قرأت قبل يومين خبرا في الصحافة المحلية عن اعتزام مجموعة من المستثمرين البحرينيين والسعوديين إقامة قرية سياحية عالمية في منطقة البديع بتكلفة تبلغ 100 مليون دولار، فتساءلت: كم من المشاريع أعلنت عنها الصحف خلال السنوات العشر الماضية؟ وكم تم تنفيذه منها؟! فلو أننا جمعنا مبالغ الاستثمارات في تلك المشاريع لوجدناها تفوق عشرات المليارات من الدولارات، ولو تم تنفيذ عشرة بالمائة منها فقط لتحولت البحرين إلى جنة من جنات الله على الأرض، لكنها كانت كلها مجرد أحلام صيف.. فما الأسباب؟! لا تلقوا التهم جزافا، بل تساءلوا عن الأسباب (الحقيقية) لخسارتنا مليارات الدولارات من الاستثمارات خلال العقد الماضي ومازلنا.. تساءلوا عن مدى توافر المقومات التي تملكونها في مواجهة منافسة ضارية من دول الجوار.. وفروا البنية التحتية من كهرباء وماء وخدمات، فلن يأتيكم مستثمر لتوقفوا آلات مصنعه بدعوى (صيانة محطة!)، ثم وفروا الأراضي اللازمة للتوسع الصناعي والتجاري والسياحي ، وبعد أن تنجحوا في تحقيق كل تلك المقومات الحيوية لأي بلد يسعى للتنافس على جذب الاستثمارات فتعالوا للتباكي على ما يضيع منها، أما أن تتعالى صيحاتكم على أمر لا تملكون مقومات جذبه وتوطينه أصلا، فتلك والله مصيبة .