأرقام في ذاكرته .. واليكم حوارنا مع أبو عبد الله.
الطفولة والنشأة
" اليوم" : في البداية حدثنا عن الطفولة والنشأة والمجتمع والأسرة التي عشت وترعرعت بها؟
نشأت وترعرعت في منزلنا بحي الرفعة وهو من أحياء الهفوف في كنف والدي رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته وفي أحضانها تربيت في جو عائلي متميز يكتنفه الحنان والعطف والرعاية مما انعكس على مسيرة حياتي العلمية والعملية فوالداي كغيرهما من أبناء المجتمع آنذاك يتسمان بتمسكهما بالعقيدة ويتميزان بتمسكهما بأخلاق فاضلة بها الوداعة والتواضع والحنان والعطف والخوف من الله عز وجل لا يجري على ألسنتهما إلا الذكر والدعاء.
وهذا انعكس بشكل أو بآخر علي وعلى تربيتي لابنائي ووالدتي كانت مثالا يحتذى به في إدارة شؤون بيتها ذات قلب كبير تضفي على البيت البهجة تعمل بجد ونشاط متواصل لا تمل ولا تتذمر تقوم برعاية بيتها منذ أن تؤدي صلاة الفجر وحتى المساء أما والدي فقد كان له الفضل بعد الله في توجيهي نحو السلوك الأمثل وكان ذا شخصية قوية معتدلة كما كان معروفا بين أقرانه وأصدقائه وذويه كثير الأسفار في طلب الرزق رجلا سمحا ذا أخلاق فاضلة وكان له مجلس يزوره فيه كبار أهل الحي والمشايخ فقد عشت في هذا البيت المفعم بالنشاط الاجتماعي فيه البساطة والألفة والمحبة وفي مثل هذه الأجواء يعيش الكثير من جيراننا وعلى مستوى الأحساء أما أقراني فهم من الجيران وأبناء العمومة وكانت بيوتنا ملتصقة ببعضها والطرقات ضيقة تبنى من الطين وسعف النخيل بنيت بشكل هندسي فني يراعى فيه اتجاه الظل صيفا وانسياب المياه والتهوية.
" اليوم": وكيف كانت الحياة؟
كانت الحياة بسيطة وهادئة وأتذكر أن الإضاءة ليلا بالسرج والفوانيس التي توقد بالجازولين ولفترة قصيرة من الليل وهناك سراج ابو سنارة مجرد علبة يوضع بها الجازولين والفتيلة اما الماء فنستقي من النيون التي تحضر في البيوت على مناسيب قريبة من السطح وبالدلاء يجلب الماء ويفرغ أحيانا في بعض البيوت في خزانات تبنى بالجص ويسمى بالعسيلة والمسبح يسمى بالعماش وكغيري عاصرت هذه النهضة التي شهدتها البلاد خطوة خطوة والتطور السريع في توسعة الشوارع وفتح أخرى وبناء الجسور وشق الطرق الموصلة بين المدن والقرى والهجر وبناء المنشآت الحكومية الصحية والمدرسية وإدخال الكهرباء والماء.
بداية التعليم
" اليوم": كيف كانت بداية التعليم التي عاصرتها , أين كانت وفي أي مدرسة؟
كانت البداية هي الالتحاق بمدرسة الهفوف الأولى في حي النعاثل خلف البلدية وعلى ما اعتقد كان مدير المدرسة هو الأستاذ عبد الله الخيال وكان سفيرا بعدها للمملكة ولم يكن هناك أي شروط للقبول وكان معظم الطلبة الذين سجلوا في تلك المدرسة أعمارهم متقدمة أكثر من سبع سنوات.
الدراسة عن المشايخ
" اليوم": هل درست قبل ذلك من قبل أحد المشايخ؟
نعم ومنهم الشيخ عبد الله المحاظ , وكان يدرسنا القرآن الكريم في بيته وكان في ذلك الوقت حصتان في اليوم.
وبفضل الله ثم الوالد الذي جعلني منتظما في دراستي وكان من ضمن الطلبة زملائي في الحي الذين كانوا يحضرون معي عند الشيخ.
