ألقى موضوع ما أطلقت عليه الصحافة المصرية "جزيرة الشيطان"الضوء مرة أخرى على فئة ظل الجميع يتجاهلها رغم الاعتراف بخطورتها على أمن أي مجتمع..إنهم المطاريد.. الذين احتموا بالجبال بعيدا عن العيون، يعيشون فيها وربما يموتون فيها..هرباً من الثأر.. أو خوفا من الشرطة.. أو ربما نقمة على المجتمع.فما بالنا إذا كان صعيد مصر، يضيق بساكنيه، ويصبح الوادي شريطا ضيقا تحاصره الصحراء من الجانبين.. شريان الحياة يجري في اتجاه واحد.. لتبدأ الرحلة القاسية، دائما إلى الشمال حيث البحث عن الرزق أو فرصة العمل.. وأحيانا إلى الجبل، حيث الأساطير والرعب واختبار القوة والأسلحة غير المرخصة لمواجهة حياة أصبحت رخيصة وأحيانا لا تساوي شيئاً مقابل رعب انتظار الموت في اليوم ألف مرة..برصاص الملثمين الذين لا يعرفون السعادة إلا عند الأخذ بثأرهم أم برصاص آخر. يبدو أن شهر مارس، أصبح يمثل لدى الكثيرين سقوط الأنظمة الدكتاتورية والعصابات، ففي مثل هذا الشهر من العام الماضي تم اجتياح العراق وسقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، ومثل الأول من مارس 2004 يوم التحرر لاهالي جمهورية النخيلة - بصعيد مصر - من حكم أولاد حنفي الاستبدادي الذي استمر قرابة نصف قرن من الزمن مارسوا خلاله شريعة الغاب، ارتكبوا جميع المحرمات من قتل وسفك دماء، بطش بالأبرياء، خطف للنساء والأطفال والشيوخ، هتك للأعراض، زراعة مخدرات، صناعة أسلحة، تزييف عملات، سطو مسلح على محلات فرض إتاوات. خمسون عاماً تقريباً وامبراطورية الشر تتحدى هيبة الدولة.. خمسون عاماً من البلطجة والاغارة على الاقاليم المجاورة، واعتراض حركة القطارات وقطع الطريق البري القاهرة/ اسوان.. خمسون عاماً من الابتزاز وممارسة الضغوط على الاجهزة الامنية المصرية للاستجابة لمطالبهم الهمجية. اسطورة من اساطير التاريخ الارهابي، بطلها وحش آدمي لم يتورع عن نشر الإتاوة والإجرام وفرض سطوته بالقوة على المظلومين من العباد والبسطاء. انه عزت محمد محمد حنفي وشهرته عزت حنفي 43 عاماً وحاصل على مؤهل فوق المتوسط، اعتمد على المطاريد الذين جمعهم من جبال الصعيد وفتح ابوابه لايواء القتلة والسفاحين للاستعانة بهم في تنفيذ مخططاته. هذه الاحداث كانت مادة دسمة فتحت شهية وسائل الاعلام والفضائيات التي تنافست فيما بينها لنقل الاحداث من ارض الواقع لرسم الصورة الحقيقية للرأي العام للوقوف على اليد الخفية والمسئول الاول عن استفحال خطر هذه العناصر الخارجة على النظام العام للدولة وتشهر عصيانها.. "اليوم" كانت الصحيفة العربية الوحيدة وربما المنفردة من دون جميع الصحف والفضائيات بالنسبة لدخول منزل زعيم امبراطورية الشر عزت حنفي رصدت وسجلت صورة حية لعالم هذا الشاب المجنون بعظمة الغطرسة. رحلة الى قلب الصعيد صباح يوم الاثنين الاول من مارس قررت الذهاب الى هذا العالم الذي اسمع عنه الحكايات التي تجاوزت سيناريوهات افلام هوليود والكاوبوي، بل تفوقت على الافلام الهندية دولة داخل دولة تنام في حضن الصعيد اعتادت آذاننا على ان تسمع نوادر المطاريد في ممرات وكهوف الجبال لكن الآن اصبح هؤلاء يسيطرون على القرى ويتحكمون في الطرق الرئيسية للدولة. وبينما انا في طريقي لاعداد حقيبة السفر، كانت وكالات الانباء تتناقل نبأ استسلام الامبراطور ومعه 35 من اعوانه واطلاق سراح جميع الرهائن بدون اصابات، وبقدر ذهولي من التغيرات المفاجئة في عجلة الاحداث