باشر وزراء التجارة في ثلاثين دولة صباح امس السبت في شرم الشيخ في مصر مباحثات غير رسمية في محاولة لتذليل الخلافات حول الملف الزراعي، وذلك في اطار الاستعدادات للاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في سبتمبر في مدينة كانكون المكسيكية والذي سيعيد النظر في تطبيق جولة المفاوضات التجارية (الجات) التي تمتد على ثلاث سنوات بدأت في الدوحة في نوفمبر 2001. وحذر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية سوباتشاي بانشباكي الوزراء من ان الوقت يضيق امام ايجاد حل لخلافاتهم حول هذا الملف حيث لم تتغير المواقف منذ اجتماع سدني في نوفمبر العام الماضي، كما اكد المتحدث باسمه كيث روكويل للصحافيين. وكان سوباتشاي اعلن للصحافيين لدى وصوله الى منتجع شرم الشيخ ان عدم القدرة على الاتفاق لا تعني انه لن يكون هناك تقدم. وياتي اجتماع شرم الشيخ في الوقت الذي تلقي فيه الولاياتالمتحدة على الاتحاد الاوروبي مسؤولية وصول مفاوضات منظمة التجارة العالمية الى طريق مسدود، معتبرة أن اصلاح برنامج المساعدات المقدمة الى المزارعين الاوروبيين يشكل مفتاح التوصل الى اتفاق. وقال روبرت زويليك الممثل التجاري الامريكي في بيان: فيما نناقش سبل دفع المفاوضات قدما .. بات من الواضح ان تحركنا الى الامام او عدم التحرك يتوقف بدرجة كبيرة على الاتحاد الاوروبي. وفشل وزراء الزراعة في دول الاتحاد الاوروبي ال 15 مرة اخرى في ايجاد تسوية حول اصلاح سياستهم الزراعية المشتركة الخميس في لوكسمبورغ. وسيجتمعون مجددا الاربعاء المقبل في محاولة لحلحلة الوضع. وأعلنت ارانشا غونزاليس المتحدثة باسم المفوض الاوروبي المكلف شؤون التجارة باسكال لامي، أن الكرة باتت الان في ملعب اعضاء الاتحاد الاوروبي، مضيفة ان الجو ليس عدائيا جدا حيال الاتحاد الاوروبي. واعتبر وزير التجارة الخارجية المصري يوسف بطرس غالي الجمعة ان الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية يتمتعون بحسن النية الضرورية لانقاذ جولة مفاوضات الدوحة من الانهيار. وتتمحور المناقشات حول طريقة تجاوز الخلافات المتعلقة خصوصا بمسائل الصادرات الزراعية والادوية المباعة باسعار متدنية. وحذر الوزير المصري قائلا اذا لم يتحقق اي تقدم بشأن الزراعة، فسيولد ذلك مشاكل جوهرية على مستوى كل الملفات الاخرى. وقال روكويل ان بانشباكي حث الدول على التطرق الى قضايا مثل دمج المخاوف البيئية ضمن المسائل التجارية والى وضع نظام لتوفير حماية لنوعيات معينة معروفة من الاغذية. واعرب عن قلقه البالغ بشأن وضع محادثات رئيسية بشأن فتح سوق السلع الزراعية العالمية البالغ حجمه 500 مليار دولار مع عدم احراز اي تقدم في المحادثات. وقال انه طالما ان الزراعة محور رئيسي فتلك ليست انباء طيبة لبقية الجولة. والمسالة بالغة الصعوبة بالنسبة للاتحاد الاوروبي الذي يقدم دعما ضخما لمزارعيه لكن دول مصدرة للمنتجات الزراعية مثل كندا واستراليا اضافة الى الدول النامية تريد تحركا من جانب اوروبا واليابان من اجل الموافقة على تحرير ميادين اخرى. واضافة الى قضية اصلاح القطاع الزراعي الصعبة يناقش وزراء التجارة العديد من القضايا المتعثرة مثل الاتفاق على سبيل تصل في اطاره الدول الفقيرة لادوية مهمة لانقاذ حياة مواطنيها المصابين بامراض خطيرة من خلال نظام ترفع في اطاره لوائح براءات الاختراع والعلامات التجارية. وتحاول المنظمة وضع نظام ترفع في اطاره هذه اللوائح لاتاحة الفرصة للدول الفقيرة التي لا تملك صناعة ادوية للحصول على ادوية رخيصة لا تحمل عادة العلامة التجارية الاصلية لصاحب البراءة لعلاج امراض مثل الايدز والسل (الدرن) والملاريا. الا ان الولاياتالمتحدة قد تواجه انتقادات خلال الاجتماع لرفضها اتفاقا يتعلق بالادوية قبلته جميع الدول الاخري اذ تخشى صناعة الادوية الامريكية القوية أن يؤدي هذا لاطلاق يد المنتجين في الدول النامية لطرح ادوية لا تحمل العلامة التجارية الاصلية وتسرق منها حصة في السوق. وقال وزير الاقتصاد السويسري جوزيف ديس الذي تملك بلاده صناعة دواء ضخمة: اعتقد ان من الضروري حل المشكلة بالنسبة للدول النامية والدول الاكثر فقرا ومنحها فرصة لمكافحة هذه الامراض. وبشأن الادوية المتدنية الاسعار، قال وزير التجارة الخارجية المصري: علينا ان نتاكد من ان الناس (في الدول النامية) تحصل على الادوية التي تحتاجها لمعالجة الاوبئة والامراض المتفشية باسعار معقولة. وتهدف جولة مفاوضات الدوحة الى التوصل الى مقاربة اكثر انصافا للمبادلات التجارية بين الدول المتطورة والدول النامية. الا ان الدول التي اطلقت هذه الجولة لم تتوصل حتى الان الى التفاهم على وسائل ازالة الحواجز الجمركية من الان وحتى الموعد المحدد في نهاية العام 2004.