عندما يعبر الانسان عباب بحر الأيام بحلوها ومرها وشخوصها ويقف بنظرة تأمل بعد استراحة التقاعد عن العمل يمر بشريط الذكريات يسترجع مافيه من احداث واناس تشعبت بهم المسافات فمنهم الوزير والاستاذ الجامعي والطبيب والمعلم والتاجر وآخرون الله اعلم بهم اليوم كل هؤلاء لهم في مخيلتهم من المربين مداد من نور او ذكرى لاتنسى. الاستاذ حمد ابو علي عرفناه مديرا في متوسطة الجفر عندما كنا طلابه وهو يعلمنا مادة التعبير ويدفعنا للجرأة التي تبني شخصية الطالب وان كان بعض مديري المدارس يخافون من يتمتع بها من طلابهم. ومن حسن الطالع ان استمر الاستاذ حمد معنا كوكيل ومدير في ثانوية الاحساء بالهفوف الوحيدة في ذلك الوقت. كان النشاط حينها متألقا في الثقافة والرياضة بين الفصول وكذلك الاذاعة المدرسية التي كانت منبرا حرا للدفاع عن الاقسام العلمية والادبية كل في يومه المخصص. ويجدر بي ان اتحدث عن الاستاذ ابو علي الانسان نعم كان ابو احمد على الرغم من مماحكاته اللفظية وتعليقاته المتكررة على القرى ومقارنتها بالمدن وسماعه لردنا المتكرر دون مجاملة الا اننا نحبه ونحب مماحكاته اللطيفة التي لم تخرج من نظرة متعالية ولكنها تحفيز للرد من موقع الانتماء. نعم حمد ابوعلي مدرسة سلوكية متحركة لم تزدها السنين الا صبرا وجلدا وعبورا الى الاشراق من خلال امتداد مشرف تمثل في ابنائه الاستاذ احمد ابو علي الذي يخجلك تواضعه رغم ما ذاع له من صوت وعمل خيري متميز وكذلك اخوته الاعزاء الذين يبرهنون ان الاستاذ حمد احسن التربية لهم كما لم يبخل بها على طلابه من قبل، تحية اكبار لك استاذنا الجليل فلك دائما في نفوسنا مودة. رسالة: لو فكر كل المديرين في ان الذكر الحسن هو تجارة الاحسان في الحياة المدفوعة الاجر في الآخرة لغير كثير منهم مسلكهم من اجل انفسهم وليس من اجل الناس.