بقدر ما ازداد اللغز تعقيداً في تصوري ربما لم يكن اقل قدراً مما سارت عليه هذه "الجمهورية" بدون رقابة او مساءلة.. فكيف قبل الامبراطور عزت الاستسلام وهو الذي اقسم بالا يخرج من حصنه الا جثة هامدة.. لذلك لم يكن بد سوى استكمال مسيرة السفر الى موقع الاحداث بحثاً عن حل للنهاية المفاجئة للاحداث الدامية. وانطلقت في سيارة ميكروباص الى محافظة اسيوط على بعد 350 كم جنوبالقاهرة بقلب الصعيد ومنها اخذت تاكسي لمدينة ابو تيج التي تبعد حوالي 30 كم عن المحافظة ولم يفصلني عن النخيلة مركز الاحداث سوى 3 كم تقريباً. في الساعات الاولى من الصباح توجهت "اليوم" الى قائد قطاع قوات امن الجنوب للحصول على تصريح بالدخول الى القرية لرصد عمليات التمشيط والتطهير التي تقوم بها القوات الخاصة ورجال المباحث، الا انه رفض بحجة الخوف من أي مخاطر محتملة، ولم يكن سبيل امامي سوى ترك القائد والمغامرة، واستعنت بأحد ابناء ابو تيج الذي اصطحبني عبر احدى الثغرات لاختراق الطوق الامني ولكنه سرعان ما انصرف عني عائداً خشية ان يتعرف عليه احد ويصل امره لاعوان الإمبراطور ويتم التنكيل به وبأسرته لاحقاً هذه الكلمات التي قالها الرجل استوقفتني، اذا كان بيان الداخلية اعلن تمكن قواته من القبض على زعيم العصابة وعدد كبير من اعوانه والسيطرة على الموقف وفي طريقهم الى عملية التمشيط والتطهير الشاملة، فلماذا هذا الهلع والرعب الذي عليه الرجل؟ وهل يعني كلام الرجل ان امبراطورية الشر ما زالت قائمة رغم كل التجهيزات الامنية. اللغز الكبير لماذا استسلم الامبراطور عزت؟ ولماذا اطلق سراح الرهائن؟ اسئلة كثيرة تدفقت كالسيل العارم على بساط ذهني عقب حديث الدليل.. اقتربت من احد الاشخاص الذي كان يفتح بابه على استحياء ليرصد الاجواء من حوله ومصفحات الامن تأخذ طريقها الى داخل القرية، وما ان اقتربت منه حتى بدأ لون وجهه يتغير، قدمت له نفسي فقال "اعمل معروف اتركنا في حالنا انا صاحب عيال عايز اربيهم واسترهم" عبثاً حاولت التقاط بعض الصور له ولكنه توسل لي الا التقط له او لمنزله أي صور ولم تفلح محاولاتي في تهدئة روعه بأن زعيم العصابة استسلم واعوانه وامبراطوريته سقطت، وبعفوية صرخ في وجهي "تمثيلية يا بيه.. عزت مين اللي استسلم ده اتفاق بين الحكومة وبين عزت مقابل تسليم الرهائن وتحسين صورة موقف الداخلية التي وقعت تحت ضغط الرأي العام، واللي يثبت ويؤكد لك كلامي خليهم لو كانوا صادقين يتوجهوا بقواتهم الى اعماق الجزيرة ويذهبوا لقصر زقلمة مركز عمليات انصار الامبراطور.. يا بيه هناك المئات من اسطوانات الغاز فوق اشجار النخيل لم يتم تفجير سوى قرابة العشرين منها وهناك ترسانة من المتفجرات والاسلحة الاتوماتيكية داخل وخارج وحول قصر زقلمة في حالة استعداد لتفحيم القرية ومن فيها ومن يفكر في المغامرة والاقتراب من محاصرة القصر".. وبصوت مرتعد واكثر توسلاً قال الرجل "يا بيه سيبنا في حالنا وابعد عن بيتنا".. واغلق الرجل بابه في وجهي، وفي الخلف وجدت رجلا ابديت رغبتي في الحديث معه، فقدم الي نفسه بانه كان مدير انتاج سابقا في مصنع اسمنت اسيوط وقال "انا من عائلة سباق"، وسألته عما اخرجه من بيته.. فقال :هذا يوم التحرر من الغطرسة والعبودية والخلاص من قهر الظلم والاستبداد.. هذا يوم للقصاص من الشر.. فكم قاست القرية واهلها من هؤلاء المجرمين وزعيمهم وكم ازهقت ارواح ضحايا على ايديهم ان تاريخهم الاجرامي