لم يكن يغيب عن بال عبدالله احمد العلي العمل في التجارة بالرغم من توافر الوظيفة حيث التحق بالمدرسة الزراعية إرضاء لوالده رحمه الله بعدها وجد الوظيفة امامه فعمل محضرا للمختبر لمدة 8 سنوات الا ان رغبته في الانخراط في التجارة كانت هاجسه الأول فقدم استقالته ليجد نفسه في التجارة. العلي من خلال رحلاته بين التجارة والوظيفة استطاع تحقيق ذاته بموافقة والده الذي شجعه على الانخراط في التجارة عندما وجد فيه الأصرار والعزيمة. الرفعة لا تنسى @ في البداية حدثنا عن نفسك والنشأة؟ أنا عبدالله احمد علي العلي، ولدت في عام 1364ه، في الرفعة بحي الفوارس بالهفوف، متزوج، ولي من الأولاد 7 (محمد, احمد, أسامة, مرتضي, عمار, عباس, يحيى), ولي من البنات 5 ولله الحمد. @ وماذا عن الحي الذي سكنت فيه؟ حي الرفعة من الأحياء العريقة والمعروفة، لوجود العديد من العوائل المعروفة، التي كان يجمعها الحب والتراحم فيما بينها، وأتذكر منهم الشيخ باقر بوخمسين, سلمان الهاجري، عبدالله الغدير، عيسي بن الشيخ، حسين الشيخ، عبدالله الشواف والشيخ حسين الشواف، وغيرهم، وحي الفوارس لا أنساه أبداً، لأنه يحمل عبق الماضي والحاضر معاً. ألعاب زمان @ وماذا عن طفولتك؟ في الحقيقة طفولتي كانت جميلة، وأتذكر أنني كنت اجتمع مع أبناء الحي وعمري 3 سنوات، ونلعب بعدد من الألعاب المعروفة آنذاك، مثل الفشحة، الحلول، العنفيش، التيلة والحيزكة، وغيرها من الألعاب، وكنا وقتها لا نفترق عن بعضنا. ولقد ألفت أبناء الحي وألفوني. حفظُُت القرآن الكريم في التاسعة @ وماذا عن الدراسة؟ كان والدي رحمه الله حريصا جداً على تعليمنا، ولهذا أخذني إلى المطوع السيد علي الصالح، وقد ختمت القرآن الكريم وعمري وقتها 9 سنوات، كما تعلمت علي يد السيد الصالح القراءة الصحيحة، حيث بدأنا من سورة الفاتحة، وكلما تعلمنا عُشر أعطينا مبلغا معينا، لا تحضرني قيمته، ولكن كان مبلغاً بسيطاً. وبعدها انتقلت إلى المدرسة الابتدائية. @ وأين درست الابتدائية؟ في مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، وكان موقعها آنذاك في دروازة الخباز، وكنا نتعلم فيها العلوم المختلفة. @ ومن هم معلموك في المدرسة في ذاك الوقت؟ أتذكر منهم عبدالله السليمان وعبدالحميد مقداد ومدير المدرسة عبدالعزيز الضويحي. المدرسة الزراعية @ وإلى أين كانت وجهتك بعدها؟ كان هناك مدرسة تسمى المدرسة الصناعية والزراعية، فالتحقت بها، وكان الطالب يدرس فيها 4 سنوات، ثم يتخرج بعدها يحمل شهادة الدبلوم. @ وأين كان موقعا؟ أتذكر أنها كانت بالقرب من الهلال الأحمر، ولكنها أصبحت الآن المتوسطة الحديثة. @ وماذا كنتم تدرسون فيها؟ ومن هم أبرز زملائك فيها؟ كنا ندرس الأحياء والطبيعة والكيمياء والزراعة والعلوم الأخرى، ومن الزملاء السيد عدنان الهاشم، عبدالرحمن الملحم، سعود النعيم، علي البندر، الشيخ حسن بوخمسين، محمد الدويل، السيد إبراهيم الشخص، عدنان الحاجي، معتوق السيد إبراهيم. أما المعلمون فأتذكر منهم محمود بووردة، والمعلم بشير، أما مدير المدرسة فكان سعد الثابت. محضر مختبر @ وماذا بعد؟ بعد تخرجي من المدرسة في مدرسة الجفر عملت في وظيفة محضر مختبر، فالخريج في ذلك الوقت كان يعمل فوراً، بدون مراجعة ديوان الخدمة المدنية، الذي تحول إلى وزارة، وكنا آخر دفعة نتخرج من المدرسة، لأن النظام الجديد ألغى هذه النوعية من الدراسة، وأتذكر وقتها ان هناك مجموعة من الطلاب لم يحالفهم الحظ في التخرج، فتم نقلهم إلى بريدة، وتم فتح فصول لهم، وقد درسوا لمدة سنتين، وتم تعيينهم في وزارة الزراعة. @ وهل تتذكر زملاءك في المدرسة؟ أتذكر منهم حسن الصالح ومحمد العبيد ومديرها عبدالعزيز العصفور. التجارة والعمل @ وهل استمررت في هذا المجال؟ صدقني لم يكن في بالي التجارة وقتها، فقد أحسست بها منذ ان كنت صغيراً، حيث كنت أزاول مهنة الخياطة مع أخي علي والأخ باقر، بل كنت أزاول التجارة مع والدي (رحمه الله) في سوق القيصرية، وقد طرحت على والدي العمل منذ الصغر، إلا أنه أصر على ان التحق بالمدرسة، ورغم هذا كله قدمت استقالتي من العمل، وكان مديرها عبدالعزيز العصفور لا يرفع الاستقالة إلا بعد وقت طويل، فلجأت إلى الغياب من العمل طواعية، وعملت بعدها في التجارة، بعد ان علم والدي إنني أحب العمل في التجارة. وقد عملت فيها لمدة 8 سنوات فقط. المشوار الأول @ منذ متى وأنت تزاول التجارة؟ زاولت التجارة الحقيقية ابان عملي في المدرسة، حيث كنت أوفق بين العملين، وبدأت في شراء بضاعة من الدمام، ومن ثم شحنها إلى جدة، وبعد الاتفاق مع أحد التجار، وكان معي شريكي في التجارة صالح المحسن، حيث أخذنا محلا، كان اسمه الواحة الخضراء، ومكانه بالقرب من الدفاع المدني. @ وماذا بعد ذلك؟ بعد ان قدمت استقالتي من العمل عملت على فتح محل للمفروشات بالقرب من شركة الكهرباء، وانفصلت عن شريكي صالح، لأن الشراكة إذا كان فيها مكان للمجاملات على حساب العمل فلن تنجح أبداً، وهذا مبدأ تعلمته في حياتي. وقد ساعدني في حينها والدي (رحمه الله) في التجارة، من خلال الاستشارة، وكان دائما يسأل عن أحوالي وأحوال التجارة، وكان لدوره الفاعل في تشجيعي على المضي قدما نحو هذا العمل الذي أحببته، دور كبير في نجاحي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى. الدوام يشل الحركة @ كيف وجدت التجارة بعد ان تركت العمل؟ الإنسان يبحث عن الأفضل، وقد وجدت بالفعل ان هذا العمل هو الأنسب لي، باعتبار ان الدوام الرسمي يشل حركتي، والآن لدي ابني عمار من خريجي كلية الشريعة، وهو يعمل معي، ومن هنا انصح الشباب بالا يكون همهم الوظيفة فقط، لأنه توجد إعمال أخرى في التجارة، يمكن ان يجدوا فيها أنفسهم. القناعة في التجارة @ ألا تعتقد ان العمل في التجارة قد يؤدي إلى الخسارة؟ بالفعل، لكن الإنسان الواعي والمسئول يجب ان يدرس السوق، وأيضا يجب ان تكون لديه القناعة، فوالدي عندما وجد نفسه وصل به الحال إلى عدم القدرة على العمل توقف فورا، قناعة منه بما أخذه من الدنيا، رغم ان محله كان في موقع متميز، وقال حينها يجب ان ارتاح، وما حصلت عليه نعمة ولله الحمد. تعطلت بنا السيارة @ ما أصعب موقف مر عليك في حياتك؟ هناك العديد من المواقف التي مرت علي، أتذكر منها خلال رحلتي مع التجارة موقفا في عرعر، حيث استقللت سيارات كبيرة مع البضاعة من الدمام إلى عرعر، وقد تعطلت بنا السيارة في الطريق، الذي لم يكن حينها ليس على ما يرام، وقد تكبدت خسارة كبيرة، بسبب هذه المشكلة، فقررت الاقتصار في العمل على الأحساء فقط. نصب العمالة الوافدة @ من خلال مشوارك مع التجارة ما الصعوبات التي تواجه التاجر؟ المشكلة التي أراها في الوقت الحالي في التجارة هي العمالة الوافدة، التي تتحايل على الزبون بشتى الصور، ومن هنا أتمنى ان يأتي اليوم الذي أرى فيه الشباب السعودي وقد استطاع الامساك بزمام الأمور في تجارة المفروشات، لأن التحايل على الزبون أصبح جليا وواضحاً من قبل العمالة الوافدة. الضيف يتحدث ل (اليوم)