خبر رئيس الوزراء توني بلير البرلمان يوم أمس الاول أن بريطانيا تجري محادثات مع تنزانيا بشأن النظر في طلبات اللجوء إلى بريطانيا قبل السماح بمقدم اللاجئين إليها. وأكد مكتب بلير في وقت لاحق أن هناك مناقشات جارية مع تنزانيا وبلد إفريقي آخر لم يذكر اسمه، إلا أن اللاجئين محل النقاش يعتقد بأنهم سيأتون من الصومال. وقال بلير "إننا نتفاوض مع الحكومة التنزانية بشأن سبل النظر في طلبات اللجوء في أقرب مكان ممكن من بلد منشأ اللاجئين". وكان العام الماضي شهد إقبالا مرتفعا للصوماليين للتقدم بطلبات اللجوء إلى بريطانيا مقارنة بأي جنسية أخرى. من جانبها اتهمت المعارضة المحافظة الحكومة "بالنفاق الواضح" ووصفت سياستها الخاصة باللجوء بأنها أصبحت "حالة من الفوضى"، كما حذرت مؤسسة /أوكسفام/ الخيرية الحكومة من جعل مساعداتها إلى تنزانيا مشروطة بالتعاون مع الحكومة البريطانية بشأن طلبات اللجوء، محذرة من عدم مشروعية ذلك وفقا للقانون البريطاني وانتهاكه لاتفاقية اللاجئين لعام 1951. وكانت صحيفة /الجارديان/ نسبت امس إلى بيتر كالاجن مدير الاتصالات بحكومة رئيس تنزانيا بنجامين ويليام مكابا تأكيده نبأ انعقاد المحادثات. وقال "إنها قضية شديدة الحساسية بالنسبة لنا"، مشيرا إلى أن تنزانيا تمثل مأوى بالفعل لنحو 400 ألف لاجئ من الحروب في البلدان المجاورة. واضافت صحيفة الجارديان أن بريطانيا عرضت أربعة ملايين جنية استرليني 5ر7 مليون دولار مساعدة في مقابل إقامة معسكر اللاجئين. وكانت وزارة الداخلية البريطانية أعلنت اول من أمس أن العدد الاجمالي لطلبات اللجوء قد انخفض بنحو 41 في المئة عن العام الماضي ليصل إلى 61050 طلبا بعد تطبيق سياسات أشد صرامة، حيث اشارت الى انها تخطط للبدء في إعادة العراقيين قسرا في نيسان/إبريل المقبل. ويشكل الصوماليون الهاربون من الحرب الاهلية أكبر الجماعات التي تقدمت بطلبات للحصول على اللجوء في بريطانيا، اذ تقدم أكثر من 6 آلاف شخص للحصول على اللجوء في عام 2003 من بينهم 3800 شخص رفضت الحكومة منحهم إذنا للبقاء في البلاد. ويشار الى ان التقرير الدولي الجديد اوضح ان بريطانيا هي الدولة الاولى من حيث تلقي طلبات اللجوء على مستوى العالم.