في سفك الدماء ضارب بجذوره في اعماق التاريخ منذ اجدادهم ففي النصف الثاني من عقد الستينات من القرن الماضي وبالتحديد في 1967 قامت عائلة شمشون العصر امبراطور الشر عزت بقتل سبعة من عائلة الجعافرة حرقاً وتفحيمهم داخل وابور طحين، بعدما احضروا الحطب بالجمال وحجزوا الضحايا داخل المبنى ثم اشعلوا النيران.. ومن بعد هذه المأساة اللاانسانية اصطدموا مع عائلة القواسم وقتلوا منها المهندس علي مصطفى مدير قطاع الزراعة بمدينة ابو تيج ومن بعد قتلوا رجلا آخر من عائلة القواسم ومثلوا بجثث اطفاله واستولوا على قطعة ارض متاخمة لارضهم، وكان آخر ضحاياهم من هذه العائلة التربص بعلي عبد الله امام مسجد القرية عقب خروجه من صلاة الجمعة وتمزيق جثته الى اشلاء امام مرأى ومسمع من جموع ابناء القرية. وبعد القواسم اشتبكوا مع عائلة الشوادلية فقتلوا منهم من قتلوا واغتصبوا منهم اكثر من ثلاثين فداناً ومن بين ضحاياهم طالب في كلية الحقوق.. ومن بعد القواسم اصطدموا مع عائلة بسيطة تسمى بالسواد قتلوا رب الاسرة احمد واختطفوا اخته لمجرد ان ابن الاسرة كان يصطاد في نهر النيل امام مزارع مخدراتهم ورفض الانصياع لاوامرهم بعدم نزول نهر النيل فكان جزاؤه واسرته بالكامل هذا المصير المأساوي.. ومن بعد هؤلاء قاموا بقتل رجل اسمه زهيان مرزوق زهيان لمجرد اعتراضه على التنازل عن ارضه التي تبلغ خمسة افدنة لهم. واخيراً ارادوا الاعتداء علينا ومحاولة الاستحواذ على ارضنا التي تبلغ مساحتها 25 فدانا فضلاً عن محاولات دنيئة للاحتكاك بنسائنا وبناتنا لاغتصابهن ولكون عائلتنا حرة واصيلة ابت الصمت على أي محاولة رخيصة لتلطيخ شرفها مقدمة ارواحها في الدفاع عن عرضها وكرامتها وكان الثمن قتل تسعة من عائلتنا واختطاف امرأة تقترب من عقد الستينات ومريضة بالسكر. ويضيف مرزوق سباق ابن عمه قائلاً ان اولاد حنفي كانوا دائماً يبتزونه عن طريق الحصول على بضائع متجره دون دفع مقابل، وعندما ضاق الحال بالرجل وزادت ديونه لتجار الجملة وفكر في الاعتراض على هذا الابتزاز كان مصيره التأديب بالفلكة، ولكبر سنه شاطت عائلته غيظاً ووصلت حرارة انفاسها الى اذن الامبراطور وكان مصير ذلك نهر من الدماء سبحت فيه ارواح ضحايا عائلة سباق كل ذلك ولن نجد احد ينقذنا من هذا السفاح لانه لم يكن هناك احد يجرؤ على مجرد النطق بالشهادة فالجميع في القرية يسيرون على ما شرعه لهم الطاغية "لا اسمع لا ارى لا اتكلم". وتتدخل زوجة مرزوق في الحديث قائلة "الناس دي ظالمة ومفترية ودائماً يرددون بأن ربنا فوق وهم تحت ولا يخشون أي قوة مهما كانت فهم حكومة القرية، لدرجة اننا عندما اتهمنا علاء حنفي بخطف بنت عمي وزوجة شقيق زوجي وتم اعتقاله من قبل الاجهزة الامنية، قام اولاد حنفي باختطاف بعض الرهائن وقطع الطريق السريع القاهرةاسوان واجبروا الحكومة على اطلاق سراح ابنهم والا قتلوا جميع الرهائن واستمروا في زعزعة الامن على الطريق". رضيع رهينة عاش رهائن امبراطور النخيلة 7 ليال حالكة بين الذل والضرب والهوان والتعذيب لاجبارهم على الجلوس كدروع بشرية امام اكثر من 50 سيارة مصفحة وحماية ال حنفي من وابل رصاص الشرطة.. وتحت نيران المعارك قضى هؤلاء أسوأ ايامهم بعد اجبارهم على التخلي عن مساكنهم واقتيادهم الى قلب المعارك واحتجازهم في غرفة واحدة لا تزيد مساحتها على 15 متراً وعددهم 47 رهينة واجبارهم على اقتلاع البانجو والافيون من الارض ليلاً