عزيزي رئيس التحرير في يوم الجمعة 1425/1/21ه، انتقل الى رحمة الله تعالى الاستاذ الفاضل ابراهيم عبدالله المحسن نرجو الله ان يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته. قضى حياته في مجال التعليم، فانعم به من معلم واكرم بها من مهنة، لقد فقدنا اخا كريما وصديقا حميما.. فكم كان صادقا في محبته ووفائه! وكم كان يتحلى بالخلق الرفيع والادب الجم! بهذه الصفات العالية ملك قلوب الجميع من زملاء مهنة واصدقاء ومعارف وجيران. ان الجموع التي شيعت جنازته دليل واضح على عظيم محبتهم له، والمحبة التي تكون خالصة لله فان مردودها نابع من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحينما يتخلق العبد بهذه الطاعة فانها تؤثر تأثيرا ايجابيا على خلقه ونفسيته فينتج عن ذلك الحب الشديد فيما بين الصديقين، ويغذي كل منهما هذه المحبة بالزيارة وسؤال الصديق عن صديقه، والحفاوة وبشاشة الوجه والثبات على ما يعود على الجميع بالنفع والخيرية في الدارين. ان مواقفه الخيرة كثيرة واكتفى بذكر واحد منها هو كما يأتي: ذات مرة مرض احد اصدقائه واحتاج للعلاج في الخارج، ولم يكن يملك المبلغ الذي يساعده على السفر، فأخذ المريض صك بيته الذي لا يملك غيره وأعطاه احد اصدقائه، وقال: توجه للاخ ابراهيم المحسن وقل له: ان صديقك فلان يحتاج الى مبلغ خمسة الاف ريال بغرض العلاج، وحينما جاء الصديق بالصك كرهان في المبلغ وسلمه لإبراهيم اشترط الاخ ابراهيم على حامل الصك ان يتغدى عندة اولا ومن ثم سيعطيه المطلوب، وبعد الغداء سلم الاخ ابراهيم المبلغ المطلوب واعاد الصك مع الصديق ليسلمه للصديق المريض، فسأله لماذا لم تأخذ الصك حتى يعود اليك المبلغ؟ فرد ابراهيم بان المهم قضاء حاجة المريض وانه ليس بحاجة الى الصك كرهان، ودعا للمريض بالشفاء العاجل وقال: اذا سلمه الله وتعافى من مرضه فانه سيرده وفاء جميلا، وان توفاه الله فان المبلغ لم يكن احسن منه وقد برأت ذمته وأبلغه ذلك. انه وفاء نادر، وليس بغريب على المتوفى وأمثاله ان يكونوا عملة عزيزة صعبة في هذا الزمن، وليس لنا ان نقول الا ان يكثر الله من امثاله وان يجعل الجنة مأواه والفردوس مثواه. عبداللطيف سعد العقيل