فجأة تغيرت سلوكيات وتصرفات ممدوح المحاسب الشاب بدأ يتغيب عن البيت لفترات طويلة.. يهمل زوجته ويسيء معاملتها.. يقضي اغلب ساعات اليوم بصحبة اصدقاء المقهى التي يجلس عليها يدخن "النرجيلة".. وظل التغير المفاجئ في تصرفات ممدوح لغزاً محيراً لزوجته الطيبة التي فشلت بعد عشرة دامت اكثر من سبع سنوات في ان تعرف سر تبدل حال زوجها.. وعندما علمت بالحقيقة وتوصلت الى اللغز قام زوجها بقتلها.. وفصل رأسها عن جسدها والقى بجثتها في مصرف القرية ثم ابلغ الشرطة باختفائها لابعاد الشبهات عنه. البداية كانت بلاغ تلقاه العميد محمد حسني مأمور قسم شرطة طنطا احدى محافظات دلتا مصر من ممدوح عطا محاسب بالادارة الصحية في طنطا باختفاء زوجته هند محمدي 32 سنة في ظروف غامضة مؤكداً انها خرجت في الصباح كعادتها الى عملها مدرسة القرية.. واتفقا على اللقاء في منزل شقيقتها المريضة بعد انتهاء عملها.. لكنه ظل ينتظرها لساعات طويلة دون جدوى حيث لم تصل هند وفقاً لموعدهما.. وقتها خرج ممدوح يسأل عن زوجته لكن دون جدوى بدت هند وكأن الارض قد انشقت وابتلعتها سأل عنها زملاءها فاكدوا انها لم تحضر الى عملها في ذلك اليوم نهائياً.. واكد اقاربها ان احداً لم ير هند المدرسة الجميلة يوم اختفائها.وقتها لم يجد الزوج سوى اللجوء الى قسم شرطة طنطا وحرر محضرا برقيم 1261 احوال اكد فيه ان زوجته وتدعى هند محمدي قد اختفت في ظروف غامضة وطالب رجال الشرطة بسرعة كشف لغز اختفائها مؤكداً انه لا توجد أي خلافات او خصومات ثأرية يمكن ان تكون وراء اختفاء زوجته ونفى ان تكون زوجته قد هربت من بيت الزوجية حيث لا يوجد ما يدعوها لفعل ذلك اذ لا توجد أي خلافات بينهما.. ولكن اذا كان الوضع كذلك فما هو سر اختفاء هند المدرسة الشابة؟ سؤال راح رجال الشرطة يبحثون عن اجابة له.. فتم وضع التحريات وخطة بحث لكشف لغز اختفائها.. ودلت التحريات على ان الزوجة الغائبة معروف عنها حسن علاقتها بالجيران واقاربها وانها سيدة طيبة القلب.. ونفى الجميع ان يكون قد شاهدها احدا يوم اختفائها نهائياً. وقتها ازدادت القضية غموضاً فلماذا واين اختفت هند.. كادت القضية ان تغلق ويتفرغ رجال الشرطة الى القضايا الاخرى التي تكتظ بها محاضر القسم الا ان معلومة وصلت الى الرائد محمد الشامي رئيس المباحث من احد مصادره السرية تؤكد ان الزوجة المختفية كانت عاقرا لا تنجب وانها وزوجها طافا على الاطباء بحثاً عن خيط امل يحقق لهما حلمهما في انجاب طفل يملأ حياتهما سعادة ويزيدهما اصراراً على مواصلة الحياة معاً لكن فشلت كل محاولاتهما وعجز الطب والاطباء في علاج هند ولم تستطع الانجاب وباتت وكأنها ارض بور ميتة لا تصلح للانبات. ودلت التحريات كذلك على ان الزوج كان على علاقة مع ممرضة تدعى سحر وتبين انه تزوجها سراً دون علم زوجته وقتها ادرك رجال الشرطة انه ربما تكون الزوجة قد علمت بزواج زوجها من امرأة اخرى فشعرت بالاهانة فقررت ترك البيت. لكن فجأة انكشف السر وظهرت الجريمة عندما عثر اهالي كفر الحجر على جثة طافية فوق مياه مصرف القرية وتبين انها جثة هند وقتها تم كشف لغز الاختفاء وتبين انها ماتت بخمس طعنات وتم فصل رأسها عن جسدها.. وقتها راح رجال الشرطة يبحثون عن زوجها وتبين انه اختفى وهنا ادرك رجال الشرطة ان الزوج هو مرتكب الجريمة البشعة فتم عمل عدة اكمنة ثابتة ومتحركة حتى تم القبض عليه وهو يحاول الهروب الى القاهرة وبمواجهته انهار واعترف بجريمته تفصيليا؟ً حيث اكد انه لم يكن يريد قتل زوجته.. ولكنه اضطر الى ذلك حتى لا يجد نفسه في الشارع بدون مسكن او مورد يعيش منه.. حيث كانت زوجته القتيلة تمتلك كل شيء.. البيت والسيارة ورصيدا في ا لبنك وانه قد قرر الزواج سراً حتى لا تعلم هند فتطلب الطلاق.. واضاف انه كان يحب هند لدرجة الجنون لكنه كان يحلم بانجاب طفل يحمل اسمه وفشلت كل جهود الاطباء في علاج هند حتى تحقق حلمهما فاضطر الى البحث عن امرأة اخرى تحقق له حلمه وتنجب له الاولاد فتعرف على ممرضة مطلقة واتفق معها على الزواج وكان الزواج سراً حتى لا تعرف هند وظل خمسة اشهر يلتقي بعروسه الجديدة دون ان تعلم هند حتى فوجئ بها تعرف وتواجهه بكل شيء وراحت تهدده بافتضاح امره واتهمته بالخيانة فلم يشعر بنفسه الا وقد قتلها بسكين عدة طعنات وماتت في الحال وحمل جثتها والقى بها في الترعة وابلغ الشرطة باختفائها. واكد الزوج ندمه الشديد مبرراً جريمته بحبه الشديد لزوجته وأمرت نيابة طنطا بحبس قاتل زوجته على ذمة التحقيق. وكانت المفاجأة عندما جاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد ان الزوجة القتيلة كانت حاملا في الشهر الثالث وقت تنفيذ الجريمة وان زوجها قتلها هي وطفلها قبل ان يرى الحياة فانهار المتهم وراح يطالب باعدامه.