ينطلق الخميس المقبل "مهرجان جدة التاريخية" بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ورعاية أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، والذي يستمر عشرة أيام في أول باكورة أنشطة محافظة جدة للعام الميلادي الحالي. ويشهد منتصف المهرجان تقديم ملف جدة التاريخية لقائمة التراث العالمي باليونسكو، من أجل إحياء هذا الموقع المهم ودعم جهود هيئة السياحة في تطويره، ومن المتوقع أن يتم إدراج ملف جدة التاريخية للتصويت عليه من قبل لجنة التراث العالمي خلال دورتها الثامنة والثلاثين التي ستعقد في دولة قطر في شهر يونيو عام 2014م. وتشهد جدة التاريخية هذا العام مشاريع حديثة بأكثر من 50 مليون ريال، منها تقديم الخدمات الاستشارية لترميم المباني التاريخية في منطقة البلد، وتركيب وتوريد أعمدة الإنارة وإنشاء مواقف وأرصفة للسيارات، وتنظيف وصيانة المنطقة التاريخية وصيانة وترميم المباني والمتاحف في المنطقة التاريخية، وترميم وصيانة سبعة مبانٍ تراثية وكذلك ترميم وصيانة 27 مبنى تراثياً ضمن نطاق بلدية جدة التاريخية، ومشروع الدراسات لترميم وصيانة وإعادة تأهيل 200 مبنى شعبي ضمن نطاق بلدية جدة التاريخية. وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، قد أعلن أثناء زيارته لجدة التاريخية افتتاح فعاليات ملتقى التراث العمراني الأول الذي أقيم مطلع عام 1433م بجدة، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- تبنّى ترميم أول مسجدين تاريخيين في جدة التاريخية هما مسجد الشافعي ومسجد المعمار، وبدأ الترميم فيهما فعلياً مؤخراً. وحظيت "جدة التاريخية" باهتمام الدولة منذ أن نزل بها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- عام 1344ه الموافق 1925م، حيث حل ببيت نصيف مدة عشر سنوات واتخذ مجلساً ومُصَلى بجوار مسجد الحنفي، لتتوالى الرعاية الكريمة من الدولة لجدة، خلال عهد الملك سعود والملك فيصل -رحمهما الله- فتم تأسيس شبكات الخدمات بجميع أنواعها وإنشاء المرافق الحكومية وإصدار نظام الآثار عام 1392ه الذي كفل الحفاظ على جدة التاريخية لاحقاً. وخلال عهد الملك خالد والملك فهد -رحمهما الله- قامت الدولة بإعداد خطط استراتيجية؛ لتنفيذ مشاريع عدة في جدة التاريخية، توجت بمشروع ميزانيته تجاوزت 80 مليون ريال لرصف وإنارة جدة التاريخية بأسلوب يتماشى مع قيمتها التاريخية والحفاظ على مبانيها التراثية ونسيجها العمراني التاريخي. واستمر اهتمام الحكومة بمنطقة جدة التاريخية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- الذي أولى الموقع أهمية خاصة في إطار عنايته بالتراث العمراني في مناطق المملكة كافة، وتجسد هذا الاهتمام بتشكيل اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية برئاسة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة سابقا، ونائب اللجنة الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي انبثقت عنها لجنة تنفيذية برئاسة الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، وعضوية الدكتور هاني أبو رأس أمين المحافظة، وانعكس ذلك ايجابًا من خلال الاعتمادات المالية المتزايدة لمشاريع جدة التاريخية التي تهدف إلى المحافظة على المنطقة وتنميتها وجعلها منطقة عمرانية جذابة تحافظ على قيمتها الحضارية والتراثية. تشهد جدة التاريخية هذا العام مشاريع حديثة بأكثر من 50 مليون ريال، منها تقديم الخدمات الاستشارية لترميم المباني التاريخية في منطقة البلد، وتنظيف وصيانة المنطقة التاريخية، والمباني والمتاحف، وترميم وصيانة سبعة مبانٍ تراثية ضمن نطاق بلدية جدة التاريخية، و27 مبنى تراثيا، ومشروع الدراسات لترميم وصيانة وإعادة تأهيل 200 مبنى شعبي ضمن نطاق بلدية جدة وقد دعم خطط الحكومة الرشيدة في تنمية جدة التاريخية والمحافظة على تراثها العريق، أمراء منطقة مكةالمكرمة الأمير ماجد بن عبد العزيز والأمير عبدالمجيد بن عبد العزيز -رحمهما الله-، وتم العمل على زيادة الوعي بأهمية هذه المنطقة من خلال مشروع تطوير جدة التاريخية، وما عمل عليه الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة سابقًا رئيس اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية. واهتم سمو الأمير خالد الفيصل بجدة التاريخية من خلال رئاسته للجنة العليا لمشروع تطويرها، مما أسهم في تنفيذ مشاريع والتأسيس