قصة المحترقة
" اليوم": ما قصة المحترقة؟
هذه حادثة قديمة وكانت بعد التخرج من المرحلة المتوسطة وهي أن هناك فصلا دراسيا سقط أو حصل به حريق لا اذكر بالتحديد وسمي بهذا الاسم.
المراحل الدراسية
" اليوم": كيف كانت مراحلك الدراسية؟
كانت مراحلي الدراسية 6 سنوات مع الشيخ عبد الله المبارك والشيخ عبد الله القاضي وكانت في مدرسة الهفوف الأولى.
وهي المدرسة الوحيدة في المنطقة الشرقية آنذاك وكان في ذلك الوقت التخرج من المرحلة الابتدائية.
ذكريات الدراسة
" اليوم": ما أبرز ما علق في ذهنك من الذكريات خلال تلك المرحلة الدراسية؟
كل جيل طبعا له من ذكريات الماضي ما يرن في ذهن الشخص وكانت في الواقع ذكرياتنا مع الأصدقاء والزملاء ومع الأهل . وفي الحقيقة لم يكن لدينا في تلك الفترة إلا التعليم والقراءة ولم يكن هناك وسائل إعلام مثل التلفزيون أو غيره, وكانت المكتبات قليلة في ذاك الوقت , وكنا نشتري الكتب من القيصرية , وكانت المكتبة الوحيدة التي نشتري منها كتبنا هي مكتبة عبد الله الملا وكنا نتنافس مع الزملاء في القراءة وحفظ الشعر.
صحف وصحافة
" اليوم": ما أبرز المجلات والصحف التي كنتم تقرأونها في تلك الفترة؟
كانت مجلة من البحرين اسمها (صوت البحرين) ومن السعودية كانت (البلاد), ومن مصر كانت جريدة (المصور) , و(آخر ساعة) وكنا شغوفين بالقراءة جدا و وكنا نناقش في المدرسة المواضيع التي تكتب في تلك المجلات والجرائد.
زملاء الدراسة
" اليوم": من تذكر من زملائك الطلاب في تلك الفترة .
أذكر الأستاذ / خالد الصبغ.
النظام المدرسي
كيف كان النظام المدرسي سابقا؟
بعد سادس ابتدائي أي بعد المرحلة الابتدائية كانت الثانوية تشمل المتوسط والثانوي معا ومدتها ست سنوات وكان بها مدير واحد.
ما بعد المرحلة الثانوية
وما بعد الدراسة الثانوية؟
بعد دراستي الثانوية سافرت إلى الهند والبحرين مع الوالد للعلاج وبعدها تزوجت في سن 22 من عمري عام 1374 ه , ودرست في مدارس أرامكو وكان مديرها الأستاذ / محمد العبد الهادي وكان الشيخ الشبيلي من أحد المديرين ومن رواد التعليم , وكانت الرواتب حوالي 700 ريال. وكنت ادرس اللغة العربية وكان من طلابي هو د. عبد اللطيف العرفج والأستاذ عبد العزيز القرين ولم استخدم الضرب أبدا.
العمل مدرسا
" اليوم": كم سنة كانت فترة عملك مدرسا ؟
كانت 6 سنين وواصلت بعدها دراستي في الجامعة ثم بعثت لدراسة الطب من قبل وزارة المعارف في دولة باكستان وكان عددنا في البعثة ثلاثة طلاب مع الدكتور مبارك العتيق ود. سعد الشثري . واذكر حينما سافرنا الى باكستان العاصمة عن طريق مطار الظهران الى كراتشي العاصمة وكان الدكتور سعد هو احسنا في الملبس.
سفير المملكة
" اليوم": من كان سفير المملكة لدى باكستان في تلك الفترة؟
كان الأستاذ / محمد بن حمد الشبيلي.
الدراسة الجامعية
" اليوم" كيف كانت الدراسة الجامعية؟
كانت الدراسة باللغة الإنجليزية ولقد كنا نعاني صعوبة فيها كبداية حيث قدمت لنا الجامعة كورسا في اللغة الإنجليزية كبرامج تقوية لنا وفي نفس الوقت كنا ندرس المواد في الجامعة والحمد لله استمررنا في الدراسة سنة بعد الأخرى، إلا إنني قررت الانسحاب من الجامعة نظرا لوجود أسرتي في السعودية وكان قرارا صعبا
بالنسبة لي حتى قررت ان أوقف الدراسة والرجوع إلى السعودية حيث اكمل الدكتور سعد والدور مبارك البعثة الدراسية وكانوا هم بمثابة النواة الأولى للأطباء السعوديين.
