مع توالي التقارير الشهرية المخيبة للآمال عن سوق الوظائف تواجه مصداقية الرئيس الامريكي جورج بوش تدقيقا جديدا لكن الرئيس ربما يكون ضحية لقوى اقتصادية تخرج عن سيطرته. وكانت الانباء قد ذكرت ان الاقتصاد انتج 21 الف وظيفة فقط الشهر الماضي هي احدث دليل على ان الاقتصاد العالمي الجديد ربما يعمل بصورة مختلفة عما كان في الماضي. ويبقى النمو الاقتصادي قويا وربحية الشركات مرتفعة والانتاجية تزيد والتضخم منخفضا وكذلك اسعار الفائدة. وفي الماضي كان هذا المزيج من العوامل كافيا لتحقيق نمو قوي لسوق الوظائف.. لكن ذلك لم يحدث في عام 2004 او على الاقل ليس بعد. وقال ديفيد بيردزل الباحث السياسي في احدى جامعات نيويورك من الواضح اننا نواجه نموذجا اقتصاديا جديدا.. وكلما طال ذلك ستكون الحياة اصعب لبوش بينما يواجه انتخابات الثاني من نوفمبر. واضاف: لا يمكنه ان يواصل اصدار تأكيدات تناقضها الحقائق. لن يصغي له الناخبون. ومنذ سريان احدث خفض ضريبي كبير لبوش الصيف الماضي انتج الاقتصاد اقل من 300 الف وظيفة. ومن الواضح ان فشل الاقتصاد في انتاج وظائف جديدة يمثل مفاجأة للبيت الابيض ولكثير من الاقتصاديين على حد سواء. وحتى وقت لا يبعد اكثر من الشهر الماضي تنبأ تقرير اقتصادي للبيت الابيض بأن تكون هناك 6ر2 مليون وظيفة في المتوسط اكثر من العام الماضي. ويبدو الآن ان التوقع كان مغرقا في التفاؤل لكن بوش يواصل تأكيد ان انتعاش سوق الوظائف بات قاب قوسين او ادنى. وقال بوش لدى توقيعه مشروع قانون الخفض الضريبي في 29 مايو الماضي زيادة الاستخدام تحدث تدريجيا لكننا على الطريق الى خلق اكبر للوظائف في مختلف انحاء البلاد. نعرف ان الاعفاء الضريبي سيساعد هذا الاقتصاد لانه فعل ذلك في الماضي. وقد حدث ذلك فعلا لكنه كان قبل الانترنت وغيرها من الفتوحات التكنولوجية التي زادت الانتاجية بصورة مثيرة وسمحت لعمل كان ينجز في السابق محليا فقط بأن ينقل الى المكسيك والصين والهند وفيتنام.. واي مكان من الناحية الفعلية بشبكة تليفونية ذات سرعة عالية. وقال جريج فاليري من شواب ساوندفيو كابيتال ماركتس كانت الادارة متهورة في تعهداتها بنمو الوظائف ويواجه بوش الآن مشكلة مصداقية خطيرة. وقال فاليري انه مثل والده الرئيس السابق جورج بوش الذي فشل في الفوز بولاية ثانية عام 1992 يواجه بوش الابن الآن خطر ان يبدو منفصلا عن الواقع اذا واصل المجادلة بأن الامور تتحسن وان الخفض الضريبي يجدي. واضاف القصة التي تقود كل شيء هي ان الشركات تنجز عملا اكبر بعدد اقل من العمال وان الوظائف تذهب الى الخارج. ويحتاج بوش ان يعترف بذلك على الاقل وان يظهر بعض التعاطف مع الناس المتأثرين بتلك العملية. ويقول محللون ان خطة بوش ربما تكون تغيير الموضوع بعيدا عن الاقتصاد لكن الناخبين يعرفون اين يجب ان يكون التركيز. وقد اظهر استطلاع تلو الآخر لمعهد جون زغبي ان الموضوع الاول هو الوظائف تليها الرعاية الصحية.