احمد ياسين لم يكن رمزا للفلسطينيين فقط.. ولم يكن رمزا للعرب فقط.. لوم يكن رمزا للمسلمين فقط.. بل هو رمز للإنسانية جمعاء. رمز للانسان في صبره على نوائب الزمان في جسده.. ووطنه.. وامته.. عاش السجن في الزنازين.. وعاش القهر المرير من الاحتلال.. وقبل ذلك عاش الحبس في زنزانة الاعاقة التي تخطاها بفكره وايمانه واتكاله على ربه فضرب اروع مثل في العصر الحديث في المقاومة وعدم الاستسلام وتحدى صعاب الحياة. حاربته الظروف فلم تهزمه.. وتكالبت عليه الامراض فقهرها بإيمانه.. ولن تموت امة خرج منها مثل احمد ياسين. @ لم تبق حادثات الزمان من احمد ياسين غير رأسه، غير فكره، غير دماغه الذي نثره شارون، ولم يدر حين نثره انه نثره على اصقاع امة الاسلام في شتى بقاع الارض.. فأخذ منه كل فرد من الامة شيئا يقاوم به شارون وعصابته. لقد ضاق شارون بهذا الرأس القنبلة ففجره.. وما درى انه بهذه الجريمة النكراء قد احاط نفسه وزمرته بشظاياه القاتلة، انني ارى ان احمد ياسين لم ينته.. بل بدأ.. لقد انتهى دوره كفرد.. ولكنه بدأ كأمة، ان تجاوب ابناء الامة ممثلا في هذه المظاهرات المليونية في ارجاء العالم اجمع دليل قاطع على انه بدأ زحف جهاده واثمر غرسه ولقد صدق الدكتور خالد الحليبي حين قال في يوم السبت الماضي وفي هذه الصفحة مانصه: (حين يتحول جسد الشيخ المشلول الى قنبلة لا يعلم الا الله مدى اشعاعات شظاياها في المستقبل يكون هذا الشيخ هو عرين الاباء في دنيا النفاق السياسي..). @ رجل عاش اكثر من نصف قرن ميت الجسد الا من رأس متوهج بالفكر.. مضيء بالايمان، اتعب امة الكفر واخرس اصواتهم وابواقهم، وألجم اسلحتهم الفتاكة حتى انتدبوا اشقاهم شارون لتصفيته.. وما صفاه.. وانما فتح بعمله هذا على نفسه وقومه ابوابا من الجحيم ادخل نفسه وقومه منها الى جهنم داخرين. ان شارون بعمله هذا تعدى حدود السياسة واثار ضده عواطف الانسانية جمعاء، فليقطف ثمار عنجهيته وغطرسته خزيا في الدنيا وعذابا في الآخرة.==1== كرسيك المتحرك اختصر المدى==0== ==0==وطوى بك الآفاق والأزمانا علمته معنى الإباء فلم يكن==0== ==0==مثل الكراسي الراجفات هوانا معك استلذ الموت صار وفاؤه==0== ==0==مثلا وصار اباؤه عنوانا==2== @ ان رثاء احمد ياسين ليس رثاء فرد تناثرت اشلاؤه بفعل صاروخ مجنون اطلقه مجنون.. انه رثاء امة. امة تكثفت في رأس استقر على جسد ميت تكوم على كرسي متحرك. ان احمد ياسين في فلسطين باق. وفي الامة العربية باق. وفي الامة الاسلامية باق باق في مبادئه وباق في شعاراته وباق في ايمانه وجهاده رغم زواله جسدا. @ احمد ياسين ذهب عن هذه الدنيا التافهة ونال الشهادة التي يطمح اليها ان شاء الله ولكنه ربى جيلا مخلصا لدينه ووطنه وكل هذا الجيل هو احمد ياسين. فكيف بشارون امام هذا الكم الهائل من احمد ياسين الكثر..؟! سيأتي على شارون يوم سيندم على فعلته هذه وسيتمنى انه لم يقترفها. نعم.. سيندم ولات ساعة مندم. وما اصدق العشماوي حين قال: ==1== دمك الزكي هو الينابيع التي==0== ==0==تسقى الجذور وتنعش الأغصانا ستظل نجما في سماء جهادنا==0== ==0==يامقعدا جعل العدو جبانا==2== @ فرحم الله الشيخ احمد ياسين وأسكنه فسيح جناته.