دافع المغرب عن اتفاق التجارة الحرة الذي أبرمه مع الولاياتالمتحدة وقال انه يتيح معاملة تفضيلية تأخذ المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها المملكة في الاعتبار. ونحى الطيب الفاسي الفهري كبير المفاوضين المغاربة جانبا المخاوف التي أبداها رجال أعمال محليون ازاء الصفقة التي أعلنت يوم الثلاثاء من أن تهدد الاقتصاد الذي يعتمد على النشاط الزراعي. وقال الفهري ان الاتفاق يأخذ في الحسبان الحقائق الاجتماعية والاقتصادية في المغرب خاصة الزراعة. ويعتبر القطاع الزراعي أكثر القطاعات حساسية في الاقتصاد لانه يوظف 40 في المائة من مجموع العاملين لكنه يسهم بنسبة 15 في المائة فقط في الناتج المحلي الاجمالي البالغ 5ر47 مليار دولار. والمغرب من الدول الرئيسية المستوردة للحبوب كما أن الناتج الزراعي يرتبط ارتباطا شديدا بتقلبات الاحوال الجوية. وأدى ذلك الى ظهور مخاوف من أن يهدد الاتفاق أرزاق المزارعين المحليين ويفاقم المشاكل الاجتماعية في البلاد. وقال الفهري انه تم الاتفاق على تحرير المنتجات الحساسة في القطاع الزراعي بما فيها القمح بالتدريج وبصورة محكومة. وأضاف أنه بناء على المحصول المحلي سيحدد المغرب حصصا سنوية لاستيراد الحبوب من الولاياتالمتحدة للحفاظ على دخل المزارعين. وسيسمح هذا للمصدرين الامريكيين بالتنافس على قدم المساواة مع المصدرين من دول الاتحاد الاوروبي. ويمثل الاتحاد الاوروبي نحو 70 في المائة من التجارة الخارجية للمغرب مقابل 5ر3 في المائة فقط للولايات المتحدة. وبحلول عام 2012 سيلغي الاتحاد الاوروبي الحواجز التجارية في تعاملاته مع المغرب في اطار سياسة تدريجية لالغاء الرسوم الجمركية. وقال الفهري ان الاتفاق لن يضر بشركات الادوية التي تمثل خمس النشاط في السوق المحلية للادوية. وأوضح أنه بمقتضي الاتفاق ستضطر شركات الادوية للالتزام التزاما دقيقا بدءا من ينايرالمقبل بقواعد منظمة التجارة العالمية التي تنص على حماية براءات الابتكار لمدة 20 عاما قبل أن تتمكن من تصنيع الادوية بأسعار رخيصة. وأضاف أن فترة الحماية قد تمتد ثلاث سنوات عندما يؤدي تعديل في التركيب الكيميائي للدواء الى اكتسابه خصائص علاجية جديدة أو خمس سنوات لحماية بيانات الاختبار والاسرار التجارية للادوية المسجلة. وتابع أن بوسع المغرب التحرر من هذا البند في حالات الطوارئ مثل انتشار أوبئة كمرض الايدز أو الملاريا.