الرحلة والتغير
" اليوم": كيف كانت الرحلة وهذا التغير ؟
كان بلدا غريبا علينا وسافرنا من مطار الظهران واستغرقت الرحلة حوالي أربع ساعات وكان وصولنا فجرا ونرتدي البدل يرتدي هنداما رائعا .
ووصلنا الى فندق وافطرنا بالمتبلات الحارة ولم يكن لدينا نقود حيث سحبت ما لدي من نقود وقيمتها 100 روبية لأن السلطات الهندية تصادر المبالغ النقدية والعتيق لأن لديه نقودا أطلقنا عليه وزير ماليتنا.
ووصلنا الى السفارة (بالتروماين) ووصلنا الى مقر سفيرنا في الباكستان محمد بن حمد السليمان الشبيلي
" اليوم": وبعد ماذا جرى؟
عرفناه بأنفسنا وهو يسكن في نفس مبنى السفارة وكان استقباله لنا رائعا وخجلنا فحن طلبة ولسنا بمستواه.
والشبيلي كان سفيرا لنا في العراق والباكستان والهند وأفغانستان وماليزيا وبو سليمان من أبناء عنيزة بالقصيم تميز بأخلاق فاضلة واشتهر بالداخل والخارج بابو الكرم والأخلاق والرزانة والدبلوماسية الرصينة والوطنية ويكسب الجميع بتلك الصفات ولديه جاذبية والملك فهد يعزه كثيرا.
تعين سفيراً في باكستان 21/4/1377ه وأعاد لي نقودي بدبلوماسيته ويخجل الجميع فيه ومؤثر في الخارجية والداخلية الباكستانية وله وضع خاص .
وبعد أن أبلغناه بهدفنا فأوضح أنه لم يصله خطاب بذلك أو توجيه وفي نفس اليوم كلف القنصل الفوزان وذهبنا إلى الجامعة وقابلنا د. وحيد وعلى الفور أولى المحاضرات عملية في المشرحة والجثث أمام الطلاب وتدريس باللغة الإنجليزية وقد عانينا قليلاً وقدم لنا برنامجا سريعا مع مباشرة الدراسة العملية والرغبة الموجودة لدينا، ضاعفنا الجهد وفي نهاية السنة الثانية تأثرت صحياً وعدت إلى المملكة وفي نيتي العودة ولكن الظروف هنا اضطرتني إلى إلغاء السفر وكانت تقدم لنا الحكومة الباكستانية مكافأة لأنها مخصصة عشرة مقاعد للطلاب السعوديين والسكن هناك متعب وأكمل د. سعد و د. مبارك .
وبعدها جاءت بعثات من الحجاز والقصيم في الطب بينهم فتيات سعوديات ونحن النواة الأولى للأطباء السعوديين .
عند الوصول
" اليوم" : وعند وصولكم كيف تصرفتم ؟
فور وصولي علمت أن مجموعة من أهل الاحساء ومنهم السيد عبد الله الهاشم كتبوا لفتح مدارس للبنات بالاحساء قرار فتح مدارس قوبل بالرفض من البعض واصدر قراره بالخيار وعدم الالتزام وبناتي من أوائل من درس في مدرسة محمد بن صالح الصالح بالرفعة حيث استأجرته الرئاسة .
محمد بن عبد الرحمن المطلق مندوب وكانت الاحساء مرتبطة بالدمام .
" اليوم": وهل كان هناك مقر لتعليم البنات ؟
نعم هناك مقر إدارة تعليم البنات عبارة عن شقة مكونة من غرفتين لعمارة لعثمان الملا قبيل فندق يونيس وبعد أن تسلمت المندوبية استأجرت مبنى بالمزروعية لمبنى مكون من طابقين ب 12 غرفة ولم أوافق وكنت مترددا لان النية لمواصلة الدراسة والشيخ صالح بن غصون رئيس المحاكم استدعاني وأقنعني وقال ان اهلك يريدونك ومنهم عبد الرحمن بودي والسيد عبد الله الهاشم ووافقتهم وسهل كافة الأمور وطلب من والدي إقناعي .
