قبل أكثر من عام (3/4/1425ه) صدر قرار مجلس الوزراء بتحويل مرجعية كليات المعلمين والمعلمات الإدارية من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة التعليم العالي، ولم أفهم بأنه مجرد تغيير مرجعية إدارية من وزارة إلى أخرى، بما يحمله ذلك من عمل تنظيمي مجهد أثناء فترة الانتقال تلك، بل كنت أرى إيجابية في سعيه إلى تحقيق أهداف نوعية في تطوير تلك الكليات، مثل: ٭ تقليل الهدر الاقتصادي الناتج عن ازدواجية المهام التي تؤديها تلك الكليات مع الكليات التربوية بالجامعات ٭ تطوير الأداء الأكاديمي عبر استفادة كليات المعلمين والمعلمات من الخبرات التي تمتلكها الجامعات في العمل الأكاديمي ٭ تطوير الأداء الإداري عبر إعادة توزيع مرجعية تلك الكليات إدارياً وتجنيبها المركزية التي كانت تتحكم في شؤونها وبينما نحن ننتظر رأي وزارة التعليم العالي في هذا الشأن، التي لا تملك إجابة أكثر من «الأمر تحت الدراسة» و«قريباً سيصدر التنظيم الملائم لوضع هذه الكليات» يروج بعض منسوبي تلك الكليات لفكرة تحويل تلك الكليات إلى جامعة تربوية (انظر حملة مجلة المعرفة التابعة لوزارة التربية والتعليم في هذا الشأن في عددها لشهر جمادى الأخرة، 1226ه، والتي أعادت كثيراً مما تم نشره بهذا الشأن بجريدة الوطن، عن طريق وكيل وزارة التربية والتعليم لكليات المعلمين، والذي يفترض أن يكون بحكم منصبه الإداري المعني بمناقشة هذا الموضوع عبر دوائره الإدارية الرسمية وليس عبر فرض رأيه إعلامياً!). لماذا أعترض على تحويل تلك الكليات إلى جامعة تربوية؟ لأن هذا يعني ببساطة، أننا لن نغير شيئاً في تلك الكليات أكثر من رفع المستوى الإداري لوكالة كليات المعلمين بوزارة التربية والتعليم من وكالة وزارة إلى جامعة، وهذا التحول رغم سهولته الإدارية فإنه لن يضيف الجديد. لقد أشار تحقيق مجلة المعرفة، المشار إليه أعلاه، إلى عدد من الأمثلة العالمية في شان وجود جامعات تربوية، وأنا هنا لا أعترض على وجود جامعات متخصصة، كما حدث في شان وجود جامعة الملك سعود للعلوم الصحية، لكنني لا أتفق مع وجود جامعة تربوية واحدة على مستوى المملكة كما يروج لفكرة الجامعة التربوية. اعتقد انه قد يكون من الأفضل ضم كليات المعلمين والمعلمات إلى الجامعات الأقرب لها، بكل منطقة، وفي حال التوجه نحو إنشاء جامعات تربوية فلتكن جامعات تربوية صغيرة بكل منطقة او في المناطق الكبرى تضم كليات المعلمين، كليات المعلمات وكليات التربية القائمة بالمنطقة، فهذه أجدى من جامعة واحدة على مستوى المملكة.