بعد كل إخفاق ستجده أمامك، في كل قضية يدلي بدلوه، يقف وراء كل مصيبة عظيمة، هو نوع من الناس ابتلي به الوسط الرياضي، وللأسف لا يكاد يخلو ناد منه إلا تلك الأندية التي نجحت في استخدام مضادات حيوية فتمكنت من كبح جماحه وايقاف غزواته، إنه مفرق الجماعات ومخرب الرياضات المدعو المستر سوسة. المستر سوسة نموذج للشخص الذي يعادي النجاح بسبب او بدون سبب، لا يعجبه العجب ولا الصيام في شهري شعبان ورجب، كل يوم له رأي، وكل رأي يناقض الآخر، كلام الليل يمحوه النهار، وكلام اليوم يختلف عن كلام الغد، يوم معك ويوم عليك، له في اليوم الواحد أكثر من وجه، كل وجه يناقض الآخر. المستر سوسة ينصب نفسه مدربا ومديرا وفنيا يفهم في كل شيء، مع أنه في الواقع يعرف شيئا واحدا، يعرف كيف يحيك المؤامرات، كيف ينقل الاحاديث، كيف يعمل من الحبة قبة، يؤلب الاعضاء والاداريين على بعضهم البعض، يدخل بين اللاعب والاداري، والمدرب واللاعب، وبين الجماهير ينفث سمومه، وعندما تقع الرأس في الفأس يتظاهر بالبراءة معتبرا نفسه شاهدا ما شافش حاجة. المستر سوسة له قنوات اتصال من لاعبين وإداريين وجماهير، كل الأخبار تصله مباشرة مع أنه لا يعمل مراسلا لقناة الجزيرة أو العربية، يعرف بالقرار قبل صدوره، ولهذا يتحرك بسرعة، يحاول أن يخرب، لا يرتاح له بال إن بقيّ على الحياد، ليس بالضرورة أن يفعل كل ما يفعله ليتبوأ منصبا في الادارة أو ليحقق غاية معينة، بل إن المستر سوسة بصريح العبارة إنسان مريض لا يستطيع العيش دون إثارة القلاقل والمشاكل، فهو يحتاج الى طبيب نفسي يروضه وإلى شخص قوي يوقفه عند حده. المستر سوسة يعيش في كل المؤسسات الرياضية، في الأندية الرياضية وهو متواجد، في الإعلام الرياضي متواجد، وفي أماكن اخرى لا داعي لذكرها بالاسم، قد يكون من الجمهور، وقد يكون من الصحافة، وقد يكون من الإدارة، في جميع الحالات هو سوسة، وكل واحد من هؤلاء قصة قائمة بذاتها لن تسعفنا المساحة والوقت للحديث عنه. متى ارتحنا وتخلصنا من المستر سوسة ستصلح الأمور ويتعدل حال واقعنا الرياضي نوعا ما، نصيحتي لكم خلوا بالكم من المستر سوسة، قد لا تشعرون ولا تحسون به، لكنه حتما موجود، يفكر ويدبر فقتل كيف دبر. @ البيان الاماراتية