وعلى الفور اتصل بالشيخ ناصر بن حمد الراشد الرئيس العان لتعليم البنات آنذاك وأبلغه بترشيح الأهالي لي وكان أمير الاحساء في وقتها صاحب السمو الأمير محمد بن فهد بن جلوي رحمه الله واستدعاني الشيخ ناصر وذهبت لمقابلته ومقابلة د. محمد الشويعر والذي يشرف على التعليم المتوسط وانتقل بعدها إلى دار الإفتاء وصدر القرار بتعييني وأبلغني به الصقير وسلمني الخطاب عبد العزيز بن عبد الله المغلوث وتسلمت الإدارة من الأخ أحمد الزويد وسبقني في إدارة تعليم البنات بالاحساء محمد بن عبد الرحمن المطلق وكان عدد الطالبات في سنة تعييني 1385ه 2916 طالبة يدرسن في (9) مدارس وعدد المعلمات (93) معلمة والإداريات 23 إدارية وتقدمت باستقالتي عام 1394ه .
عدد المدارس
" اليوم": وكم كان عدد المدارس في ذلك الوقت؟
كان عدد المدارس وقتها 48 مدرسة وعدد الطالبات 13665 وعدد المعلمات 455 معلمة وعدد الإداريات 90إدارية وحولت منها وعملت على السعودة للإداريات وأصبح لدينا عدد من المعلمات الوطنيات ومعهد المعلمات قدم دورا كبيرا بقيادة التربوية الفاضلة الأستاذة نعمات علي فايز حرم الأستاذ عبد اللطيف بن عثمان الملا رحمه الله وكان للمجالس الاجتماعية دور في التأكيد وتصاعد العدد وفاق 105 آلاف طالبة وتسلم بعدي الأستاذ علي بن عبد الله الألمعي الذي يعمل في شؤون الموظفين مع الأستاذ فارس الحامد واللواء عبد الله بن صالح السهيل وأحمد المسلم
قرار ترك التعليم
" اليوم": وكيف كان قرار تركك التعليم؟
قرار ترك إدارة التعليم بسبب أن طموحي هو الاعمال الحرة حيث ان والدي كان يتاجر في الأدوات الكهربائية خاصة أن الكهرباء دخلت في وقت متأخر إلى الأحساء ويستورد من الهند ومقر البيع منزلنا دون شراكه وأسرة العرفج تجارة وزراعة أبرز اهتماماتها وكانت مدير التوجيه الأستاذ سعاد أبو غزالة وكان ذلك الوقت التفتيش وتحول إلى التوجيه والآن أصبح الإشراف التربوي وكنت أطالب بافتتاح المدارس وكنا نلقى صعوبة في الحصول على طلبات المنطقة لأننا مرتبطون بإدارة تعليم الشرقية بالدمام وطالبت بالفصل والمراجعة المباشرة للرئاسة بالرياض وصدر قرار الفصل والارتباط المباشر بالرياض وهذا سهل علينا كثيراً في الحصول على لوازم تعليم البنات بالأحساء من وسائل النقل والمواد الدراسية والتجهيزات المدرسية.
قرار الاستقالة
" اليوم": كيف قررت ترك تعليم البنات؟
قدمت استقالتي للشيخ ناصر ولم يقبلها بالبداية وكنت حينها في فترة إجازة ولم أكن أخذت قبلها أي إجازة طول فترة عملي لأنني تقريباً كنت الوحيد بالإدارة ومشغولا بتأديه الأمور الإدارية وسمع البعض عن قراري هذا ومنهم الشيخ عبد الرحمن بودي " الله يرحمه" فأتوا إلى منزلي متسائلين ما سبب قراري هذا فأخبرتهم أنها رغبة مني في المواصلة في العمل الحر فلم أستطع إقناعهم بقراري هذا فكتبوا خطابا وأرسلوه إلى الرئيس يطلبون فيه إيقاف قبول الاستقالة وبعد انتهاء إجازتي رجعت إلى عملي الذي كنت كلفت الأستاذ علي الألمعي بشغله مكاني بعدها ذهبت للشيخ ناصر وأقنعته بالموافقة على قراري فكان قرار تعييني في 7/ 11/ 1385ه في الرئاسة وطوي قيدي في 2/ 9/ 1392ه وكان مدير شئون الموظفين عبد الله الداوود والرئيس العام ناصر الراشد.
