قبل عام كان مزهر العزاوي عقيدا في الجيش العراقي وحاول دون جدوى وقف زحف القوات الامريكية باتجاه بغداد. والان يشعر بالمرارة بعد انضمامه لجيش من العاطلين. قال وهو يتحدث من بيته في بعقوبة على مسافة 65 كيلومترا شمالي بغداد لم تكن لدينا أي فرصة للنصر. كان الجيش منهكا وبعد سنوات من العقوبات لم تكن لدينا أسلحة .. الاسلحة التي كانت لدينا قديمة. ومضى قائلا لا أملك شيئا الان. كل ما افعله هو الجلوس هنا. وعندما لاحت الحرب اعاد العزاوي عائلته الى قريته وانضم لوحدته في الكوت جنوب شرقي بغداد. ومع تقدم الامريكيين تحركت وحدته شيئا فشيئا باتجاه العاصمة. يقول العزاوي (44 سنة) الذي يحمل وجهه ملامح صارمة وشاربا كثا انه كان يتوق الى مواجهة الجنود الامريكيين ولكن لم تكن لديه فرصة للقتال لان الجيش العراقي انهار وسادته الفوضى. واضاف انهمرت القذائف على الحرس الجمهوري. وانتهى بنا الامر في مطار بغداد. كانت المقاومة شرسة ضد الامريكيين ورأيت مقتل عدد كبير منهم. لكنني أدركت اننا لا نستطيع هزيمة قوة عظمى تتسلح بأسلحة متقدمة. وقال العزاوي قادتنا اختفوا بعد يومين أو نحو ذلك.. هربوا. كنا لا حول لنا ولا قوة. كان واجبنا محاربة الكفار لكننا خذلنا. لقد كان العزاوي يستمتع بحياته العسكرية في ظل صدام وسط كل ما كان يحيط بمنصبه من منافع ومميزات. قال كنا نحصل على رواتب مجزية وحوافز سخية ومساكن رخيصة وسيارة. والان ضاعت البلاد ولا أعتقد أن الامريكيين سيرحلون. وفكك بول بريمر رئيس الادارة المدنية بالعراق العام الماضي الجيش العراقي واصاب اكثر من 400 ألف شخص بالبطالة. ويقول مسؤولون أمريكيون ان عددا كبيرا من الضباط السابقين المتذمرين انضموا الى صفوف المقاومة. ورفض العزاوي الاجابة عن سؤال عما اذا كان يريد قتال القوات المحتلة مرة أخرى ولكنه يقول بمرارة انه بعد 24 عاما من العمل في الجيش العراقي والقتال في الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات والاشتراك في غزو الكويت في عامي 1990 و1991 لم يعد لديه المزيد لاثبات ولائه. وبعد احتجاجات عنيفة قام بها ضباط وجنود سابقون العام الماضي وافقت الادارة الامريكية على منح بعض الضباط السابقين معاشا. وقال العزاوي انه يحصل على معاش مقداره مائة ألف دينار عراقي (75 دولارا) شهريا ولكن ولت أيام المنح والسيارات التي كان يحصل عليها العسكريون في عهد صدام ثمنا لولائهم. وقال العزاوي انه يعول ثمانية أطفال. ومضى قائلا صدام ارتكب أخطاء ولكنه كان قويا. ولهذا أحببناه. ولكنه ذهب الان. وبعد أن كان العزاوي مثار خشية من حوله في الماضي بات الان خائفا. يخشى ان يستولي الامريكيون على بيته الكائن بأحد المجمعات العسكرية السابقة وأيضا من كونه ضابطا سابقا في جيش صدام. ويقول وهو يحتضن احد ابنائه بامكان اي جندي سابق لم يكن يحب ضابطه ان يبلغ الامريكيين أن هذا الضابط كان مقربا الى صدام ويعمل الان مع المقاومة فيقبضون عليه. ومضى قائلا اي وضع هذا الذي نعيشه الان. ليس من مصلحتنا اثارة مشاكل اذ ان هذا سينتهي باعتقالنا وترك أهلنا بلا عائل. وقال ان عدة ضباط سابقين قبض عليهم وامضوا شهورا رهن الاعتقال. وكثيرا ما يداهم أفراد من الجيش الامريكي والشرطة العراقية بيته ويفتشونه. وأضاف انه يشعر بالخزي لانه عاطل ولكنه يأبى الانضمام الى الجيش العراقي الجديد الذي تدعمه الولاياتالمتحدة.