نشرنا قبل اسبوعين تحقيقا عن إعلانات بيع الشعر تنشر عبر الصحف , قلنا إن الأمانة الأدبية تحتضر , وقد أوضح لنا العديد من الشعراء تأييدهم لما قلناه , وأبدوا استنكارهم وامتعاضهم أمام هذا الواقع , والكثير منهم كان غير مصدق أن تصل الحال الى هذه الدرجة من التدهور الفكري في نظرتنا للأدب والشعر , اتصلنا ببعض الأخوة الزملاء فجاءت آراؤهم مجمعة على رفضهم القوي بأن يسمح لمرتزقة الشعر بالاعلان بكل حرية عن أنشطتهم المشبوهة : محمد الشرهان - الراوية المعروف : هذه جريمة بحق الأدب الشعبي , وصاحب المال مهما دفع بماله لن يستطيع شراء الشاعرية والاحساس , ودعني أقول لك بأن جمعيات الثقافة لدينا مسئولة عما يتعرض له الشعر الشعبي من سقطات بسبب عدم اهتمامها بأنشطته حتى ظهر لنا هؤلاء الذين يجاهرون ببيع الشعر , وأذكر أنه أحيانا اذا احتاج أحد أن يرثي والده أو والدته أو قريبا يستعين بشاعر آخر على استحياء لتعديل بيت أو بيتين بمعنى ( يرفع معَه خشبة ), أما الآن فالمجاهرون ببيع الشعر وضعوا له تسعيرة ووضعوا له اعلانات مربعة الشكل بصفحة ( المفاتيح الضايعة ) ولا حياء ولا خجل. سعد الجريس - مدير استديو إذاعة الدمام : أنا على قناعة بأن الشاعر الذي يبيع شعره يخرج من ثوبه وأشبهه بمن يبيع أولاده, وأقول لك إن من لديهم الجرأة لممارسة هذا السلوك ليسوا بشعراء حتى وإن كان كلامهم موزونا ومقفى وما يقومون به يفقدهم المصداقية التي هي أهم ما يميز الشاعر الحقيقي , كما أن المجاهرة بهذا السلوك والاعلان عنه والدعاية له عبر الصحف أمر يحيلنا جميعا الى المسئولية الاجتماعية والأدبية التي نشترك فيها جميعا ويحتم على كل واحد منا الوقوف ضد هؤلاء العابثين وضد كل ظاهرة لا تنسجم وقيمنا. سعود الزعبي - شاعر محاورة : السماح باعلانات من هذا الشكل تشجيع على الغش والتدليس , وقد ينتج عنها قبائل من الشعراء المزيفين الذين لا موهبة ولا علم لديهم بحقيقة الشعر , فكل ما فعلوه أنهم دفعوا أموالهم في قصائد مفصلة على حسب الطلب ! وما قمتم به في جريدة ( اليوم ) هو واجبكم الأدبي الذي يجب على الجميع تأديته لمنع سوق مشبوهة مثل سوق القصائد. راشد القناص - شاعر وصحفي بمجلة أصداف : لا يبيع مشاعره الا ضعيف نفس والمشتري كذلك , فالمشاعر لا تباع ولا تشترى , وحقيقة انني أشعر بمرارة أمام هذا الواقع . محمد السعيد - شاعر : الى وقت قريب وأنا أعتقد ان بيع الشعر مجرد إشاعة يتهم بها الشعراء , ليقيني بأن المشاعر لا تباع , ولكن تأكد لي مؤخرا حقيقة هذه الظاهرة وليس أدل على ذلك من الاعلانات التي نراها في الصحف وأشرتم لها في تحقيقكم السابق , لذلك أقول لهؤلاء دعوا الشعر لأهله وما تقومون به مجاهرة بالاثم وغش واضح. سعد الجريس سعود الزعبي