الأعمال الحرة
" اليوم": أين اتجهت بعد ترك رئاسة تعليم البنات؟
بعدها سمع الشيخ سعد المنقور باستقالتي وزارني بمنزلي وكان يقول ان الناس تتمسك بوظيفتهم والكرسي الذين عليه وأنت تركتها بإرادتك فأجبته أنه يهمني بالحياة أن أكون حراً والوظيفة خدمة وطنية وأتمنى أن أكون قمت بالواجب فيها فأخبرني أن عنده معرضا تجاريا ويريدني مشاركته بالعمل فيه فوافقت وعلمت معه لمدة سنتين في مجال توريد الأجهزة الكهربائية وكان المعرض في عمارة الملا بالقرب من القيصرية وكانت لي علاقة بهذه العمارة في السابق فقد كانت أولى مكاتب تعليم البنات في نفس العمارة فعملت بهذا المكان بالسابق بوظيفة حكومية وبعدها كمستثمر وكعمل حر وتلك الفترة كانت مشروعات متوالية.
هي بداية الطفرة بالمملكة مما أدى إلى نجاحنا في المجال الذي كنا نعمل فيه وعلى أثرها بدأت حركة الأراضي والعقارات فاشترينا أنا وأبو خالد بعض الأراضي فوفقنا أيضاً في هذا المجال وكسبنا فيه بعدها قررت الانفصال عن أبو خالد فصفينا جميع حساباتنا وبعنا المعرض على سلطان بن سلطان بعد ذلك بدأت أفكر في المقاولات لأنه في ذلك الوقت بدأ الأعمار وصندوق التنمية العقاري فاستخرجت لي سجلاً تجارياً وبدأت في مجال المقاولات وكانت أول مقاولة لي مع البلدية هي مشروع مبان وكان أولها مبنى بلدية الهفوف حالياً في الرقيقة وكان عبد الله الحسون شريكاً لي في هذا المشروع بعدها أقمنا مشروع بلدية المبرز وفي هذه الأثناء خطر في بالي مشروع الكسارة وكان حينها بالأحساء كسارة واحدة فقط تابعة لشركة مول الألمانية المؤسسة لشركة الأسمنت فبدأت مراسلة شركة بالنمسا وجاء مندوب منها إلينا واتفقت معه على كل شيء وأتينا بالكسارة واستخرجنا تصريحاً لها من وزارة البترول والثروة المعدنية وترخيصا آخر للموقع وكان على طريق الظهران واشتريت عددا من الشاحنات والسيارات فكان العمل جيدا ولله الحمد من جهة الكسارة ومن جهة المقاولات وكنت أفكر أيضاً في الصناعة والمجال الصناعي فسافرت في تلك الفترة الى امستردام بهولندا.
الاستعانة بخبرة الهولنديين
" اليوم": ماذا كان هدف الزيارة إلى هولندا؟
كما قلت لك أنا في تلك الفترة مازلت أمارس المقاولات فكان هناك مشروع مباني منسوبي التعليم الذي بدأ تنفيذه عام 1400ه فكان المشروع عبارة عن إنشاء 300 فله كبداية وكان هناك أحد الأشخاص الهولنديين فتحدثت معه عن هذا المشروع فقال هناك ما يعرف بالمباني الجاهزة فطلبت منه إحضار فلم مصور يبين مميزات هذه المباني لعرضها على المعلمين وأخذ رأيهم فيها وبالفعل وفي فترة وجيزة وصلني الفيلم الذي طلبت وعرضناه في مدرسة ابن خلدون وكانت الفلة تكلف 260 ألف ريال للفلة الواحدة فسافرت بعدها إلى هولندا لرؤية هذه المنازل على الطبيعة والتعرف على مميزاتها وطرق تركيبها بعدها رجعت وتفاجأت بأن الأخ سعد قد وقع العقد مع إحدى الشركات القطرية وقد كنت قبل كل هذه المشاريع أفكر في مشروع الألبان فعند زيارتي لهولندا حاولت أن أستفيد في هذه الزيارة أيضاً بجمع المعلومات المهمة في مجال الألبان وكيفية تصنيعها وتوزيعها ورأيت كل شيء على الطبيعة فرجعت بمعلومات جيدة على أساس