لمشاريع مستقبلية للمنطقة، في حين أولى الأمير سلطان بن سلمان، منطقة جدة التاريخية عناية شخصية منذ مدة تقارب الخمسة والعشرين عاماً، وذلك ضمن اهتمام سموه بالتراث العمراني الوطني قبل إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار وذلك في إطار رئاسته الفخرية للجمعية السعودية لعلوم العمران. وعد سمو الأمير سلطان بن سلمان من أكثر المنافحين عن هذه المنطقة والمنادين بأهمية نهوض الأهالي والمؤسسات المحلية في محافظة جدة بدورهم، فعمل من خلال رئاسته للهيئة وعضويته في اللجنة العليا للمشروع على الاهتمام بجدة التاريخية ومتابعة جهود تطويرها، وقام بزيارتها عدة مرات، كما حظيت جدة التاريخية باهتمام ومتابعة الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة ومتابعته الدائمة لجهود حماية الموقع ومشاريع تطويره. وبذلت الهيئة العامة للسياحة والآثار، جهودًا كبيرة في منطقة جدة التاريخية في إطار مشروع تطوير وإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية، الذي تعمل عليه الهيئة بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وانطلاقًا من حرص الهيئة على تطوير هذه المواقع التاريخية المهمة والمحافظة عليها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي واقتصادي، بهدف المحافظة على المنطقة وتأهيلها وتنميتها عمرانيًا وثقافيًا واقتصاديًا بأسلوب مستديم، يُبرز معالمها وتراثها العمراني والثقافي، ويشجع الملاك على حماية ممتلكاتهم. وتشترك الهيئة مع أمانة محافظة جدة في العمل على إعادة تأهيل وتطوير جدة التاريخية، وقامت في هذا الإطار بعدد من المهام، منها إعداد وثيقة الأساس لمشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على منطقة جدة التاريخية وتنميتها، والتي تكوّنت منها لجان للمشروع على رأسها اللجنة العليا للمشروع برئاسة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، كما تعمل الهيئة مع أمانة جدة في عقد ورش عمل والمشاركة في تقييم الدراسات التخطيطية الخاصة بتطوير المنطقة. وشاركت هيئة السياحة في وضع خطة المشروعات التنفيذية لمنطقة جدة التاريخية، وتعاقدت مع استشاريين عالميين يعملون حاليًا على إعداد خطة الحماية والإدارة لمنطقة جدة التاريخية تمهيدًا لاستكمال ملف تسجيلها في قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، وذلك بعد موافقة المقام السامي على تسجيل الموقع ضمن هذه القائمة، وكذلك شاركت الهيئة في اللجنة المشكلة لتقييم الوضع الراهن لجدة التاريخية والحلول المقترحة لذلك. وساهمت الهيئة مع أمانة محافظة جدة في تحديد خطة أولويات المشروعات المطلوب تنفيذها لتطوير منطقة جدة التاريخية، وأكدت في أكثر من مناسبة على أهمية الأعمال التنفيذية في أعمال التطوير لوجود الكثير من الدراسات المطلوب تنفيذها في هذا المجال، كما قدمت جميع الدراسات والخطط التي يحتاجها مشروع تطوير جدة التاريخية، وسبق وأن عقدت اللجنة العليا لتطوير مشروع جدة التاريخية اجتماعًا بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة العام الماضي برئاسة الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة، ناقشت خلاله القضايا التي تعيق الأعمال التنفيذية في جدة التاريخية وآلية معالجتها. وتم في ذلك السياق إقرار خطة إنقاذية عاجلة تضمنت التأكيد على سرعة تحديد المخاطر ومعالجة الأضرار التي تسبّبها بعض المباني، من خلال تدعيم الخطرة منها والآيلة للسقوط واستمرار إخلاء المباني والمحال التجارية الخطرة في المنطقة، وقطع الخدمات الأساسية عنها حسبما تقرره الفرق الميدانية مع أهمية سرعة توفير المبالغ اللازمة للإنقاذ والتطوير ووضع الأسس لتحفيز الملاك للمشاركة في الاهتمام بمبانيهم التراثية واستثمارها. كما تم مؤخراً إقرار ميزانية خاصة لمشروع تطوير جدة التاريخية، والبدء في ترميم 18 مبنى تراثيا، ودعم وتطوير مسار الاستثمار في المنطقة، وترشيح عدد من المباني التراثية للعمل على تطوير أحدها من قبل الشركة السعودية للضيافة التراثية لتكون فندقا تراثيا، إضافة إلى معالجة القضايا المتعلقة بالأوقاف بالتعاون مع وزارة المالية ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ويتم العمل حاليا على تطوير جدول زمني محدد لإنجاز مشاريع جدة التاريخية، بهدف إبراز ما تتميز به المنطقة من أهمية وقيمة تاريخية وتراثية استثنائية.