الحكومة الاسرائيلية وجيشها تحاول تطبيق سياسة الابعاد الثلاث (التركيع والتجويع والتطويع) على الشعب الفلسطيني فحاصر, واغلق, ووعد, وتوعد ولكن لم تفلح كل هذه المحاولات فذهبوا لاعمال التصفية الجسدية لرموز هذا الشعب المتماسك الذي لا يقبل العيش بلا كرامة. وقد شاهدنا وشاهد العالم بأسره قبل ايام ارتكاب الجيش الاسرائيلي مجزرة باستخدام طائرات وصواريخ امريكية الصنع كان المستهدف منها شيخا مقعدا على كرسي متحرك لا يتحرك فيه سوى رأسه ويعبر بلسانه الذي أرق الجيش الاسرائيلي لدرجة ارسالهم طائرات حربية لقصفه بصواريخ لاسكاته ليحقق الشيخ امنية كان يرجوها وهي الرحيل من هذه الدنيا الفانية الى الحياة الابدية برتبة شهيد (نسأل الله القبول) ولكي يضخ فينا دماء الاجداد ويعيدنا للتاريخ وقصة اصحاب الاخدود وكيف ضحى الفتى بحياته لايمان الناس عندما دلهم لطريقة مقتله اضافة الى ان حياة الشيخ ومماته تعطينا درسا في الارادة وقوة العزيمة والاصرار الوصول للهدف المنشود من خلال تواصل الاجيال وتعاقبهم وهو الدرس الذي لم يدركه جيش العدو بقيادة رئيسهم شارون معتقدا ان التخلص من شخص سيؤدي لاقفال القضية والوصول لنهاية المطاف وايقاف المسيرة, نعم رحل أحمد ياسين ولكن ترك خلفه الافا من الابطال على شاكلته وتصميمه رباهم وخرجهم قبل خروجهم وقد وحد الشيخ بموته الفصائل الفلسطينية وقد تكاتف الجميع للثأر من قتلته. في حياته وعندما يطل علينا عبر التلفاز احس بمدى الاعاقة التي نعيشها داخلنا مقارنة به على كرسيه المتحرك وهو يتحدث بكل قوة وسمو وانفة وشموخ بكامل ارادته وعزيمته وثقته الكاملة بنفسه وبربه وعدالة قضيته, واحس من الاعماق ان الاعاقة ليست بتعطل جزء او كل الجسد وانما العجز بقتل الروح وعدم وضوح الرؤية وعدم الايمان بالقضية وابقاء الذات حبيسة الخوف والتقوقع. ان استشهاد الشيخ احمد ياسين يجعلنا نفكر بالعبارات التي اطلقها المسؤولون بالدول الراعية للسلام لندرك مدى الجدية والتصميم لتحقيق السلام ومعناه وعلى ضوء ذلك نحدد المسار وكيفية التصدي, وان كنا سنتعامل مع استشهاد الشيخ كما تعاملنا مع استشهاد محمد الدرة فنحن بلاشك سنترحم على باقي الرموز والقيادات في الشعب الفلسطيني.