التجهيز لتنفيذ المشروع فعملت على دراسة المشروع فسافرت إلى تركيا فالتقيت بأحد التجار التركيين وتحدثنا عن أمور المشاريع والصناعات وعن الجلود فاستهوتني أيضاً هذه المسألة بعدها غادرت تركيا راجعاً على السعودية بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام فقط وطلبت بعدها تصريحا من وزارة الصناعة للبت في مشروع الدباغة لكن قوبل طلبي بالرفض لأن هناك 7 طلبات مشابهة لطلبي فأخذت فقط تصريحا لصناعة الأحذية الرجالية والنسائية والأعمال الجلدية فبدأت بعمل دراسة لأجل الحصول على قرض فسافرت إلى إيطاليا وتركيا وألمانيا والهند والأردن ومصر كل هذا لأجل هذه الدراسة فوجدت أن المصنع سوف يكلف مالا يقل عن 20 مليون ريال ومالا يقل عن 600 عامل إذا كان العمل يدويا فعملت دراسة أخرى يكون فيها النصف للعماله والنصف الآخر آليات فوجدت أن العدد انخفض إلى 60 عاملا وأنا أعرف مشاكل العمالة لخبرتي في المقاولات فعملت دراسة ثانية عمدت فيها على جعل العمل يعتمد على الحواسيب فوجدت أن هذه الأجهزة لو تعطلت فسوف تسبب مشكلة فأوقفت كل الدراسات لهذا المشروع رغم ما خسرته فيه وفضلت عدم المخاطرة فيه وبالنسبة لمشروع الألبان فقد وجدت أن المسألة ليست من صالحي المخاطرة فيها خاصة أنه في تلك الأثناء بدأت في الظهور عدة مشروعات مماثلة للألبان وكان عندنا مصنع للطابوق أقمناه بالرياض أنا وعبد الله الحسون.
الإحساس بالتقاعد
" اليوم" : متى أحسست أنك تقاعدت من هذه الأعمال؟
أنا لا أحس أني تقاعدت لكنها فترة ترو وتفكير في مشروع جديد.
التفكير في الزراعة
" اليوم" : بماذا تفكر الآن، هل في مشروع مستقبلي مثلا؟.
افكر في الزراعة.
مشروع الصرف
" اليوم": بما انك رجل زراعي وتحب الزراعة فما رأيك في مشروع الري والصرف وما أثره على الزراعة بالأحساء هل كان إيجابيا أو سلبيا؟
كان مشروعاً ممتازاً ومفيدا ولكن مشكلة نقص المياه وهي مشكلة عالمية قد حدت من جدوى المشروع وبشكل عام كانت إيجابيات المشروع كبيرة.
" اليوم": هل تتوقع أن الاستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم في توزيع المحاصيل على مستوى المملكة ستكون جيدة اقتصادياً في رفع مستوى الزراعة بالمملكة؟
بلاشك أن الوزارة عندها من الخبراء والدراسات ما تسعى من خلالهم للتطوير والسعي لمصلحة البلد في إيجاد هذه الاستراتيجية من تسويق وتوزيع وتصدير.
الامتداد الزراعي
" اليوم": ما وجهة نظرك الخاصة حول الامتداد الزراعي نحو الجنوب بقرار المنح الزراعية على طريق قطر؟
لو كان الامتداد الزراعي من جهة الشمال فسيكون أفضل وأيضاً من جهة بعض المناطق الغربية لأن تربة المناطق الجنوبية غير صالحة للزراعة وتحتاج إلى معالجة خاصة وجهد كبير ومكلف مالياً قبل البدء في الزراعة فيها.
العمل بأرامكو
" اليوم": لماذا لم تفكر في العمل بشركة أرامكو مع أن في بدايتها كنت أنت في ريعان شبابك؟ وماذا كان أثرها الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي على المنطقة الشرقية؟
لم تكن لي رغبة في العمل بها وبالنسبة لهذه الشركة فلقد خدمت المملكة بصفة عامة ولم يقتصر أثرها الإيجابي على المنطقة الشرقية فقط.