ونهاراً والقائه في النيل وقيام النساء بخدمة المجرمين اثناء المعارك واهانتهن وضربهن ووضعهن في الغرفة دون طعام او شراب وفي ظلام دامس طوال تلك الليالي وتهديدهن بالقتل في حالة الاعتراض وقد عاش الرهائن اللحظات الاخيرة لسقوط الامبراطور والمشاجرات التي وقعت بين افراد العصابة وهروب بعضهم من المواجهة، ولحظة هروبهم وسط طلقات الرصاص من منزل احد الاشقياء وسيرهم على الاقدام اكثر من 2 كيلو رافعين ايديهم واطفالهم والراية البيضاء لقوات الشرطة لانقاذهم من وابل الرصاص. لقاء مع الرهائن والتقينا ببعض الرهائن فعرفتنا بنفسها نادية محمد احمد وطفلها الرضيع الذي لم يتجاوز عمره الشهور السبعة فحاولنا التعرف منها عن اللحظات التي قضتها مع الرهائن فقالت يا بوي كانت اياما سوداء لم نجد ما نأكله واطفالنا وكنا اكثر من ثلاثين فردا في الغرفة الواحدة لدرجة تكون اشد قسوة من الزنزانة التي نسمع عنها وكاد اطفالنا يموتون جوعاً وعطشاً وعشنا فقط على المش والبلح ومن حين لآخر كان اعوان عزت يهددوننا بالصمت والا اطلقوا علينا نيرانهم او فجروا فينا اسطوانة غاز. لحظات من الرعب لم تنته قضيناها. اما صابر فتحي الذي يبلغ من العمر اربعة عشر عاماً فكان ومعه بقية الشباب يخرجون منذ الساعات الاولى للصباح وحتى غروب الشمس يقومون تحت تهديد السلاح باقتلاع اشجار المخدرات وحملها حتى النيل لالقائها فيه.. يوم كامل تحت حرارة الشمس بدون طعام او شربة ماء.. ايام من السخرة قضاها هؤلاء الشباب اشد قسوة من عصور الاستعمار. وتحكي الطفلة اسماء خليفة 10 سنوات: ان العصابة طرقت الباب في منتصف الليل وقام احدهم بضربي بعصا حتى اصحو من النوم وقاموا باجبار اخي على الخروج معنا دون ان نرتدي باقي ملابسنا وخرجنا سيراً على الاقدام في الظلام والبرد ودخلنا غرفة صغيرة وتركونا على البلاط ننام.. ولم يقدموا لنا أي طعام الا قليلاً جداً.. وبملابس النوم اخرجونا الى الزراعة للعمل وخلع اشجار البانجو وعندما ينام احد او يطلب الجلوس في المنزل او يقول انه لا يعرف كيفية خلع الاشجار يتم ضربه بالحذاء وحتى السيدة العجوز اجبروها على العمل في الزراعة وكنا نقضي حاجتنا في ا لنيل اثناء العمل ليلاً ونهاراً قبل ان تدخل الحكومة.. وقالوا لنا احنا لا يمكن نموت قبل ان تموتوا امامنا وسوف نضعكم امام مدافع الشرطة في الصباح ولكن الحمد لله الحكومة حررتنا من العصابة وياريت تكون الحكومة موجودة دائماً في الجزيرة علشان العصابة تخاف ترجع لنا تاني. وتضيف صفاء امام 8 سنوات في الصف الثالث الابتدئي: انا كنت نايمة لما حضرت العصابة وضربوني حتى اصحو من النوم.. وقمت مفزوعة وطلبت منهم ان آخذ الشبشب فرفضوا وسألوا امي عن والدي قالت لهم مش موجود وهو كان في الدور الثاني واجبرونا على الخروج معهم وطلبت امي بطانية لنا علشان البرد رفضوا وعشنا معهم منذ يوم الثلاثاء قبل الماضي تحت تهديد السلاح ووسط طلقات الرصاص المستمرة. وروت وفاء علي احمد تفاصيل بشعة عن عملية الاحتجاز قالت: فوجئنا يوم الثلاثاء قبل الماضي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بمجموعة من الملثمين كسروا باب منزلنا الذي يقع في شارع النيل بقلعة البلح وانتشروا في المنزل وايقظوا كل من فيه وامسكوا النساء من شعورهن واقتادوا الجميع تحت تهديد الاسلحة النارية والضرب والاهانة وساروا بنا في طريق مظلم وسط الزراعات وكنا نسمع طلقات الرصاص التي كانت