شموخها كشموخ نخيل الأحساء وعيونها جميلة كعيون المها النجدية و صوتها به كرم ككرم الوادي و أهل نجران بالجنوب وحركتها هادئة كبحر جدة يريد من يعتني به وتفكيرها به عزة أهل الشمال، ومع ذلك فإنها شابة مطلقة . كانت هند في نهاية العشرين من عمرها و تزوجت بعد تأن ٍ وترددٍ رغم كثرة الخاطبين وتنوعهم كانت مدللة أبيها ، تفخر بأهلها وجمالها و تعليمها باستحقاق ، عندما قبلت بصلاح زوجا لم يستغرب أهلها ولا صويحباتها فهو كذلك له مزايا أكرمه الله بها. بعد أن جف عسل الأيام الأولى من الزواج بدأت ملوحة الأيام تظهر على السطح، بدأت تتشاجر مع زوجها يوميا بدأت سهراته اليومية مع «شلته» تؤرق أحلامها و كذلك سفراته للعمل ومع الشلة.. إلخ. فالمرحلة الأولى من زواج هذه الأيام هي من أشق المراحل الزواجية التي تمر بها المرأة و أحيانا الزوج، بعد سنين من الحرية المطلقة والعادات العزابية تريد الزوجة أن تقلب زوجها في أول ليلة إلى زوج على التفصيل (لا يستبعد تأثرها بالمسلسلات) و أكثر من هذا فإن الزوجة قد تصرح وتلمح إلى أن الزوج أصبح «ملكا» لها ، هذه العبودية كما يدركها بعض الشباب في بداية الزواج تشعرهم و إن كان خطأ بأنهم فقدوا حياة الحرية و أنهم «مخنوقون» بقبضة حديدية من الزوجة الجديدة مما يجبرهم بوعي أو بلا وعي على التمرد أكثر في أيام الزواج الأولى لإثبات ذكورتهم حريتهم المسلوبة، هذا العمل يزيد الزوجة إصرارا على الكلام « أنت ملكي» ومن «حقي» أن تعمل كذا وكذا هذه الكلمة ذاتها أحرقت وداعة صلاح و عبر عن ذلك بمخالب جرحت أنوثة هند ، هذه الكلمة هي سبب الصراخ بكل أنواعه والهروب إلى ملجأ الماضي بيت الأب. أحيانا تعنت وجهل وكرامة الأهل تعميهم عما يدور بين الزوجين الجديدين فتأخذهم العزة للمطالبة بالفصال أو أقلها بتصديق البنت والوقوف غريزيا بجانبها ، إن الوسطية مطلوبة في إرشاد وتعقيل الزوجين لتجنب الطلاق المبكر و ما أكثره عندنا . المرأة الذكية تستخدم مخالب أنوثتها (بعد الزواج) لتوقع زوجها تدريجيا في شراك حبها وحضنها على سنة الله ورسوله، تقوم بالتدرج بتغيير بعض عادات الزوج العزابية وتقدم أفضل ما عند الشلة= منافسة شريفة، تقوم الزوجة بالتصريح بسعادتها بما يقوم به الزوج من وقت و أنشطة مشتركة معها لترسخ في عقله بأنها تستمتع بأقل القليل وترحب بالمزيد كما تبتعد الزوجة في هذه الأيام عن نقد الزوج وتوبيخه وإشهار عيوبه العزابية . هذه الخطوات البسيطة مع جرعة صبر ستجعل زوجها أقرب و أقرب لها مع الزمن ستفهم بأن الزوج لها و لا يحب أن يكون تابعا بل سيدا بما شرعه الله وتسمح به شهامته وكرمه وأخلاقه لا مرضا تحكميا بالآخرين سيكون عطاؤه هذا «كالعظم» لبنيان الأسرة الجديدة . موسم الزواجات بات قريبا مع اقتراب الصيف . استشاري علم النفس العيادي و العصبي