خدمات البلدية
" اليوم": ما رأيك في خدمات البلدية وماذا تقترح لتطوير هذه الخدمات؟
خدمات البلدية ممتازة ولله الحمد واقترح تشكيل هيئة مكونة من 5 أو 6 أشخاص ذوي خبرة وكفاءة علمية ممتازة للرجوع إليها في بعض الأمور لأن الشخص الواحد لا يلم بكل الأمور فيكون فيها مشاورة وإبداء الملاحظات مما سيدفع هذه الخدمات للرقي والتطور والظهور بالشكل المراد تحقيقه.
الخدمات الصحية
" اليوم": ما رأيك في الخدمات الصحية في المحافظة؟
كنا في أيام طفولتنا وشبابنا نفتقد لهذه الخدمات لكن التطور السريع الذي شهدته المملكة في جميع النواحي جعلها حاليا في مصاف كبار الدول من ناحية الخدمات الطبية وخطت خطوات جبارة في مجال الصحة العامة والتثقيف الصحي وهذه حقيقة لا يتنبه إليها إلا من عايش حياة الماضي والواقع الحاضر ففي السابق كان الطبيب يأتي من الدول المجاورة كالبحرين مثلاً.
نهج التربية
" اليوم": ماذا كان نهجك في التربية مع أبنائك؟
كنت عادة استشف أفكارهم واستشارتهم وعرض الملاحظات عليهم والاتفاق على حاجة معينة.
القنوات
" اليوم": هناك قنوات فضائية وتحوي الغث والسمين فكيف نواجه الغث منها؟
هذه مهمة المدرس بالدرجة الأولى في فترة العمر ما بين السابعة والرابعة عشرة بإرشاده وحثه على الخير وزرع المفاهيم والقيم في أنفسهم فأنا برأيي أن الدور الأول في التربية يكون على عاتق المعلم وليس البيت لأن المعلم هو قدوة الطالب لذلك تكون التربية الحقيقية في السنوات السبع الأولى على يد المعلم.
صلة الأرحام
" اليوم": كيف ترى صلة الأرحام في هذا الوقت؟
فترة بداية الطفرة ابتعد الناس بانشغالهم في الحياة لكن حالياً بدأت مسألة صلة الأرحام تتبلور وترجع إلى وضعها السابق وربما أفضل فهناك الألفة والمودة وتلاحظها في المناسبات في الأعياد والأفراح فتجد هناك نوعا من الصلة والاقتراب فهذا دليل على عودة حميدة للوضع السابق.
أسئلة سريعة:
رياضة تمارسها؟.
المشي
ماذا تعلمت من الغربة أثناء الدراسة بالخارج خاصة أنك كنت عازبا؟
تعلمت الاعتماد على النفس
هل تطبخ؟
نعم وأمارسها كهواية في الرحلات بالسابق
ما هي أجمل مكان تحب السفر إليه؟
مكة والمدينة المنورة.
كم كان مهر أم عبد الله؟
بسيط جداً وأنا من الذين يعتبون على مشاريع الزواج التي تقام حالياً وما يتم فيها من البذخ.
متى تعلمت القيادة؟
تعلمت القيادة بعد تعييني في رئاسة تعليم البنات على يد أحد السائقين التابعين للرئاسة.
عادة مازلت تمارسها؟
النوم المبكر.
برنامجك اليومي؟
بعد صلاة الفجر إلى المزرعة والسوق والجلوس مع الأبناء والمزح معهم.
ماذا تقرأ؟
اقرأ الشعر والقرآن طبعا في الصباح.
شخصيات أثرت في حياتك؟
الشيخ محمد الشبيلي، والأمير محمد بن فهد بن جلوي.
ذكرت أن لك مواقف جميلة مع الأمير محمد بن فهد بن جلوي، اذكر إحداها؟
كان متواضعا جداً ومن النوع الذي يستمع إليك وعند وفاة ولدي قام بزيارتنا وتعزيتنا.
البطاقة الشخصية
الاسم: عبد الله إبراهيم عبد الله العرفج
مكان الميلاد وتاريخه:
حي الرفعه بالأحساء عام 1352ه
الحالة الاجتماعية: متزوج وله سبعة أبناء ثلاثة بنين وأربع بنات وهم:
عبد الله وعبد المحسن وصلاح
مع د. يوسف الجندان وزملاء آخرين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.