عندما تشاهد برامج التلفاز وتتنقل عبر قنواته الفضائية العربية من شرقها الى غربها لتتابع برنامجا مفيدا يتبادر الى ذهنك سؤال هل نحن مستهدفون بهذا الاعلام ام ان العصر تغير ويجب علينا ان نساير هذا التغير! ام ان ذلك يصنف كنوع من الغزو الفكري؟ نحن جميعا نتفق على ان الغزو الفكري قد يأتي من اشخاص غرباء عن مجتمعنا فكرا وعقائد وثقافة ومن السهل رصد تلك الظاهرة من اللحظة الاولى ولكن مانتعرض له هو غسيل دماغ جماعي لانه مدعوم من ابناء الوطن العربي وهنا يجب ان نتوقف ونفكر بما يجري حولنا واسباب ذلك وهل مايحصل هو الرغبة بتحقيق الربحية المادية ولا يهم مايقدم من سموم وافكار ومناسبتها لمجتمعنا من عدمه ام ان هناك رغبة اكيدة لغرس عادات وقيم دخيلة علينا لتغريبنا ام ان هناك اسبابا اخرى لانعلمها او لاندركها في المستقبل المنظور وهل القائمون على ذلك يشكلون شريحة تحمل معاول هدم في كيان الامة الاسلامية والعربية، والا لماذا هذا الكم الهائل من القنوات (التجارية) الفضائية العربية التي لارقيب عليها او حسيب وليس لديها سقف او معيار لحدود الادب والاخلاق وكأننا مجتمع بلا عادات او تقاليد مما يجعل الطفل اليوم يعاني من ازدواجية بين مايغرس في اطار المنزل والمدرسة وما يقدم على القنوات الفضائية بالرغم من وجود الرقابة والتثقيف والطوفان العارم من اللااخلاقيات تجعل الشخص يخاف على الاجيال القادمة وقضايانا العربية العادلة (الان) واذا ما استمر الوضع كما هو عليه فاننا بلا شك نسلم جميع قضايانا ومجتمعنا للتغريب فهل ننتبه لذلك قبل فوات الاوان؟ ولا ينصب اللوم فقط على اصحاب رؤوس الاموال المستثمرين في هذا المجال وانما نحن جميعا نشاركهم المسئولية فهذا الكم الهائل من المكالمات والمشاركات عبر الهاتف او رسائل الجوال تجعلهم يستمرون في مشاريعهم التغريبية (بقصد او من غير قصد) ولعل المتابع لقنوات الطرب واستار اكاديمي والاخ الاكبر ومحطات التبشير العربية يفهم المقصود. ختاما: اليوم هو العاشر من محرم يوم انقذ الله سبحانه وتعالى فيه موسى من فرعون فهل نجعله بداية انقاذ لامة محمد (صلى الله عليه وسلم) من هذه الافكار؟!