تطلقها اجهزة الامن من الناحية الاخرى للجزيرة وانحرفوا بنا الى الزراعات وفوجئنا بمجموعة كبيرة منهم معهم مجموعة اخرى من الرهائن وكانوا جميعاً يحملون اجهزة المحمول وذهبوا بنا الى فيلا حمدي اخو عزت وكانت مليئة بالكلاب ووضعونا في حجرة مغلقة مظلمة. واضافت: انهم كانوا يحضرون لنا وجبة واحدة فقط اما صباحاً او ظهراً او مساء وكانت عبارة عن خبز وقليل من الفول المدمس او الجبنة او العدس او البصارة، واضافت: ان بعض الرهائن كانوا مرضى بالسكر واصيبوا بحالات اغماء وبعض المجرمين يقدمون لهم الافيون ويجبرونهم على وضعه في افواههم لانه العلاج الوحيد المسكن للالم. وهناك آخرون يعانون من امراض صدر واصيبوا بضيق في التنفس وعن المجرمين قالت انهم كانوا يدخلون اليهم من وقت لآخر. ويؤكدون اننا سنموت لا محالة واضافت انهم اخرجوا النساء والرجال واجبروهم على جمع زراعات البانجو من الارض ونقلوه في سيارات كما كانوا يدخنون البانجو ويأكلون الافيون بصفة مستمرة كل ذلك وطلقات الرصاص مستمرة من الجانبين وكانوا يخرجون لتفجير الانابيب ثم يعودون. واكدت ان المجرمين كانوا يحملون قنابل في ايديهم وقالت: ان الشرطة ضيقت الخناق عليهم فاحضروا لنا تليفونات محمولة وطلبوا منا التحدث مع اسرنا حتى يخبروا الامن بأننا محتجزون.. وأضافت ان حمدي اتصل بقيادة أمنية واخبره بأنه يحتجز آلاف الرهائن وانه على استعداد لقتلهم اذا اقتحموا الجزيرة. واستطردت قائلة: ان المجرمين كانوا يخرجون لاطلاق النار على القطارات او لمقاومة اجهزة الامن وكانوا يعودون في سعادة بالغة واكدت ان الخلافات دبت بينهم وكانوا يتشاجرون دائماً بسبب هروب بعض اعوانهم بعد تظاهرهم بالخروج لشراء طعام واشارت الى ان المجرمين كانوا يحضرون علب السمن ويضعون بها قطعاً من القماش ويملأونها بالجاز لاستخدامها في الرؤية ليلاً. وعن كيفية الخروج قالت: ان الشرطة قصفت المنزل وهدمت البرج الذي كان يعلوه وسقط احد المجرمين قتيلاً من فوقه وفوجئنا بسيدة تنزل من الطابق العلوي وهي شابة رأيناها واسمها رابعة وكانت تصرخ وتقول الحكومة "هتموتنا" اخرجوا بسرعة وسمعنا صراخ زوجاتهم وبناتهم وهم يهربون من المنزل وتوجهنا الى حظيرة المواشي وخرجنا من الخلف مع البهائم وفوجئنا بواحد منهم مقتول على الارض وغرقان في الدم وبجواره رجل يبكي وفوجئنا به يقف ويقول: انا لا زم اقتلكم زي ما قتلوا ابني فاسرعنا بالفرار من طريق وسط الزراعات وكان به حفر وفي كل حفرة انبوبة بوتاجاز. اعمال قرصنة اما جلال محمد ابو زيد رئيس محطة محولات الكهرباء بالنخيلة فيقول كنا دائماً تحت تهديد سلاح اولاد حنفي وكثيراً ما كنا محل استهدافهم كورقة ضغط على الحكومة في تنفيذ مطالبهم اما اذا حدث عطل مفاجئ في المحطة وانقطع التيار الكهربائي فنجدهم يقتحمون علينا المحطة ويعتدون علينا ويهددون باحراق المحطة بنا ما لم يصلح العطل فوراً هكذا كانت حياتنا تحت حكم اولاد حنفي. هل ستعود أراضينا المسلوبة؟! عادت الحياة الى طبيعتها في كل من قرية النخيلة ومدينة ابو تيج فقد عاد التلاميذ الى مدارسهم واكتملت الفصول بالطلاب في مدارس قرية النخيلة الابتدائية والاعدادية والثانوية والمعهد الازهري وفتح الناس محالهم التجارية وعاد السوق التجاري في مدينة ابو تيج الى طبيعته واستأنف الموظفون والعاملون من قرية النخيلة في مدينة ابو تيج عملهم. محرر (اليوم) وسط الاهالي عائلة احتمت بسيارات الشرطة